تعطيل أميركي لحماية «الحليف».. والحلحلة بتوافق سوري سعودي

الحلحلة بتوافق سوري سعودي
الحلحلة بتوافق سوري سعودي


المسعى الفرنسي يتجدد لتسوية ما بين العيدين .. والعقد مستعصية

على الرغم من أن كفـّة التوتير والتعطيل هي الراجحة على الخط الرئاسي، فإنها على حماوتها، لا تقود الى الجزم بحصول تأجيل إضافي لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة السبت المقبل، وكنتاج طبيعي وموضوعي للتناقض بين الموالاة والمعارضة، ولا الى الجزم بنفي إمكانية إتمام الانتخاب في اليوم المذكور، وذلك في ظل ورود إشارات خارجية الى بعض المراجع السياسية، عن محاولة جديدة لاطلاق «خرطوشة»، وربما اخيرة، لاعادة تحريك عجلات التسوية التوافقية. وللفرنسيين الدور الاول والاساسي فيها، وفترة ما بين العيدين حاسمة على هذا الصعيد.

وعلى أهميّة المحاولة الفرنسية الجديدة، التي يرى بعض المطلعين على تفاصيلها، انها تأتي ضمن مساحة التفويض الاميركي الممنوح للفرنسيين لادارة الملف الرئاسي في لبنان، فإن علامات الاستفهام والشك تحوم حول حظوظها في النجاح، ومدى قدرتها على اختراق، أو حتى تجاوز، المانع الاميركي لانتخابات التسوية الكاملة، لا سيما أن التعطيل الاميركي برز ضمن فترة التفويض نفسها، وفي وقت كان الجهد الفرنسي قد قطع مسافة متقدمة على طريق رسم الإطار النهائي للتسوية.. وقبل الزيارة التحريضية والتعطيلية المباشرة لمبعوثي الادارة الاميركية ديفيد ولش وإليوت أبرامز.. وأما السؤال الأبرز فيتركز حول كيفية عبور هذه المحاولة «الجو الدولي السلبي»، الذي أكدت معلومات وردت الى مستويات سياسية من قنوات دبلوماسية أوروبية، انه نبت على حافة موقف الرئيس الأميركي جورج بوش، ويتناغم مع طرحه: اما الانتخاب فورا وإما خيار «النصف + 1» ؟!

على ان ما يقلق المصادر السياسية المطلعة، هو توازي المسعى الفرنسي المتجدد، مع حركة داخلية متناغمة، وصفتها بالتصعيدية، قد تشكل شرارة لمشكل داخلي كبير، وتتمثل بعزم حكومة فؤاد السنيورة على إرسال مشروع لتعديل الدستور الى مجلس النواب، لا سيما ان هذه الخطوة ، فيما لو حصلت، فإنها من ناحية تشكل خرقا لاتفاق ضمني عام بعدم اللجوء الى خطوات تصعيدية او اتخاذ قرارات استفزازية، وأما من الناحية الثانية، فهي لا تشكل استفزازا مباشرا وشخصيا ضد الرئيس نبيه بري، فحسب، بل هي عمل عدائي ضده، قد يترتب عليه حتى قطع شعرة معاوية، ولا سيما ان خطوة من هذا النوع تنطوي على محاولة ضمنية للتحريض على بري وإيقاعه في الإحراج، محليا وعربيا ودوليا، على نحو الحملة التي جيّشها الفريق الحاكم على رئيس المجلس، عندما رفض تسـلم مشــروع المحكمة الدولية، من حكومة لا دســتورية ولا ميثـاقــية. ومــؤكد انـه لن تكون لموضــوع التعــديل الدســتوري أي أفضلية على مشروع المحكمة، وبالتالي لن يدخل الى مجلــس النواب.

مصادر مطلعة على موقف الرئيس بري تعتبر ان ما قد تذهب إليه حكومة السنيورة، سواء ما يتعلق بإقرار مشروع التعديل وإرفاقه بمرسوم فتح دورة استثنائية، هو قرارات غير ذات قيمة، ولا صلاحية لها.

وتوضح المصادر ان المجلس لن يكون في حاجة الى دورة استثنائية تسهل الدورة التشريعية بعد انتهاء العقد العادي آخر الشهر الجاري، فالمجلس كما اكد بري محكوم بالمادة 74 من الدستور، والرئيس بري ملزم بالتقيد بأحكام هذه المادة، لا سيما ان عدم التقيد بأحكامها هو مخالفة دستورية صريحة.

ماذا استجد لتبرز التعقيدات وتتعطل الانتخابات؟

في تقدير المصادر المطلعة ان الازمة صارت اعمق مما كانت، خارجيا لا داخليا، اذ مهما كبرت التعقيدات الداخلية، فإنها تبقى قابلة للحلحلة في اي وقت. وأما استعصاء الازمة على التسوية اقله في المرحلة الراهنة، فمرده الى سـببين أساسيين:

الأول: نظرا لتصاعد الخلاف السعودي السوري، ووصول العلاقة بينهما الى أدنى مستوياتها، وبلوغ التوتر بينهما في الآونة الأخيرة مستوى عاليا، ترجم بتبادل حملات إعلامية غير مباشرة عبر حلفاء الطرفين. ويقول سياسي بارز ان ملخص المشكل بينهما هو ما مفاده ان السعودية تريد الحل في لبنان، ولكن بلا دور لسوريا، وفي المقابل، سوريا تريد الحل في لبنان، ولكن بلا دور للسعودية.

الثاني: ان الاميركي لن يترك ورقة لبنان، بل لا يمكن ان يسمح بحلحلة في لبنان، طالما انه لم يحقق ما يريده لا في العراق، ولا في إيران ولا فلسطين ولا في أفغانستان، ولا في سوريا، ولا في أنابوليس.. والاهم ان الحلحلة في لبنان تعني خسارة الحليف الاميركي فؤاد السنيورة، ومن هنا يأتي استنفار الادارة الاميركية لحماية حليفها، وإبقائه في السلطة مهما كلف الامر.

تعليقات: