حادث سير رهيب أنهى حياة أحمد وحسين... شهيدا الجيش


خسارة مزدوجة للوطن، شهيدان للجيش فارقا الحياة بحادث سير أقل ما يقال عنه مروع، عندما كانا في طريقهما للالتحاق بالدورة التدريبية في بعلبك من أجل ترقيتهما. هما الشهيدان العريفان حسين مهدي واحمد السيد قاسم اللذان حلما بالدفاع عن تراب لبنان، فسالت دماؤهما على ارضه، ليس في معركة ضد عدو يهدد امننا واستقرارنا بل بسبب جليد غطى الطريق.

بلدتا علي النهري وتمنين مسقط رأس الشهيدين، اتشحتا بالسواد على شابين في مقتبل العمر، انضما الى الجيش منذ بضعة سنوات، فقبل الساعة السابعة من صباح الامس بقليل، ركب احمد(23 سنة) وحسين (22 عاماً) في سيارة الاخير، وانطلاقا الى ثكنة التدريب، من دون ان يتوقع احد ان تكون آخر رحلة لهما، وان الموت يتربص بهما وبحسب ما شرح جمال دلول خال مهدي لـ"النهار" ما "ان وصلا الى طريق عام زحلة – بعلبك بالقرب من مستشفى دارالامل الجامعي، حتى انقلبت المركبة بهما، قبل ان تصطدم بحائط بسبب الجليد، أسلما الروح على الفور".

فرح بشراء "قاتلته"

قبل خمسة اشهر اشترى حسين سيارة المرسيدس التي كان يقودها عند وقوع الحادث، من دون ان يتوقع انها ستكون السبب في وفاته فكان فرحاً بها، فابن شقيقتي تربى يتيماً مع شقيقة تكبره وشقيق يصغره، بعد وفاة والده منذ سنوات، عملت والدته لتؤمن مصروف عائلتها، عندما كبر درس فندقية، توظف في مطعم فندق الخيال نحو اربع سنوات قبل ان يلتحق بالجيش قبل سنتين ونصف حيث خدم في فوج الهندسة في بيروت، كان همه تحمل المسؤولية عن أمه، وان يتكفل بتربية اخوته". واضاف" لم يفكر بنفسه يوماً، بل براحة عائلته وتأمين ما تحتاجه".

حصل حسين ابن بلدة علي النهري، على تهنئة من وزيري الداخلية والدفاع، وفي الفترة التي سبقت وفاته، زار معظم اهله، وقبل يوم سهر مع اقاربه ورفاقه. وقال جمال " هو المعروف بخفة ظله وضحكته التي لا تفارق وجهه، خدوم، يحب الجميع، لم يفتعل اشكالاً طوال حياته، لذلك عندما تم تداول صورته بعد الحادث وهو معلق على باب احد المحلات تأثر الجميع بنهاية شاب احبه كل من عرفه".

طعنة غادرة

قبل شهر بدأت الدورة التدريبية التي التحق بها ابن تمنين احمد، جده الذي كان يتقبل التعازي بفقيده الغالي تحدث لـ"النهار" بألم بعدما غدره الزمن خاطفاً منه حفيده.

وقال لـ"النهار": " انضم احمد الى الجيش قبل ثلاث سنوات، تنقل في خدمته من بيروت الى ابلح فرياق وبعدها عرسال، قبل ان يلتحق بثكنة في بعلبك للتدريب، وفي ذلك اليوم المشؤوم، قصد منزل زميله حسين، قبل أن ينطلقا سوية الى الثكنة العسكرية، لكن القدر حال دون وصولهما، لا نعلم الى الآن ما حصل، هل هو عطل في السيارة ام ان الحادث سببته طبقة من الجليد ادت الى تزحلق السيارة".

في الامس التحف الشهيدان بتراب بلدتهما، ليكونا الضحيتين الجديدتين لحوادث السير على طرق لبنان!



تعليقات: