بيار الضاهر: لن تكون هناك أي شاشة لبنانية في عام 2020

رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر
رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر


يأتيك صوت رئيس مجلس إدارة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بيار الضاهر حزينا وغاضبا في آن معا. هي المقابلة الأخيرة معه، يقول دون مقدّمات «ردة الفعل الأولى على موضوع إقفال السفير هي الغضب، والسؤال لماذا وصلنا إلى هنا؟ الغضب كبير والأسئلة كثيرة، ليس لأنني أرفض قبول الفكرة. لم تنته الحياة ولكنها لن تكون كما كانت. يستطيع بلدٌ العيش بدون حكومة، لكنّه لا يستطيع العيش بدون صحافة، فهي من حماة الحرية. الحاكم العادل والمتنوّر والمتقدّم فكريا في أيّ بلد، يصبح ديكتاتورا في غياب صحافة. استطاعت «السفير» من خلال الناشر طلال سلمان المساهمة في نهضة لبنان السياسية والفكرية والثقافية. سلمان خارج إطار المقارنات. المشكلة الأساس هي في غياب «السفير» ورقيا وإلكترونيا».

لن تكون أيام الضاهر المقبلة كما كانت بعد تاريخ اليوم، «ستكون أيامي ناقصة من دون قراءة «السفير». أنا أتابع كل أعدادها، ومضطر لقراءتها، تخلق الجريدة نقاشات حقيقية بيني وبين العاملين في المؤسسة حول بعض المقالات والمواضيع التي تنشرها. هناك فقد كبير في غيابها».

يعلن الضاهر أن نهاية عصر الصحافة الورقية محتومة، لكنّه لعدم إيجاد حل للصحافة الورقية في لبنان. «الورقة هي وسيلة لإيصال المحتوى، أي إنه يمكن إيصاله عبر وسيلة أخرى، حبذا لو بقي الموقع الإلكتروني. لا أحمّل الجريدة المسؤولية، فهناك ألف سبب وسبب أوصلها إلى إعلان الإقفال. وهذا الأمر قد ينسحب على بقية الصحف. كان يجب أن يكون هناك حسّ وطني لتدارك هذه الأزمة. هي مسؤولية الدولة ككل، مسؤولية السياسيين والقطاع الخاص، والنقابات. كان يجب التفكير جديا بإيجاد حل، علينا التفكير كمجموعة، لا كأفراد في هذا الموضوع المهم والحسّاس والأساسي في البلد».

لم يختلف الضاهر يوما مع «السفير» على الرغم من أنه لا يؤيّد كل ما تنشره، معتبرا أنّ هذا الأمر صحي، «أتعلّم من الصحيفة، وما هو مغاير لرأيي يغنيني من حيث بحثي عن السبب»، مضيفا ومكررا «كان يجب إيجاد حل. المشكلة فينا جميعا ولا سيما لدى الطبقة المفكّرة والرائدين في مجالاتهم، لم نحرّك ساكنا في إطلاق أي مشروع وأي فكرة لتفادي هذه النهاية. بدأت الصحافة الورقية تتأثر سلبا في عام 2007، وأحدٌ لم يطلق مشروعا بديلاً، قد لا ينجح المشروع البديل بسرعة، يحتاج الأمر إلى وقت، لكنه يساعد في التأسيس على أرض ثابتة. للأسف، لن يعرف البعض قيمة الصحيفة إلا حين يفقدها».

يضيف الضاهر ردا على سؤال «لن تكون هناك أي شاشة لبنانية في عام 2020، إذا لم يتخذ قرار في العام المقبل للخروج من أزمة الإعلام المرئي أيضا، فهناك مشروع موضوع على الطاولة أمام جسم الإعلام المرئي. يجب أن يحدث أمر ما في العام المقبل، أعني أنّه علينا البحث عن Business Model جديد في مجالنا. المتغيّرات كثيرة في مجالنا فيما يستأثر مشغّلان عملاقان هما فايسبوك وغوغل، يستأثران بـ 65 في المئة من الإعلانات، لا سهولة في التعاطي مع هذه القضية. منذ عشرين سنة وحتى اليوم لا أحد يشاهد التلفزيون بدون دفع اشتراك مالي، وهذه الاشتراكات تعود لأصحاب الكابلات. يجب أن يحتسب جزء من هذه الاشتراكات للتلفزيونات. ولا حل آخر. ويجب علينا أن نخلق منصّة لبنانية تضمّ كل الخدمات الالكترونية، وخصوصا E ـ Government (الحكومة الإلكترونية)».

يختم الضاهر بالقول «إنّ لبنان ليس دولة عظمى بالنسبة إلى تعداد سكان العالم، وبالتالي 4 ملايين لبناني لا يجب أن يتنافسوا بشكل يضرّ بهم، وكما يقول زياد الرحباني «مجموعين، مقسومين»، علينا أن نجتمع، حجمنا يوازي سكان مبنى في الصين على سبيل المثال، ويجب أن نشكّل على الأقل «لجنة بناية» لننهض بالبلد ككل لا فقط بإعلامه المرئي».

تعليقات: