القائد من القليعة؟

العماد جوزيف عون خلال تكريمه في القليعة من قبل رئيس بلديتها في عيد الجيش
العماد جوزيف عون خلال تكريمه في القليعة من قبل رئيس بلديتها في عيد الجيش


القائد من القليعة؟ تربطكم به علاقة قربى؟ لماذا احتفلتم به بشكل لفت الأنظار والاهتمام؟...

أسئلة كثيرة طُرحت بُعيد تعيين العماد جوزف عون قائدا للجيش، حتى ان بعض وسائل الاعلام نسبته الى بلدتنا الحبيبة.

هو ابن العيشية، البلدة الأبيّة، التي يجمعها والقليعة هواء الجنوب الصافي ولا تفصل بينهما سوى مسافة جغرافية لا تتخطى الكيلومترات وتجمعهما علاقات تاريخية وصلات قربى ... لكن العماد يحظى بمكانة خاصة في قلوب القليعانيين منذ تسلّمه مهامه قائدا للواء التاسع في المنطقة منذ نحو عامين.

لا شكّ ان المنطقة كلّها كانت محطّ اهتمامه، عينٌ على الحدود لردع اي اعتداء اوتعدٍّ وعينٌ على ابناء المنطقة الذين يشكّلون نسيجا مميّزا نموذجا مصغّرا عن لبنان... حمل همومهم في قلبه وعاش مشاكلهم، وكان للقليعة النصيب الأكبر، فهو الذي أعادها الى موقعها الطبيعي حيث كانت، هو الذي باندفاعه ومحبّته وتواضعه شكّل نموذجا للقائد المحبوب، فالتحق بفضله نحو ثلاثين شابا من القليعة بالجيش، واستعدنا بالذاكرة سنين خلت كانت القليعة فيها خزّانا للجيش.... شاركها افراحها واحزانها، وتجرأ على طي ملفات عجز عنها كثيرون لسنوات طويلة....

القليعة وإن أقصتها الظروف الماضية عن الخارطة السياسية الا ان ولاءها وقلبها دائما مع الجيش، وها هي اليوم تستعيد هذه المكانة بفضل هذا القائد الذي أحبّه كلّ من عرفه، أحبّ فيه صفات الرجولة والشجاعة والتضحية والأهم التواضع وهي صفة نادرة في عصرنا، تميّز بها الى اقصى الحدود... أَحبّه الكبار كما الصغار، وباتت رتبة العميد صفة يُنادى بها للتعريف عنه... حتى أن رفاق السلاح من ضباط وجنود يتمسّكون بالخدمة الى جانبه أينما كان لأنّه القائد الأب والحنون الذي يتعاطى مع من هم دونه رتبة بعاطفة الأب وليس القائد الآمر، فعيونهم تلمع حين يُستحضر الحديث عنه...

المؤتمن على "الشرف والتضحية والوفاء" أرسى مفاهيم جديدة للعلاقة بين المواطنين والجيش، فلم يعد من حواجز سوى الاحترام والمحبّة والتقيّد بالقوانين باقتناع. خصوصية المنطقة وما عانته طويلا حملها العميد في قلبه وعقله وسيحملها العماد القائد لأنها أثبتت أن ولاءها للجيش والدولة...

ايها القائد... تحية لك من ابناء القليعة، هذه البلدة التي أحبّتك... هذه البلدة التي حفظت وستحفظ جميلك... هذه البلدة التي رقصت وغنّت فرحا بوصولك الى قيادة المؤسسة العسكرية لأنّك تستحقها وهي تستحقّك، وكلّنا أمل وثقة بأنها ستكون بأيد أمينة كما كانت سابقا وستبقى....

نفتخر بك قائدا، ونفتخر بك صديقا....

* رونيت ضاهر (إعلامية ونائب رئيس بلدية القليعة)


















تعليقات: