عامل تخرج 200 طالباً ضمن مشروع التمكين الآن


مهنا: بناء مجتمع أفضل لا يحصل بالنقد وإنما بالتسامي عن الانقسامات الوهمية

احتضنت قاعة بلدية برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، مئتي شاب وشابة من لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، للاحتفال بخطوة جديدة نحو مستقبل أفضل مع فريق مؤسسة عامل الدولية الذي رافقهم في تدريبات وجلسات توعية طيلة الشهور الأربعة الماضية، بعد أن خصصت عامل برنامجاً سنوياً للشباب في مراكزها، يقوم على تأهيل هؤلاء الشباب ليكونوا قادة مجتمعيين تغييريين، محملين بقيم العدالة والتضامن إلى جانب المهارات المهنية والحياتية التي تتاح لهم عبر دورات منظمة في مجالات عدة في عامل بالتعاون مع عدة شركاء دوليين ومحليين.

وقد أتمت هذه الدفعة التدريب ضمن مشروع "التمكين الآن" في مراكز عدة تابعة لمؤسسة عامل (حي السلم ، العين، الشياح -مركز الشهيد بشار مهنا ومسلم عقيل) إضافة إلى مركز صيدا التابع لمؤسسة الثقافة والعلوم، على مجالات اللغة الانكليزية – الكمبيوتر والمهارات الحياتية إضافة إلى التدريب المهني المتضمن (تصفيف شعر- خياطة – ماكياج- تكييف وتبريد- تمريض – سكرتاريا ، تصليح هواتف ، الكترونيك) بالشراكة مع شباب من أجل التنمية (مخيم مارالياس –بيروت) ومؤسسة الثقافة والعلوم (مخيم المية ومية في صيدا) وشبكة عكار للتنمية (حلبا- عكار) وبتمويل من RDPP البرنامج الإقليمي للتنمية والحماية.

وحضر حفل التخرج إلى جانب الطلاب والأهالي وممثلين عن بلدية برج البراجنة وعن الشركاء في المشروع، إلى جانب فريق من مؤسسة عامل الدولية برئاسة د. كامل مهنا الذي ألقى كلمة في المناسبة، شكر فيها جهود العاملين الاجتماعيين والمشرفين على تدريب وتأهيل هؤلاء الطلاب الذين جاهدوا لتأمين أفضل الخدمات والرعاية خلال مدة التدريب، قائلاً: "سأغتنم هذه الفرصة لأقول لكم أنه على الرغم من الوضع المأساوي الذي يعصف في العالم العربي والسودواوية وعدم التفاؤل، إلا أننا في عامل نرفع شعار التفكير الايجابي والتفاؤل المستمر وأنا شخصياً متفائل بمصير العالم العربي وهذا الجيل المحمل بقيم العدل والديمقراطية والتضامن".

واعتبر مهنا أن عامل تحاول تنشئة جيل ذو رؤية والتزام، يعمل بعكس الثقافة السلبية السائدة، فالنقد سهل ولكن الفن صعب على حد تعبيره، كما تطرق إلى الأوضاع الراهنة والفتن التي تعصب بالشعوب باسم الدين محذراً من الانجرار مع الفتن وعقلية الاقصاء التي لا يمكن التصدي لها ومحاربتها إلا عبر توحيد الجهود والسمو فوق هذه الانقسامات الوهمية التي زرعها المستعمر.

كما شرح عن رسالة مؤسسة عامل الإنسانية التي يقودها الجيل الجديد، والتي قدمت حتى الآن مليون وستمائة ألف خدمة للاجئيين السوريين و8 مليون خدمة وتدخل مع المجتمع المحلي اللبناني في مجالات الرعاية الصحية، والتعليم والحماية والتوعية ومناصرة حقوق الإنسان، بهدف تعزيز إنسانية الإنسان والدفاع عن كرامته بشكل أساسي.

وفي هذا السياق، أوضح مهنا أن مؤسسة عامل تقدم عبر 24 مركزاً منتشراً في كافة الاراضي اللبنانية و6 عيادات نقالة، تدخلات متعددة، أبرزها تمكين كافة الفئات الشعبية وخصوصا الفقراء والمهمشين، بناء على فلسفة ترتكز على نقاط خمس أساسية رافقت عامل طيلة مسيرتها وتتمثل بـ:

أولا، إن أي عمل إنساني لا يعمل مع الفئات الشعبية والمناطق المهمشة ويكتفي برفع الشعارات، لا يمكن أن يكون عملاً انسانياً، فلا ديمقراطية بدون تنمية "اشبع ثم تفلسف".

ثانيا، إن أي عمل إنساني لا يكون جزءاً من النضال في سبيل تأمين الحقوق العادلة للشعوب وفي المقدمة قضية فلسطين ليس بالعمل الإنساني

ثالثا،ً إن أي عمل إنساني لا يناهض ازدواجية المعايير السائدة في التعاطي بين الشمال والجنوب ليس بالعمل الإنساني.

رابعاً، إن اي عمل إنساني لا يعمل من أجل توزيع عادل للثروات داخل كل بلد وحول العالم ليس عملاً إنسانياً، فمن غير المعقول أن يمتلك 20% من سكان العالم 80% من ثروات الأرض.

خامساً، إن اي عمل إنساني لا يناضل من أجل إقامة دولة العدالة الاجتماعية، الدولة المدنية الديمقراطية، حيث الإنسان هو الهدف وهو المحرك، لا يمكن أن يكون عملاً إنسانياً.

وفي الختام، توجه مهنا إلا الطلاب المتخرجين بعبارات التشجيع والنصيحة، قائلاً أن لا سعادة تضاهي سعادة وضا العطاء والتأثير ايجابا في المجتمع، وأنتم رسل لفكرة عامل في كل مكان في هذا العالم، ونحن نعول عليكم في بناء حياة أفضل للأجيال القادمة، وفي رسم المصير الذي نتمناه للعالم العربي.

وقد قدم الطلاب عروضاً مسرحية وفنية مستوحاة من واقعهم الاجتماعي – السياسي، معبرين عن أحزانهم وآمالهم في الوقت ذاته.







تعليقات: