السيد نصرالله لتعطيل المحادل الانتخابية بالنسبية ولا لفرض ضرائب جديدة

السيد حسن نصر الله: القانون النسبي بطبيعته ليس الغائياً بل يعطي لكل ذي حق حقه
السيد حسن نصر الله: القانون النسبي بطبيعته ليس الغائياً بل يعطي لكل ذي حق حقه


كرر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تمسكه باعتماد النسبية في قانون الانتخابات. وفي احتفال تأبيني في البقاع، لمح نصرالله الى قيامه بزيارة لسوريا، وأكد رفض فرض ضرائب جديدة في الموازنة المقترحة. وشدد على أن مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يخيف حزب الله، و«عندما يسكُن في البيت الأبيض أحمق يُجاهر بحماقته، فهذه بداية الفرج للمستضعفين في العالم»

جدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله موقف الحزب الداعم لقانون انتخابي جديد على أساس النسبية، لافتاً إلى أنه «قانون انتخاب عادل يُتيح للجميع أن يُمثلوا في المجلس النيابي ولا يلغي أحداً». واعتبر خلال الاحتفال التأبيني لعضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسين عبيد في بلدة أنصار البقاعية أن «القانون النسبي يُعطي لكل ذي حق حقه».

وأضاف «نحن حريصون على بقاء وتمثيل كل الأحزاب والجماعات والعائلات والبيوتات السياسية». وقال «نحن في حزب الله واضحون مع حركة أمل ومع التيار الوطني الحر وكل حلفائنا أننا مع النسبية»، مشيراً الى أن «القانون الأكثري هو إلغائي وإقصائي. وهناك شخصيات وازنة في البلد، لكنها ملغاة بسبب القانون الذي مهما قسمتموه سيبقى إلغائياً بطبيعته». وقال «أتعجّب ممن يقول إن النسبية تقصيه وتلغيه. النسبية لا تلغي الحزب التقدمي الاشتراكي ولا تيار المستقبل، بل تعطي كل صاحب حجم حجمه»، لافتاً إلى أننا «حريصون على عدم إلغاء أي بيت سياسي أو حزب، وندعو الى العدالة في التمثيل، رغم أنها لا تخدم مصالحنا، ونحن من المحادل التي يجب تعطيلها، بدلاً من تضييع الوقت وعدم النقاش الجدي وبدل الوصول إلى لحظة الاستحقاق والذهاب الى المجهول وتعريض الوطن للخطر». ورأى أن «القانون المُقترح من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هو الأفضل للبحث، ونحن منفتحون على أي نقاش أو اقتراح يؤدي الى انتخابات وفق قانون جديد».

النسبية لا تُلغي أحداً، بل تُعطي كل صاحب حجم حجمه

وفي الملف اللبناني، تطرّق أيضاً إلى موضوع الموازنة العامة، لافتاً إلى أن «الوزراء سيناقشون تفاصيل»، مؤكداً «رفض مبدأ أي فرض لضرائب جديدة أو رسوم جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان، أي أغلب الشعب اللبناني». واعتبر أنه «يجب البحث عن مداخيل معروفة عبر وقف التلزيمات المشبوهة والسرقات والإنفاق الذي لا معنى له». كما اعتبر أن هذا الأمر «يحتاج الى قرار سياسي شُجاع نوفّر عبره الكثير من النفقات والهدر ونمنع الفساد، ويجب البحث عن أي مكان آخر لدعم الموازنة، إلا جيوب المواطنين».

كما تطرّق السيد نصرالله إلى الشق الأمني، حيث جدّد الدعوة إلى الدولة اللبنانية كي «تتحمّل مسؤوليتها بشكل فعّال وخصوصاً في البقاع». ودعا الجيش والأجهزة الأمنية إلى التعاطي مع المشاكل الأمنية في البقاع ضمن حدود القانون»، مشيراً إلى أن «الأمن ليس فقط مسؤولية الدولة، إنما هو مسؤولية اجتماعية وشرعية عامة». واعتبر أن ما يحصل من عمليات خطف وقتل في البقاع لديها مثيل في باقي المناطق، إلا أنها «عندما تحصل في البقاع يتم التركيز عليها نظراً إلى الخط الذي يدعمه أهل المنطقة»، موضحاً أن «أي خطف وقتل هو عمل مدان، لكنّ هناك استهدافاً لهذه المنطقة، وهذا يتطلب وعياً من ناس البقاع وفعالياته، والموضوع ليس فقط أمنياً بل يمس كرامة أهل البقاع».

وعن النازحين السّوريين، أكد أنه «لا يجب أن تتم مقاربته في لبنان كملف طائفي أو مذهبي»، معتبراً أن «حلّه يكون بالتعاون معاً لعودة أغلب النازحين إلى بلدهم ومنازلهم». وطالب السيد نصرالله «الحكومة اللبنانية بالخروج من المكابرة والتحدّث إلى الحكومة السورية بخصوص هذا الملف»، لافتاً إلى أن «الحزب حاضر ليكون في خدمة الحكومة اللبنانية إذا قررت أن تتصرف إنسانياً ووطنياً وجدياً».

وتعليقاً على الانتخابات الأميركية، تناول نصرالله «ما يُروج له بعض الإعلام من مزاعم بشأن قلق حزب الله من مجيء ترامب». واعتبر أن «ما حصل أخيراً لم يحمل جديداً بالنسبة إلى الحزب، سوى أنه كشف عن الوجه الحقيقي للإدارة الأميركية العنصرية المجرمة سفاكة الدماء والمتآمرة على شعوبنا». وأكد أننا «لسنا قلقين، بل متفائلون جداً، لأنه عندما يسكُن في البيت الأبيض أحمق يُجاهر بحماقته، فهذه بداية الفرج للمستضعفين في العالم». كما أكد أن «النصر الذي تحقق في أعوام 1985 و2000 و2006، ويتحقّق اليوم في سوريا والعراق وسيتحقق في اليمن، لا يستطيع لا ترامب ولا جورج بوش ولا كل هؤلاء العنصريين أن يمسّوا به أو بشجاعة أو إرادة أو إيمان طفل من أطفالنا، فضلاً عن رجالنا وشيوخنا».

وكان نصرالله قد تحدّث في بداية كلمته عن مزايا الشيخ عبيد، كاشفاً أنه «كان من المشاركين في تأسيس حزب الله وجاهد في صفوفه وتحمّل فيه مسؤوليات كثيرة حتى قضى في هذا الطريق». كما أنه كان «مُدافعاً صلباً عن الحزب وخطه ونهجه ومشروعه، حتى الرمق الأخير من عمره».ي لبنان كل اللبنانيين مضغوطين من ملف النازحين ومن واجبانا التعاطي معه بانسانية بمعزل عن المخاوف ،بعيداً عن السياسة وعن اي استغلال، الخيار المناسب هو التعاون من موقع الاقناع لعودة النازحين الى مدنهم وقراهم وبيوتهم،ويجب ان تخرج الحكومة اللبنانية من المكابرة وان تتحدث مع الحكومة السورية لمعالجة ملف النازحين الانساني”.

وفي ذكرى أسبوع فقيد العلم والعلماء عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسين عبيد اعتبر سماحته ان” الشيخ عبيد كان من الاخوة الكبار الذين كان لهم شرف التأسيس في هذه المسيرة”.

إحداث تغييرات ديموغرافية في سورية أكاذيب

وأضاف سماحته “يتم اتهامنا باحداث تغييرات ديموغرافية في سورية وهي اكاذيب من الفضائيات العربية الداعمة للتكفيريين”.

وتابع :” نحن كحزب الله لدينا علاقات مع الدولة السورية لذا نحن حاضرون لخدمة الحكومة اللبنانية لمساعدتها للتواصل مع النظام السوري”.

نؤيد وقف لاطلاق النار في سورية

واكد سماحته أن حزب الله يؤيد ويساند بقوة اي وقف لاطلاق النار في سورية يُتفق عليه،وأضاف:”الانتصار الكبير في حلب كانت له تداعيات سياسية وأمنية كبيرة جداً، وبات واضحاً ان المسار العام في سوريا اصبح مختلفاً عن السنوات الستة التي سبقت، بعد أن كانت سوريا في خطر سقوط الدولة، وسوريا كانت تحت خطر سيطرة الجماعات المسلحة والارهابية وتم دفع هذا الخطر، واليوم اغلب سيطرة داعش على صحراء”.

الدول اليوم جاءت لتقاتل من خرجنا لمقاتلته منذ 6 سنوات

وتابع :”الدول والمحاور التي صنعت الجماعات التكفيرية والتي دعمت هذه الجماعات يئست من امكانية تنفيذ اهدافها في سوريا، الموقف التركي مثلاً اليوم تجاه داعش والكل يعلم ان الدولة التركية كانت داعماً قوياً لداعش وامنت السيولة المالية وفتحت البوابات للصواريخ واليوم ندمت على ما فعلته لداعش لأنها ردت الجميل لتركيا بعمليات ارهابية داخل الحدود التركية، واليوم تركيا تقاتل داعش في مدينة الباب وستقاتلها في الرقة مستقبلاً”، وفي الموقف الأميركي ترامب يقول ان اولويته الآن في سوريا هي الحرب على داعش، والاوروبيون يتحدثون عن رغبتهم الجدية بمقاتلة الارهاب في سوريا، كل هذا يعني ان العالم والدول التي يعتبرها البعض حجة الهية أتت لتقاتل اليوم من خرجنا لمقاتلته منذ 6 سنوات .

نحن مع النسبية

وفي الشأن اللبناني،قال سماحته إننا ننعم بالاستقرار السياسي والامني ومازال هذا الاستقرار قائماً رغم الخلاف على قانون الانتخاب، الاستحقاق الاهم اليوم هو الانتخابات النيابية ولدينا ارادة بعدم التمديد واجراء الانتخابات وهذا الاجماع بالظاهر ولا ندري ما يوجد في القلوب، وبما يخص قانون الانتخاب نحن في حزب الله واضحون مع حركة أمل ومع التيار الوطني الحر ومع كل حلفائنا في 8 آذار نحن مع النسبية، ونحاول البحث جدياً عن قانون عادل يتيح للجميع التمثيل في المجلس النيابي دون الغاء احد، القانون الاكثري هو قانون الغائي، مثلاً في دائرة انتخابية أي لائحة تحصل على 50% زائد واحد تحصل على كل شيء، هناك شخصيات وازنة في البلد لكن ملغاة منذ فترة طويلة بسبب القانون الأكثري .

وأضاف سماحته أن:” القانون النسبي بطبيعته ليس الغائياً بل يعطي لكل ذي حق حقه، واتعجب مما يقول ان النسبية تقصيهم وتلغيهم، وللدروز اقول ان النسبية لا تلغيهم ولا تلغي التقدمي الاشتراكي او المستقبل، ونحن حريصون على عدم الغاء أي بيت سياسي او حزب بل ندعو الى العدالة في التمثيل ، لذا بدل تضييع الوقت وعدم النقاش الجدي وبدل الوصول للحظة الاستحقاق والذهاب الى المجهول وتعريض الوطن للخطر، فلنذهب إلى البحث عن قانون ، نحن لا نغلق الأبواب ومنفتحون على اي اقتراح او نقاش يؤدي الى انتخاب وفق قانون جديد”.

تنويه بعمل القوى الأمنية والجيش

وفي الأمن الداخلي قال سماحته :”عندما نتطلع حولنا في العالم وجوارنا الملتهب وعدونا المتربص بنا، نرى ان الامن والاستقرار في البلد نعمة كبيرة لذا يجب التمسك بها والحفاظ على هذا الاستقرار وعدم الاستهتار بالموضوع الامني وان لا يغامر احد في الموضوع الامني، علينا ان نشكر وننوه على عمل القوى الامنية والجيش اللبناني وقيادته”.

وأضاف :”على الدولة ان تتحمل مسؤوليتها بشكل فعال بالنسبة للوضع الامني في البقاع،يجب ان يكون هناك انماء في البقاع اضافة الى بعض الاعفاءات وفق القانون”.

نرفض فرض أي ضرائب جديدة تطال العائلات الفقيرة

وفي موضوع الموازنة العامة، الوزراء سيناقشون التفاصيل، واريد تثبيت مبدأ رفض اي ضرائب جديدة او رسوم جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان اي اغلب الشعب اللبناني، ويجب البحث عن مداخيل معروفة عبر وقف التلزيمات المشبوهة والسرقات والانفاق الذي لا معنى له، الأمر يحتاج الى قرار سياسي شجاع نوفر عبره الكثير من النفقات والهدر ونمنع الفساد”.

من يسكن في البيت الأبيض أحمق وهذا بداية الفرج

وفي موضوع مجيء ترامب إلى البيت الأبيض اعتبر السيد” أن ترامب كشف الوجه الحقيقي للادارة الاميركية البشعة والظالمة والعنصرية ونشكره على ذلك، ومن اول وصوله أظهر حقيقة الادارة ، والخوف انتهى منذ زمن لدينا، في 1982 كنا قلة و “اسرائيل” كانت تحتل نصف لبنان اضافة لقوات متعددة الجنسيات واساطيل في البحر، كنا قلة حينها ولم نخف ولم نقلق ولم نضطرب وجاء جورج بوش بالجيوش فيما بعد وحاربنا ولم نخف وكنا على ثقة من نصر الله الذي وعدنا به الله، والنصر حليفنا في 1985 و2000 و 2006 ويتحقق اليوم في سوريا والعراق واليمن ولا ترامب ولا غيره من كل هؤلاء العنصريين يمسّوا بايمان طفل من اطفالنا وشيوخنا ونحن لسنا قلقين بل متفائلين لأن من يسكن في البيت الأبيض أحمق وهذا بداية الفرج”.

تعليقات: