منال اختارت شراء حمار.. بعيداً من تكنولوجيا العصر


اختارت الحمار وسيلة نقل ورفيق درب، بعيداً من تكنولوجيا العصر وانبعاثات عوادم السيارات القاتلة. تلك هي منال، المرأة الجنوبية التي تلفت كل من يراها على "صهوة" حمارها، لا يعوقها ازدحام السيارات على الطرق، ولا توهن عزيمتها السخرية من عودتها الى الزمن الجميل: "مين بعد بيركب ع حمار"، "ع قلة السيارات اشترت حمار"، "ليش بعد في مرا بتفكر هيك؟".

"ما اقوم به رسالة تغيير في زمن بات فيه الكلام غير مألوف، دخلنا زمناً خطيراً بحيث لم يعد احد يفكر، يقرر، يغير، الكل منشغل بالنارجيلة والفايسبوك، وتخلى عن قضاياه التي قد تشعل ثورة في وقت ما.

هكذا هي منال حمدان ابنة بلدة حاروف، خطت خطوة غير مسبوقة في مثل هذا الزمن بشرائها حماراً، واعتماده وسيلة نقل بدلاً من سيارة تتوافر فيه كل مقومات الرفاهية، مما حوّلها "حديث الجيرة"، وتبارت في شأنها صفحات التواصل الاجتماعي واطلق مغردون في هذا الصدد هاشتاغ "كون متل منال"،

"كون متل منال ودافع عن حقوقك"، "كون متل منال وفكر بحل لأزماتك"، وغيرها من افكار تتمحور حول هذه المرأة التي تسعى الى استعادة جزء من بساطة الحياة الريفية، ونجحت في مبادرتها بمجرد ان تجرأت وجالت على حمارها الذي اجتذب العابرين والشباب تحديداً فاستوقفوها للقيام بنزهة عليه واكتشاف ما يجهلونه.

فكرة منال ليست الاستخدام المجرد للحمار، بل تتخطاه الى ما يشبه الثورة على عصر التلوث والازدحام والابتعاد من الأصالة التي كان يعرف بها الريف حتى الأمس القريب.

(الصور لرنا جوني).


تعليقات: