حسين علاء الدين ضحية جديدة للسلاح المتفلت.. تفاصيل اشكال الشياح


حسين علاء الدين، اسم جديد ينضم الى ضحايا الرصاص الطائش والسلاح المتفلت المنتشر بين الشباب. ضحية جديدة اضيفت الى سجل القتلى الابرياء، لا ذنب له سوى انه كان متواجداً اسفل منزله يستفسر من اقاربه عن سبب اطلاق الرصاص الكثيف في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليأتي الجواب سريعاً على سؤاله برصاصة في خاصرته اردته قتيلاً من دون ان يعلم سبب انهاء حياته بهذه الطريقة.

أجواء التوتر في منطقة الشياح لا تزال سيدة الموقف رغم عودة الهدوء الى الشارع، وتطمين كل من الجهات الامنية والحزبية لعائلة الفقيد بأن المسؤولين عن الاشكال ستتم ملاحقتهم بعدما رفع الغطاء الحزبي عنهم، ومن اطلق النار اصيب جراء الاشكال المسلح ويرقد حالياً في "مستشفى الحياة" تحت حراسة امنية مشددة.

تشديد حزبي

الوصول الى منزل الفقيد ليس بالأمر السهل، فالدراجات النارية الحزبية تجول حول المنزل وبكثافة، بينما اهل الفقيد "يهرّبون" الاعلام للدخول الى المنزل واجراء المقابلات الصحافية، وبحسب الاقارب عناصر حركة "امل" يرفضون "تضخيم" الموضوع وخروجه الى الاعلام وكأن لا قتيل قد سقط ولا عائلة فقدت معيلها.

على مدخل منزل العائلة يستقبل بلال علاء الدين، المعزين بشقيقه، وهو ما زال تحت تأثير الصدمة محاولاً التخفيف عن والدته المسنة والتي لم تستطع حتى الكلام، فابنها كان أمامها وقد فقدته بسبب إشكال بين اشخاص لا تعرفهم ولا تريد مشاهدتهم الا امام العدالة. بينما شقيقه بلال يعلم جيداً أن غضبه وحزنه على اخيه لن يعيداه اليه، ولكن يحاول ايجاد تفسير لسبب الاشكال ومن هم القتلة، وما دام الغطاء السياسي قد رفع عنهم فلماذا اختفى اثنان منهم؟ متساءلاً لماذا قتل اخي؟ لماذا علينا أن نفقد عزيزاً بسبب خلاف شخصي لا علاقة لنا به؟ اما محمد طفيلي صهر الضحية فيحاول التخفيف عن بلال مؤكداً ان الاشكال وقع كما قيل على اصلاح او بيع دراجة نارية لصالح آل دمشقي، فحصل تلاسن ومشادة كلامية تطورت الى الاعتداء على محل معتوق وعبدالله لتصليح الدراجات، كذلك الاعتداء على قهوة معتوق، فما كان من الاخيرين الا الاعتداء على مقهى قرب حي المصبغة بالشياح تابع لآل دمشقية، وعند عودتهم اطلقو النار بدم بارد ومن مسافة قريبة على حسين فسقط قتيلاً، مستبعداً في الوقت نفسه ان يكون الاشكال سببه دراجة نارية، بينما يؤكد احد اقاربه أن دم حسين "لن يذهب هدراً، وفي القريب العاجل اما ان يكون القتلة امام القضاء او نأخذ حقنا بايدينا".

حسين "الآدمي"

في أروقة المنزل لا حديث سوى عن حسين "الآدمي"، فهو لم ينتمِ الى اي حزب، ومقرب من الجميع وجلّ همّه الاهتمام بالطيور وبيعها والاعتناء بها، ليخترق الحديث صوت احدى النساء "قتلوك غدر يا آدمي"، بينما طلب العائلة واحد وهو ايصال صوتهم الى الاعلام وسط محاولة اصدقاء القتلة منع اي وسيلة اعلامية من الاقتراب، وعند الاشتباه باحدهم يحاولون الاستفسار عن سبب قدومه الى المكان.

اما حسين حلباوي فيروي ما حدث مع ابن خالته حسين، مشيراً الى ان الاخير "كان يجلس في منزله قبل ان يسمع اطلاق نار في المنطقة، فما كان منه الا ان نزل الى الشارع لمعرفة سبب كثافة الرصاص، لنشاهد بعدها مسلحين يقفان امامهما ومسلحاً آخر عند مطعم "تروبيكانا". لحظات قليلة واطلق المسلحان الرصاص بشكل مباشر علينا، فسقط حسين شهيداً بينما اصيب حلباوي بجروح طفيفة بعدما اخترقت الرصاصة جبينه".

تجارة اسلحة

بالقرب من منزل علاء الدين لا احد يريد التكلم في الموضوع سوى جملة "ما بنعرف شي"، بينما يهمس البعض بأن الاشكال سببه تجارة الاسلحة ولا علاقة للدراجات النارية بالاعتداء، الا ان الخوف هو السمة المسيطرة على وجوه الجميع حتى الكبار منهم، فحسين قد قتل والحديث في الموضوع لا يعيده الى الحياة بحسب تعبيرهم، بينما صاحب احد المحال يحسم النقاش بالقول: "اشكال صغير بين شباب وسقط حسين عن طريق الخطأ. لا نريد تكبير الموضوع ولا نفضل نشر غسيلنا للاعلام". كلام سكان المنطقة يرفضه اقارب حسين معتبرين ان الوجع لا يؤذي الا صاحبه، والاهالي خائفون من ردة فعل اي من الاطراف المتنازعة والاحزاب المسيطرة تحاول لملمة الموضوع وابقاءه ضمن الاطار الفردي لا الحزبي، بينما احد المسؤولين في حركة "امل" اكد لـ"النهار" إن الخلاف وقع بين ي. د من جهة وو. م. وأ. ع. من جهة أخرى، على خلفية شراء أو تصليح دراجة نارية، وأن "الحركة" ترفع الغطاء عن أي مخل بالأمن، وتعمل على ملاحقة الفارين، رافضاً في الوقت نفسه الاتهام الذي وجهه اهالي الضحية الى "الحركة" بمنع وسائل الاعلام من تغطية الحدث، مضيفاً ان وفداً من "أمل" سيكون في مقدم التشييع الساعة الرابعة بعد ظهر الثلثاء للتأكيد أن لا علاقة للحركة بالموضوع وأنها ستعمل بكل قواها لتسليم المجرمين.

ابن الخمسين عاماً سقط وفقدته عائلته الى الابد، ولكن يبقى السؤال: الى متى سيظل هذا السلاح يخطف ارواح الابرياء؟ فحسين ليس الأول ولن يكون الاخير، وعشرات الضحايا سقطت وعشرات الضحايا ستسقط لاحقاً اذا ما بقيت الحال على ما هي!



تعليقات: