انفجرت الرصاصة في قلب أمل وسلبتها حياتها... الغضب لم يعد كافياً!

الضحية أمل خشفي
الضحية أمل خشفي


ضحية جديدة سقطت نتيجة للرصاص العشوائي والمُتفلّت، أمل خشفي. رصاصة واحدة كانت كفيلة بإنهاء حياة ابنة الـ 35 عاماً وهي جالسة على شرفة منزلها أمام عيني والدتها وعلى مرأى من والدها.

"ضاحكة الحي"، "صاحبة القلب الطيب والخدوم"، عبارات تسمعها في الطريق الجديدة (ساحة أبو شاكر) عن أمل. الصدمة ما زالت مسيطرة على ابناء المنطقة. أسئلة كثيرة يطرحها شباب الحي عن مصدر إطلاق النار، وكيف قطعت تلك الرصاصة مسافة طويلة لتستقر في قلب أمل، رافضين في الوقت نفسه تحميل اي جهة المسؤولية قبل معرفة الحقيقة ومحاسبة الفاعلين.

الأهل والاصدقاء لا يزالون تحت وقع الصدمة، والدها تخونه الكلمات في حديثه عن ابنته التي كانت صلاة الظهر أمس الصلاة الاخيرة لها، ومع انتهاء "الأذان" أطلقت عدة أعيرة نارية خلال تشييع احدهم في منطقة صبرا وشاتيلا، لتخترق احدى الرصاصات رغم بعد المسافة الستار الحاجب للشمس وتستقر في قلبها. ويضيف: "في البادئ لم استوعب ما حدث، فهي سقطت على الارض مباشرةً امام عيني والدتها، وعندما هرعت اليها كانت دماء خفيفة تخرج من صدرها فظننا في للوهلة للاولى ان المسألة تقتصر على "فحم نرجيلة" سقطت عليها واصابتها بحروق قبل ان تفقد الوعي امام اعيننا" ليتم نقلها الى مستشفى المقاصد التي تبعد عن المنزل مئات الامتار فقط. ولكن الرصاصة انفجرت في قلبها ومنعتها من مقاومة الموت رغم المحاولات العديدة لانعاشها، فقد قاومت الغيبوبة لسبع مرات ولكن في نهاية الأمر استسلمت للموت". وبعد محاولات لكبح دموعه امام عائلته يصرخ والدها الحاج خليل مطالباً الدولة بإنهاء ظاهرة اطلاق النار والقتل بدم بارد والا الامور ستخرج عن السيطرة، بحسب تعبيره.

شقيقها علي لم ينبث ببنت شفة، فالسيجارة لم تفارق شفتيه فقبل ساعات كانت أمل تعج بالحياة والفرح، اما اليوم فهم ينتظرون معاينة الطبيب الشرعي ليسمح لهم بدفنها. وعلى مقربة من منزلها تستقبل النسوة المعزين في منزل أقاربها في الحي، خالتها سهام تتحدث عن الوجع الذي اصاب العائلة بدون سبب، فالذنب الوحيد الذي اقترفته أمل انها كانت تريد تناول كوب من "النسكافيه" على شرفة منزلها، "لم تؤذِ احداً ولم تزعج اي شخص". بينما والدتها تجلس على كرسي وسط المنزل غير قادرة على سرد ما حدث، غير مقنتعة بأن خسارتها لابنتها جاءت نتيجة تشييع احد الشباب، او اشتباك في منطقة اخرى قريبة، تتساءل كيف لرصاصة ان تقطع هذه المسافة وتستقر في قلبها؟ "ما الذنب الذي اقترفته أمل لتستحق هذا العقاب".

بينما تنفجر نانسي احدى قريباتها، بالغضب على الدولة اللبنانية، محملةً اياها مسؤولية وفاة امل، "فالسلاح العشوائي والرصاص الطائش ينهي حياة الجميع، كل يوم نسمع بعروس او طفل او شاب يعج بالحياة يسقط نتيجة بعض الخارجين عن القانون، بينما القوى الأمنية تأتي وتعاين المكان وتسطّر محضراً ضد مجهول. أما نواب المناطق فيقومون بواجب العزاء لا اكثر، فبيوتهم محصنة ولا يجرؤ أحد على اطلاق النار قربهم، اما الشعب فهو مجرد ورقة انتخابية لا اكثر".

بعض شباب المنطقة يطالب بالانتقام او اقله القاء القبض على مطلق النار، فمصدر الرصاص صار معروفاً للقوى الأمنية، بحسب تعبير احمد الصمدي، وما تقوم به الدولة غير كافٍ لحمايتنا، اليوم أمل وأمس سارة سليمان في زحلة، وغداً فتاة او طفل اخر، بينما مطلق النار يكمل حياته بشكل طبيعي لا بل قد يأتي ليقدم واجب العزاء وكأن ما حصل مجرد حادث سير بسيط، اما الوجع الحقيقي فهو لعائلات الشهداء، وعلى الدولة والاحزاب التحرك فوراً لانهاء الاعدامات المتنقلة بين المناطق، او اقله معاقبة احدهم كي يكون عبرةً لغيره والا فالوضع لم يعد يحتمل وقد يضطر البعض لأخذ حقه بيده.

صلي على جثمان أمل بعد صلاة العصر في مسجد الشهداء قبل ان توارى في مدافن الشهداء في المنطقة.

الغضب لم يعد كافياً وكل عبارات الاستنكار والتنديد. لا شيء يريح أمل في قبرها سوى ان ينال القاتل وسائر القتلة الذين سبقوه الى جرائم مماثلة عقابهم المستحق ليكونوا عبرة للمجرمين الآخرين.

الضحية أمل خشفي
الضحية أمل خشفي


تعليقات: