تحية إلى محمد العبدالله
أنتَ يا محمد لا تهيم ولا تتبعثر.
مَن مثلُكَ
يزداد،
وينمو،
ويتضافر،
كما تفعل نظرةٌ في الضمير.
قَدَرُكَ أن تتمشّى الآنَ في الهواء
ليس في هواءِ الخيام أعني
بل في الهواء كلّه
المحسوسِ منه واللامحسوس.
لقد صرتَ الآن في البحبوحة.
فما أجملك!.
ليست هي الغيرة
بل ما يشبه الفرارَ من القلّة.
الخبز كثيرٌ هنا يا محمّد
والزيتون كثير
لكننا لسنا سعداء.
شيءٌ ما يجعل الطعامَ مرّاً في الحلق
شيءٌ ما يجعل الجلوسَ مجروحاً بالنقصان.
النومُ بطيءٌ أيها الشاعر
النهارُ بطيءٌ أيضاً
أما نجومُنا فلم تعد تترجّل لتمرَّ بنا حيث نسهر
ولا القمرُ عاد يتعرّى ليعيرنا الانتباه.
في المدينة كما في الريف
يمنعنا الإباءُ من الحسرة
ويوقف التأوّهَ عند شفا القلب.
ذلك لا يمنع الشعورَ بالألم
ولا الإحساسَ بتهديد الموت.
ليس من شيمنا أن نغادرَ الكلمات
ولا من شيم الكلمات أن تغادرَ حبرَها
لكنْ
مَن يستطيع أن يملأ مكانكَ الجليل يا محمد؟
مَن يستطيع أن يسترجع ضحكتكَ اللذيذة من وجه الغياب؟
ألا ينبغي لنا أن نفترض أنكَ موجودٌ بالقوة
وأنكَ ستأتي حتماً هذا المساء لتنضمّ إلى الحلقة؟
ألا ينبغي لنا أن نضيف كرسيّاً حول الطاولة
وأن نرتّبَ الصحون كجملةٍ من القصائد الخضراء
وأن نملأ كأساً على طريقتكَ في الاحتساء؟!
هنيئاً لمَن يستطيع أن يكون على غراركَ
غفيراً
وليّناً
كظلالٍ تتكثّف
هنيئاً لمَن ليس عصيّاً عليه أن يُلهم الكلمات لتمشي في عتمة الحبر
وإذا كان لي أن أفعل شيئاً من أجلكَ بالذات
فلا ينبغي لي أن أسأل عنكَ
بل ينبغي لي أن أتمشّى معكَ في الهواء
وأن نتسامرَ في نزهة الكلمات
لأنه
لا ينفيكَ موتٌ
يا محمّد
ولا يؤذيكَ غياب.
* كلمة بقلم عقل العويط ألقتها ليلى رحيّم في حفل تكريم الشاعر الراحل محمد عبدالله في نادي الخيام الثقافي الاجتماعي بمناسبة ذكراه الأولى.
موضوع ذات صلة: تكريم الشاعر محمد العبدالله في بلدته الخيام
كلمة الدكتورة نازك عبدالله: أخي محمّد.. أراهُ في كلِّ مكان
كلمة الأستاذ عزت رشيدي: محمد عبدالله
كلمة عقل العويط: مهداة إلى محمد العبدالله
تعليقات: