في ديرميماس تتحّد الحواس مع الطبيعة


نسيمها العليل عند الغروب يدغدغ سِحنة الوجه...

أنغام المياه المتدفقة كالشلالات للرقص في نهر الليطاني تتسلّل بخفّة ميقظة كل قطرة دم تسيل في العروق....

أشجارها وورودها تحاكي عيناً تأنس لتناغم الألوان وجمالها...

هواؤها الذي يدخل بصفاء مع كل نفس ينقّي الذهن من بقايا وتراكمات يوميات الحياة.


حكاية ديرميماس مع الطبيعة تعود لآلاف السنين، ربما أعتق من زيتونها الذي يجايل السيد المسيح.. تشمّ فيها رائحة هذا التاريخ الممزوج برائحة المياه الصافية التي تنبت على ضفافها أشجار تشمخ عاليا وكأن لا حدود لها، وتعانق بعضها بعضا وكأنها أخوات يجمعها حبّ الأرض...


هذه الارض التي يبذل كثيرون دماءهم فداءها..

هذه الأرض التي وإن غاب أصحابها طويلا عنها يلهثون عائدين اليها يتنشّقون عبق ترابها، لأنها ارض الآباء والأجداد والمحافظة عليها للأبناء واجب مقدس...

تشعر بدفء الطبيعة ومناداتها لك ورقصها ابتهاجا بزيارتك فيما تحدق بك مراقِبة قلعة الشقيف التي تحرس من عليائها ما وهبه الله للإنسان من ارض ومياه ونبات...


للنزهة في الطبيعة مع اصدقاء تشعر بمدى قربهم من الأرض نكهة أخرى.... الدكتور كامل وعقيلته منى يشدّهما حب الأرض من مسافات بعيدة، فهما نموذج المواطنية، نموذج لو قُدّر له ان يُعمّم، لكان بلدنا بألف خير...


لبنان يزخر بطاقات اغترابية ينقصها ايمان بأرضها للعودة اليها والاستثمار فيها....

بين دبي وبراغ، يحطان رحالهما في ارض ديرميماس حيث رائحة التراب العطرة والمنعشة لا تضاهيها مغريات أخرى... لأنها أرض طيبة، حولاها الى ارض خصبة ومتنفسا للراحة والسكينة، حتى حديقة المنزل حولاها ايضا الى طبيعة مصغّرة....


























تعليقات: