العاصفة تنكد عيش النازحين في المنطقة الحدودية

مختصر لمعاناة النازحين (طارق أبو حمدان)
مختصر لمعاناة النازحين (طارق أبو حمدان)


فضحت العاصفة المطرية التي تضرب لبنان بقوة، هشاشة التدابير الوقائية التي ادعت الجهات المولجة معالجة قضايا النازحين السوريين الحياتية والمعيشية، ليتبين ان نسبة كبيرة من النازحين ليس بحوزتهم وسائل التدفئة ولا موادها كالمازوت وغيره، ليقيهم شر البرد والرياح وغزارة الأمطار .

يقول حامد العلي النازح من ادلب ووالد خمسة أطفال يقطن في غرفة مهملة بجانب احدى مدارس العرقوب، "إن البرد يهددنا خصوصا الأطفال، ما قدم لنا من محروقات لا يكفي لبضعة ايام والشتاء هنا يمتد الى 8اشهر فما العمل؟". يضيف: "وان كنا نتمكن من تأمين جانب من المصاريف عبر العمل في ورش البناء، لكن في الشتاء الورش واقفة والمصاريف تزداد".

يبدو ان حجم المساعدات الاغاثية التي تقدمها الجهات الدولية والعربية المانحة والهيئة العليا للاغاثة، وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية، تبدو قاصرة عن تأمين حاجات النازحين ولاسيما لجهة تأمين المأوى والمازوت للتدفئة، والخوف من الأسوا في ظل فصل الشتاء.

مياه الأمطار هددت خلال الساعات القليلة الماضية اكثر من 500 نازح سوري، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، يقيمون في خيم عتيقة ركزت في سهول مرجعيون الخيام والوزاني، بحيث تسربت المياه الى داخلها وطالت البطانيات التي يستعملونها اتقاء من البرد. وتقول سلمى احمد إن "المياه دخلت بغزارة الى اكثر من 11خيمة ليلا، وقد اضطررنا عندها الى الخروج منها مع اطفالنا التي تتراوح اعمارهم بين ال 3اشهر وال 9 اعوام، امضينا ساعات الليل تحت المطر من دون ان نجد من يساعدنا، لم يعد لدينا بطانيات كلها تبللت بالمطرواننا ننتظر جلاء العاصفة حتى ننشرها تحت اشعة الشمس ونخاف ان تطول العاصفة وتكبر مأساتنا وعندها لا نعرف أي مصير ينتظرنا".

يقول النازح حسن العود من ريف دمشق: "لقد عملنا مع الصباح الباكر نحن شباب المخيم هنا على تحويل المياه عن الخيم ،لم نتمكن من ذلك بسبب غزارة الأمطار".

النازحة حليمه العبدي تحمل طفلتها 3سنوات بين يديها وتقول انها مريضة وبحاجة الى طبيب لم يسمع احد انين الأطفال هنا ولا صراخ وجعهم،حياتنا مهددة ان طال المطروياليت هذا البرق يصيب رؤوس من شجع على الفتنة في بلدنا .

النازح نادر ابو الخدود يشير الى موقدة صغيرة اشعل بداخلها ما تم جمعه من حطب يابس، قائلا: "بهذه الموقدة البدائية نحاول تدفئة الأطفال ولكن النار تنطفئ مع المطر، لم يزودنا احد بصوبية مازوت او بابور كاز ولا كهرباء عندنا إلا لساعات فقط ، المياه ننقلها من نبع يبعد 300متر، من هنا أننا في بلاد مقطوعة، فالموت بالرصاص في بلدنا بات افضل من موت الصقيع".

يقف النازح السوري جمال الشحروي من ريف حلب، متسائلا أمام خيمته المتواضعة في سهل مرجعيون: "كيف سنتمكن من مواجهة هذه العاصفة، بردها ينخر اجسادنا، كل ما نملكه من وقود لا يكفي سوى لأيام معدودة، لقد جمعنا بعض الحطب، وما تيسر من دواليب مطاطية، اما المازوت فوصلنا منه نصف صفيحة، هذه حصة العائلة النازحة من جمعية خيرية، الخوف ينتاب الجميع من هذه العاصفة التي حذرت منها مختلف وسائل الإعلام اللبنانية والعالمية، ليس لدينا حيلة سوى التذرع الى الله ليخفف من وطأة غضب الطبيعة علنا نتمكن من اجتيازها بأقل الخسائر".

في سهل ابل السقي يقول احمد صبيحي من حمص: "توجد 56خيمة كلها غير صالحة لمقاومة الريح والصقيع، فنوعية الخيم لا تسمح بمقاومة الأحوال الجوية القاسية القادمة، خصوصا أن المنطقة ترتفع بحدود ال 1000 متر عن سطح البحر، والرياح تكون فيها شديدة وتصل سرعتها الى اكثر من 100كلم في الساعة".

يضيف: "قدمت لنا بعض المساعدات لكنها عير كافية حقاتقول سميرة حميد من ادلب، فالعاصفة اذا صدقت التوقعات الجوية ستكون كارثة حقيقية على نازحي الخيم،اننا نعتب على الجهات المانحة التي تعطينا بالقطارة، امكانياتنا محدودة، والمطلوب اقامة تجمعات سكنية يمكنها مقاومة العواصف، والا سيهلك عدد كبير من النازحين، خاصة الأطفال والعجزة وهذا ما نحذر منه فعلا".


تعليقات: