ندوة سياسية في مركز معروف سعد لمناسبة ذكرى رحيل القادة


أقيمت يوم الأحد في 5/2/2017 ندوة سياسية تحبت عنوان " تفنى الأجساد و تبقى الفكرة "في مركز معروف سعد الثقافي في مدينة صيدا لمناسبة ذكرى رحيل القادة حكيم الثورة د. جورج حبش و ضمير الثورة أبو ماهر اليماني.

حضر الندوة ممثلو قوى المقاومة الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية و الإسلامية اللبنانية، واللجان الشعبية، وشخصيات سياسية واجتماعية، وكوادر و مناضلو الجبهة و حشد جماهيري .

افتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والفلسطيني. قدمت الندوة الدكتورة انتصار الدنان مسؤولة العلاقات الخارجية بالمكتب الإعلامي للجبهة، حيث رحبت بالحضور الكريم، وبصاحبي الذكرى قائلة: حين نستذكر رفيقينا الكبيرين، ذلك النوع من الرجال الذي لا يغيب أبدا، واليوم نحن نقف في حضرة حضورهما الذي لا يزال نسغًا يعطي لبقائنا معناه، و لثورتنا المستمرة أرواحنا التي لن تنطفىء حتى نقف على عتبات ما حلمنا به نؤكد أن النصر آت لا محالة كما قالا.

ثم كانت كلمة للمناضل القومي العربي والمنخرط في قضايا الأمة كلها، وفي طليعتها قضية فلسطين الرفيق معن بشور، أكد فيها أنه حين نلتقي اليوم حول قامتين شامختين في حياتنا الكفاحية، الوطنية والقومية، الفلسطينية والعربية، حول حكيم الثورة الدكتور جورج حبش وحول ضمير الثورة أبو ماهر اليماني لا نفعل ذلك لمجرد الوفاء لقائدين كبيرين أفنيا عمرهما في سبيل قضايا أمتهما وفي مقدمها قضية فلسطين، ولا نفعل ذلك تكريماً لجيل من المناضلين والقادة الفلسطينيين والعرب نفتقد أمثالهم في يومنا هذا فقط، بل نفعل ذلك أيضا لكي نؤكد أن النضال استمرار، وأن الثورة مستمرة، وأن تجارب الأمس، تجارب الحركات والمناضلين، هي دروس اليوم ومدارس المستقبل، كما أشار إلى أنه لا طريق للشعب إلى دحر الاحتلال سوى طريق المقاومة والانتفاضة، ولا طريق للمحتل في مواجهة الحق الفلسطيني إلا بالقتل والإعدامات العشوائية والاعتقالات المتواصلة، وهي معادلة أمضى جورج حبش وأحمد اليماني، ومعهما الأمين العام الشهيد أبوعلي مطصفى، والأمين العام الأسير أحمد سعادات حياتهما في التأكيد عليها، وفي رفض أي خروج على نهج المقاومة وخيارها في مواجهة احتلال العدو وبطشه وجرائمه المستمرة التي مازالت تنتظر تحركاً رسمياً فلسطينياً لإحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية على الرغم كل الضغوط التي مارستها، وما تزال، تل ابيب وواشنطن وحلفاؤهما الاقربون والأبعدون.

ثم كانت كلمة للدكتور ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي، ومسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، افتتحها بتقديم التحية للحضور الكريم، كما توجه بتقديم التحية الصادقة لمدينة صيدا البطلة وأهلها، صيدا الصمود والمقاومة، صيدا التي احتضنت الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقدمت الشهداء في سبيل قضايا الأمة، كما قدم التحية لروح الشهيد القائد والرمزالقومي الكبير والفلسطيني الكبير الشهيد معروف سعد. ومقدمًا التحية للرفيق القومي الأستاذ معن بشور.

وأشار الدكتور ماهر في كلمته إلى المزايا التي كان يتحلى بها الراحلان الكبيران، مؤكدًا على أنه لو كان الحكيم جورج حبش موجودًا بين الحضور، وأبو ماهر، لكان قالا في هذا الظرف السياسي الصعب: إياكم واليأس، إياكم والتراجع، إياكم والاستسلام مهما كانت المصاعب، ومهما كانت المحن، مشيرًا إلى أن وطننا العربي يحترق، وساحتنا الفلسطينية ممزقة، ووطننا العربي مشغول بحروب داخلية و صراعات مذهبية وطائفية، حيث لم يكن أحد منا يتخيل أن نصل إلى هذه الدرجة

من التراجع و الهوان، ولو كانا بيننا اليوم كانا سيقولان للشعب الفلسطيني والعربي أيضًا: علينا أن نستمر بالمقاومة والصمود والتحدي مهما كانت الأوضاع المحيطة بنا. كما أكد في كلامه على أن النهج الذي مثلاه في النضال وفي الكفاح هو مدرسة أخلاقية، ومدرسة سياسية، ومدرسة تنظيمية، ومدرسة مسلكية، ونحن أحوج ما يكون لدينا في هذا الظرف بالذات الذي تمر به الساحة الفلسطينية والساحة العربية لهما.

كما أشار إلى أن الدكتور حبش كان دائمًا يقول: علينا أن من هوالعدو و من هو الصديق، وكان يركز باستمرار على أنه لبد من تحديد من هو الصديق ومن هو العدو، حتى صرنا ندرك أكثرعمق أهمية هذا الكلام في وقت جرى فيه الخلط، ولم نعد نعرف من هو العدو، ومن هو الصديق، صارالعدو صديقا والصديق عدوا.

فالعدو هو الإمبريالية، وعلى رأسها أمريكا والصهيونية، وكيانها الفاشي العنصري المتجسد بإسرائيل والرجعية العربية، وقد اتضح أن الرجعية العربية لعبت دورا تآمريًّا حقيقيا في تصفية القضية الفلسطينية، والقضايا القومية للأمة، وتلعب دورًا في تدمير الوطن العربي، كما تطرق إلى موضوع إسرائيل، متسائلًا: هل هي شريك سلام أم عدو يريد اقتلاع الشعب الفلسطيني وتصفيته في المناطق المحتلة عام 1948 والضفة والقدس وغزة وتدمير حق العودة للاجئين، مؤكدًا على أن معركتنا معهم معركة وجود وصراع وجود، وكل الحديث عن حل سياسي و دولتين و شعبين و مفاوضات وعن التعايش، وأن ما ثبت بعد التجربة الحسية الملموسة أن كل هذا الكلام فارغ و بلا قيمة ، وإننا أمام كيان يريد ليس فقط السيطرة على كل فلسطين، وتدميرأهلها، بل يريد الهيمنة على المنطقة، وعلى الوطن العربي بأسره، وليس بالضرورة احتلال عسكري، إنما بهيمنة سياسية، واقتصادية وأمنية، والآن يمزقون وطننا العربي من أجل تصفية كاملة للقضية الفلسطينية، والسيطرة على المنطقة .

كما تدرج إلى فكر جورج حبش وأبي ماهر قائلًا: إنهما كانا يقولان لا يوجد حل، و لا انتصار من دون العمق العربي القومي للقضية الفلسطينية، فلسطين قضية قومية، ونحن بحاجة إلى إبرازالشخصية الوطنية الفلسطينية، في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يريد طمس وتبديد القضية الفلسطينية، وضرب العمق العربي و القومي للقضية الفلسطينية تحت ستار إننا نقبل بما يقبل به الشعب الفلسطيني، وما تقبل به منظمة التحرير الفلسطينية، وكان هناك محاولات مدروسة من أجل

التنصل من القضية الفلسطينية، وكان الدكتور جورج حبش يؤكد على أن لا أفقا فلسطينيا من دون العمق العربي، ولا عروبة من دون فلسطين.

كما كان الحكيم وأبو ماهر يؤكدان على العلاقة مع الجماهيروالشعب، العيش بين الناس، وتحسس آلام وهموم الناس والعيش بمستوى الناس، كما كان الحكيم كان الحكيم يركز على الجبهة الثقافية، حيث إنه من الممكن أن يختل ميزان القوى وينتصر الصهاينة علينا عسكريا، لكن الجبهة الثقافية، حقوقنا، تاريخنا، تراثنا، هويتنا، هذه جبهة لا يمكن المساومة عليها بأي شكل من الأشكال، وبالتالي الجبهة الثقافية هي الجدار الأخير، ونحن

أحوج ما يكون كشعب فلسطيني وأمة عربية الآن هي الجبهة الثقافية .

وفي نهاية حديثه حيا الشهداء والأسرى الصامدين في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الرفيق المناضل الأمين العام أحمد سعدات ومروان البرغوثي.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان.

الاثنين في 6/2/2017


























تعليقات: