شيخ العقل نعيم حسن معلقاً على حالات الانتحار: ايماننا يقوم على الأمل

شيخ العقل نعيم حسن: ايماننا يقوم على الأمل
شيخ العقل نعيم حسن: ايماننا يقوم على الأمل


انتقل مسلسل انتحار شبان من الشوف إلى البقاع وتحديداً الى منطقة العقبة في راشيا. فبعد يوم من الحلقة الدموية التي كان بطلها ماجد ب. ك، تكرر المشهد نفسه مع يحيى.هـ. الذي أطلق خرطوشة من بندقية صيد على رأسه في منزله ووسط عائلته.

رواية الحلقتين الأخيرتين متشابهة. شابان في ربيع العمر يعودان الى المنزل مساء يحملان البندقية، يطلقان النار على نفسيهما أمام أعين ذويهم الذين ينكرون اقدام ولديهما على هذه الخطوة مع الاصرار ان ما حصل قضاء وقدر، وان الخرطوشة انطلقت من البندقية من طريق الخطأ.

انكار رغم الاثبات

ناجي ب.ك انكر ان شقيقه ماجد (24 عاما) انتحر رغم تأكيد قريب من العائلة أن الخرطوشة انطلقت عن سابق إصرار بعد قرار فراق حبيبة الضحية وطرده من الجيش في حين لم يحسم التحقيق القضية. تماماً كما انكر حسان والد يحيى (17 عاماً) ان يكون انتحر، على الرغم من ان تقرير الطبيب الشرعي اكد الامر، وقال لـ"النهار" بصوت أعياه رؤية مشهد فلذة كبده غارقاً بدمائه في غرفته بعد دقائق من دخوله اليها "مستحيل ان يكون يحيى انتحر، فلا سبب يدعوه الى ذلك، فقد كان يعيش حياة مريحة". واضاف "على عكس كل الشائعات التي تتداول، الطلقة خرجت من طريق الخطأ، شقيقته كانت امامه، رأت المشهد وروت ما حصل"، في حين اكد مصدر امني لـ "النهار" ان تقرير الطبيب الشرعي اثبت الانتحار ولا يزال مخفر كفرمشكي ينتظر الاستماع الى افادة الاهل".

"صرخة" قاتلة

اول من امس أنهى يحيى مشواره مع اصدقائه، عادوا الى منزله، دخنوا النرجيلة، والده كان في الحقل يعتني بالزرع، ووالدته في محل السمانة الذي يمتلكونه اسفل المنزل، ولفت حسان "عند الساعة التاسعة مساء صعدت الى المنزل، جلست معهم، تبادلنا الحديث، قبل ان يغادر اصدقاءه، دخل هو الى غرفته، وانا بقيت في غرفة الجلوس، ناديت شقيقته كي تصلح الساتليت، قبل ان يطلب منها ان تعطيه خرطوشاً لكونه يريد الذهاب الى الصيد، حمل البندقية، طلقة كانت بداخلها خرجت منها من طريق الخطأ لتصيب رأسه". "يا بابا" صرخة اطلقتها اليسا شقيقة يحيى سارع على إثرها الوالد ليجد ابنه غارقا بدمائه، ويروي حسان "لا كلمات تصف حجم المصاب، خسرت كبير اشقائه، زينة المنزل، من احب الفرح والحياة، ومن عشقه كل من عرفه".

اجابات على علامات الاستفهام

علامات استفهام طرحت عن الاسباب التي تقف خلف موجة انتحار شبان، هل هي ضعف الرادع الديني ام انها اقتصادية او اجتماعية؟ عن ذلك اجاب شيخ عقل الطائفة نعيم حسن "الأمر لا يتعلق فقط بالدين بل بالتربية والاخلاق، فالمجتمع دورة متكاملة والمسؤولون الدينيون عليهم واجب بالتأكيد والامور الدينية ذات صلة لكن بالنسبة لي اقول إنما الامم الاخلاق ما بقيت". واضاف "التطور التقني والتواصل الاجتماعي اديا الى تقدم العلاقات بين الناس، لذلك نتمنى ان يستطيع المسؤول الديني ان يتابع ويواكب هذه الامور".

هذه الظاهرة يأخذها شيخ العقل بعين الاعتبار، وكما قال: "انظر بكل تحفظ ودراسة لاعادة النظر بتوجيهاتنا الاجتماعية والتربوية، فالانتحار نوع من اليأس، وايماننا يقوم على الامل، نحن طائفة مسلمة والاسلام حرم الانتحار الذي هو قتل النفس، لذلك يجب ان يبقى لدى الانسان امل، لكون نفسه منطلقة من النور وليس من الظلمة، وعلى الاسرة دور كبير فهي المسؤولة عن ابنائها منذ ولادتهم حتى بلوغهم الخامسة عشرة ".

من جهة أخرى، تحدث رئيس مفوضية الشباب في "الحزب التقدمي الاشتراكي" صالح حديفة الى "النهار" كاشفاً عن سلسلة ندوات توعوية ستجري بالتعاون مع اتحادات البلديات وجمعية Embrace وتتضمن النشاطات اطلاق خط ساخن، "سنقول للشباب ان المرض النفسي يحتاج علاجاً عند اختصاصي وسنشجع على الامر، كما سنحثهم على التحدث عن مشاكلهم ونخبرهم ان هناك من هو مستعد للاستماع اليهم ومحاولة حل مشاكلهم".

(يحيى)
(يحيى)


(عماد)
(عماد)


تعليقات: