الشوكر.. من طرد الأرواح والدعارة إلى الموضة حُمّلت طابعاً سياسياً خلال الثورة الفرنسية
من النادر اليوم أن ترى عنق امرأة من دون عقد أو تزيين، خصوصاً مع عودة موضة الشوكر، قلادة المخمل أو الدانتيل الضيقة التي بدأت العلامات التجارية العالمية عرضها، وتحولت إلى جزء من إطلالات بعض النجمات العالميات.
هذا العقد البسيط والأنيق من الممكن أن ترتديه أي امرأة، صغيرة كانت أم كبيرة، ولأي طبقةٍ اجتماعية انتمت. فيمكن إيجاده في الأسواق اللبنانيّة بسعر لا يتجاوز الخمسة آلاف ليرة لبنانية، كما يمكن أن تراه في أهم المحال التجارية والماركات بآلاف الدولارات.
تقول إيفا، الفتاة العشرينية، إنّها تحبّ أن تضع عقد الشوكر لأنها تلاحق صيحات الموضة، بالإضافة إلى أنه "عقد بسيط وأنيق في الوقت نفسه". كما أنه "مريح وليس كما يظنّه البعض بأنه يخنق العنق". أمّا فاتن، الخمسينية، فتقول إنّ هذا العقد سهل عليها إخفاء تجاعيد رقبتها، وأعطاها عنقاً ممشوقاً.
يعود أول ظهور لقلادة الشوكر إلى تماثيل إمبراطورية سومر في بلاد ما بين النهرين، حيث كان يُعتقد أنها تطرد الأرواح الشريرة وتؤمن لمن يرتديها الحماية والقوة. وحُمّلت طابعاً سياسياً خلال الثورة الفرنسية، وارتدتها النساء باللون الأحمر، لتكريم من أُعدم من الثوار بواسطة المقصلة.
بعيداً من الموضة والتجميل والثورة، كان لعقد الشوكر رمزية من نوع آخر. فهو طوق يوضع على عنق الكلب في العادة، ويستخدم ضمن الممارسات الجنسية BDSM متسقاً مع وظيفته السابقة. كما ارتبط بالدعارة والخضوع، فكان يدلّ في القرن التاسع عشر على أن من ترتديه هي فتاة هوى. ولوحة مانيه الشهيرة، "أولمبيا" (1863) ليست إلا دليلاً قاطعاً على ارتباط هذا العقد بالدعارة، إذ رسم فتاة تضع عقداً أسود حول عنقها كدليل على كونها بائعة هوى.
غابت موضة الشوكر لفترة طويلة، ثم عادت بقوة مثيرةً ضجةً في التسعينات. فقد قامت نجمات شهيرات مثل الأميرة ديانا ونجمتي البوب بريتني سبيرز وكريستينا أغيليرا بالالتحاق بهذه الموضة، قبل أن تعود بقوة في صيف 2016.
تعليقات: