أمسية خيامية هادئة ومثمرة نظمتها بلدية الخيام في لقاء جمعت فيه نخبة من أبناء الخيام المقيمين في بيروت، وهي كانت مناسبة لتبادل الآراء والإقتراحات ومناقشة المسائل والحاجات والقضايا التي تهم الخيام وأهلها.
أجمل ما كان في هذا اللقاء هو اللقاء بحد ذاته، وهو جاء ليؤكد على روح المحبة والمسؤولية والتعاون التي تجمع أبناء الخيام.
عرض القيّمون على اللقاء لإنجازات البلدية ومشاريعها وطموحها المستقبلي، وكان العرض واقعياً وموضوعياً وتميز بالصراحة التي تحدث فيها رئيس البلدية الدكتور علي العبدالله ونائب الرئيس الدكتور علي حمادي، وبلغة حاكت الواقع بمصاعبه وعوائقه وبالإمكانات المتوفرة لمواجهته والتغلب على سلبياته.
إن تنظيم هكذا لقاء يحمل جرأة في طياته وتفاصيله، خاصة أن النخب الخيامية التي تتمتع بالعلم والمعرفة والخبرة والإستعداد للعطاء والتفاعل هي كبيرة ومتنوعة ومنتشرة على مساحة العاصمة والوطن، وحسناً عبّر المنظمون عن إعتذارهم من أبناء الخيام الذين فات البلدية دعوتهم أو أن ظروف المكان والزمان لم تسمح لهم بذلك، على أمل أن تنظّم لقاءات أخرى يستطيع فيها معظم أبناء الخيام المشاركة في فعالياتها.
فُتح المجال أمام أصحاب المداخلات من الحاضرين لإبداء آرائهم وتعليقاتهم وتحفظاتهم واقتراحاتهم، وكانت المداخلات إيجابية وتحمل في طياتها النوايا الطيبة من أجل تحسين الأداء وتصويب بعض المسارات والإضاءة على الأولويات، لكن لم يسمح الوقت للمشاركة الواسعة من قبل معظم الحضور ولهذا تم الإكتفاء بمداخلات لم تتجاوز أصابع اليد، ولكنها تميزت بعمقها وملامستها لصميم الموضوع وخدمة أهداف اللقاء.
كان لي بعض الملاحظات والإقتراحات التي وجدت أنه من واجبي تسليط الضوء عليها، لاقتناعي بأن التنمية ليست فقط عملية إدارية مؤقتة، بل هي عملية مستمرة ودائمة، تحتاج لخيارات إقتصادية وإجتماعية وسياسية متنوعة، ولجهود جميع المعنيين بنتائجها، وهي باختصار شديد:
1- اللقاء بحد ذاته كان موفقاً في الشكل والمضمون، ولكن كان بالإمكان أن يكون أفضل لو أنه جرى التحضير له عبر نشر جدول الإجتماع والمواضيع التي ستبحث فيه، مع مختصر مفيد عن النصوص المتعلقة به وأهدافه وكيفية متابعة نتائجه، وبذل مجهود إضافي في موضوع الدعوات، بالرغم من مشقّة هذا الأمر وتعقيداته.
2- إن أول خطوة يجب أن تستتبع هذا اللقاء هي تشكيل لجان متخصصة (صحية، فنية، إعلامية، رياضية، هندسية...) والإتصال بأصحاب الإختصاص لضمهم إلى عضويتها، من النساء والشباب، وفتح الباب واسعاً أمام من يرغب للمشاركة فيها أو الإنسحاب منها.
3- إقامة ورشة عمل تخطيط إستراتيجي لكل لجنة من اللجان، وبحسب إختصاصها، يتم البحث فيها بنقاط القوة ونقاط الضعف والإمكانات المتوافرة للتنفيذ، ووضع خطة عمل (سنوية، ثلاثية، خمسية...) محددة في الزمان والمكان، يمكن معها مراقبة تنفيذ الخطة والصعوبات والمعوقات التي تواجهها، والتدخل لتعديلها عند الحاجة، وقياس النجاح في تنفيذها وكلفتها.
4- تشكيل لجان أحياء تطوعيّة، وبصلاحيات محددة وواضحة للمساعدة في متابعة مطالب وشؤون الأحياء مع البلدية والمعنيين فيها.
5- توسيع قاعدة الإتصال والتواصل مع أبناء الخيام، وخاصة الشباب منهم، وتنظيم إستمارات علمية وواضحة لمعرفة الإختصاصات والهوايات والإهتمامات لدى شابات وشباب الخيام، للإستفادة من علمهم ومعرفتهم وخبراتهم.
6- إقامة نشاطات ثقافية وإجتماعية ورياضية وفنيّة ودعوة جميع أهل الخيام للمشاركة فيها، إنتساباً وإدارةً وتنفيذاً، وعدم الوقوف أمام تفاصيل تافهة ووضع عراقيل وشروط للمشاركة فيها، عفى عنها الزمن وأثبت فشلها ومردودها السلبي وعواقبها على الشأن العام للبلدة.
7- تنشيط وسائل التواصل الإجتماعي بين الأهل ومساعدة المواقع الألكترونية التي تخدم البلدة وأهلها، والعمل على إصدار مجلة ورقية دورية يمكن تغطية تكاليفها المادية من خلال الإعلانات فيها، واستكتاب أبناء الخيام في مواضيعها الإجتماعية والفنية والصحية والرياضية... خاصة أن هناك نخبة كبيرة من أبناء الخيام ممن يمتهنون مهنة الصحافة والإعلام. وأن توزع هذه المجلة بشكل مجاني على كل بيت من بيوت الخيام.
8- العمل على إيجاد "مكتب المواطن" للرد على الأسئلة والإستفسارات والمشاكل والمساعدة في متابعتها وإيجاد الحلول لها.
نضع أنفسنا وبما نملك من خبرات في مجالاتنا، للمساهمة في صمود الخيام وتنميتها والحفاظ عليها كبوابة لجبل عامل، ومنارة للعلم والعمل والمعرفة بين أقرانها.
* أحمد حسّان (ناشط نقابي وأمين الإعلام في جبهة التحرر العمّالي)
تعليقات: