مغلفات بريدية تذكارية للشهداء القادة لمناسبة ايام التحرير


النبطية:

رعى المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان السيد محمد مهدي شريعتمدار حفل اطلاق المغلفات البريدية التذكارية «للشهداء القادة» ومعرضاً للطوابع البريدية «قضايا عربية في طوابع إيرانية» اللذين أقيما بدعوة من بلدية مدينة النبطية (ضمن غعاليات أيام التحرير 2017) بالتعاون مع «معرض خليل برجاوي لطوابع البريد» و«جمعية بيت المصور في لبنان» وذلك في حديقة السيدة المعصومة في مدينة النبطية.

إلى المستشتار الثقافي الإيراني، حضر النائب ياسين جابر ممثلا بالمحامي جهاد جابر، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل واعضاء المجلس البلدي، مسؤول العمل البلدي الدكتور مصطفى بدر الدين أرملة الشهيد الشيخ راغب حرب «أم أحمد» ورؤساء عدد من الأندية والجمعيات وفاعليات سياسية وثقافية وتربوية واجتماعية وإعلامية وحشد من الاهالي

بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والإيراني، رحبت السيدة لينا بيطار بالفاعليات والحضور، ثم تحدث عضو المجلس البلدي الاستاذ صادق اسماعيل باسم البلدية فقال: «في أيار 2000 كان الموعد مع النصر المبين، يومها امتزج النصر بعبق الشهادة وطلع فجر الحرية من ليل الجراح فأشرق صبح الخامس والعشرين حاملاً معه عيداً للمقاومة والتحرير، إنه يوم الجمع بين الحُسْنَيَيْن: النصر والشهادة على أرض الجنوب ليخلّد إسم لبنان في تاريخ البطولات الكبرى، وما احتفالنا في هذه الذكرى إلا للتأكيد على عظمة هذا النصر لنستمد منه الزخم والعزيمة ولتقدير عطاءات المقاومين الشرفاء لاسيّما القادة الشهداء».

وأضاف: «منذ نشأة الكيان الصهيوني اتخذت الحرب ضدّنا أوجه مختلفة، لذلك وجب علينا أن نواجهها بشتّى الأسلحة الثقافية والإعلامية والاقتصادية إضافة إلى العسكريّة، ونحن نعتبر أن حفلنا هذا اليوم هو أحد أوجه المقاومة، حيث نحيي ذكرى صنّاع النصر وقادته، فكما أن الشعر والموسيقى والرسم والأفلام الوثائقية والسينما وغيرها الكثير من الفنون ترسّخ في ذاكرة ووجدان الشعوب الإنتصارات وقادَتَها كذلك هو الطابع البريدي، إلاّ أنّ ما ميّز الطابع عبر العصور هو أنّه المؤرخ الصامت الذي يخلّد المناسبات والشخصيات العظيمة وتتناقله الأجيال بفخر واعتزاز. وتتباهى به الشعوب لاستعراض إنجازاتها ومبدعيها في شتّى المجالات، وهل من إنجازٍ أهم من نصر أيار؟ هذا النصر الأبرز على غطرسة العدو الصهيوني منذ احتلاله فلسطين وسيناء والجولان، إنجاز لبناني بامتياز يستحق كل التقدير على كلّ المستويات، لكن للأسف نجد الإجحاف والتقصير من قِبَل الحكومات المتعاقبة، فلبنان لم يُصدر سوى خمسة طوابع حول المقاومة، وكذلك فإن حال الحكومات العربية ليست أفضل من حالنا. في غمرة هذا التقصير تفرّدت الجمهورية الاسلامية الايرانية فخصّت المقاومة اللبنانية وكذلك الفلسطينية بحيّز مهم من طوابعها تقديراً منها لتلك الشخصيات واهميتها في حركة الصراع مع العدو الصهيوني. ».

وختم: «لقد أخذت بلدية مدينة النبطية على عاتقها كما في الكثير من الملفّات سدّ ثغرات السلطة المركزيّة حيث بادرت بالتعاون مع معرض خليل برجاوي الدائم للطوابع وجمعية بيت المصوّر في لبنان على إصدار هذه الأغلفة لتكون عربون شكرٍ وتقدير للشهداء القادة ولإدخال طوابعهم ضمن مجموعة هواة جمع الطوابع اللبنانيين والعرب على امتداد العالم العربي؛ باسم رئيس وأعضاء المجلس البلدي الذين شرفونني بتمثيلهم في هذا الحفل، اتوجّه بالشكر للجمهورية الاسلامية الايرانية التي كانت وما زالت سنداً أساسياً للمقاومة وشريكاً لنا بالنصر».

استهل الملحق الثقافي شريعتمدار كلمته بتحية «للقادة الشهداء وشهداء المقاومة وحرم الشهيد الشيخ راغب حرب والحضور ومعلمتي الدكتورة دلال عباس التي نكن لها نحن الإيرانيين كل المحبة، للخدمات التي قدمتها للغتين العربية والفارسية. اولاً اليوم هو عيد المقاومة والتحرير، وأرجو منكم انتم اللبنانيين ألا تحتكروا هذه المناسبة، لأنها كسائر الوشائج التي تربط الشعبين اللبناني والإيراني، هي أيضاً، مناسبة مشتركة بين الشعبين. الرابع والعشرون من شهر أيار هو عيد المقاومة والتحرير في إيران حيث تم تحرير مدينة خورمشهر في محافظة خوزستان جنوبي إيران من الجيش الصّدّامي، والخامس والعشرون من أيار هو عيد المقاومة والتحرير في لبنان حيث تم تحرير لبنان بكامله من الجيش الصهيوني. في هذا التقارب بين هاتين المناسبتين، أيضاّ دلالاته بين العلاقة الوثيقة بين الشعبين اللبناني والإيراني، نبارك لكم هذه المناسبة العظيمة ليس في تاريخ لبنان وإيران فحسب، إنما في تاريخ المنطقة والعالم».

وأضاف: «ثانياً: الرسالة التي تقدمها الثقافات والقيم، إذا قدمت بأسلوب فني، وبخاصة بأسلوب رمزي، ستكون أكثر وقعاً وتأثيراً على المتلقي لهذه الرسالة، وهناك الكثير من الرسائل للتواصل والتلاقح في التفاعل الحضاري بين الشعوب والثقافات، ومنها، وقد لا يسلط الضوء كثيراً على هذه الوسيلة أو يتم الاهتمام بها لطبيعتها الخاصة، الطوابع البريدية، فهي قد تكون من الوسائل المهمة في نقل القيم الحضارية والثقافية لشعب ما إلى الآخرين، وبخاصة، في ما مضى من التاريخ، لأن البريد وبالتالي الطابع كان له أهمية أكثر من زماننا المعاصر بحيث فقد البريد ذلك الحيز والاهتمام. الطوابع تشكل وثيقة وسيلة قد لا نهتم بها أو نرى أهميتها، لكنها تشكل وثيقة مهمة من أيصال الرسالة الثقافية والكيانية إلى الآخر، واسمحوا لي هنا أن أقول: بأن الفن الذي يوظف من أجل إنتاج هذه الطوابع، وفن الرسم، والرمزية التي يجب أن تكون في الرسوم التي تنقش أو تطبع على هذه الطوابع، كلها تختلف عن الأمور العادية التي نراها، لأنه عليك أن تعبر أو أن توصل الرسالة التي تريد أن توصلها بحجم صغير جداً، كيفية الرسم تختلف عن الرسوم الأخرى، وخاصة الذين يعرفون الفروق بين رسم الطوابع والرسم العادي يدركون ذلك جيداً، من هنا، اهتمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعد انتصار ثورتها الإسلامية التي كانت أساساً ثورة ثقافية ولإيصال رسالة محددة هي رسالة الإسلام المحمدي الأصيل، اهتمت بهذا الجانب من الفن، ووظفت هذه الوسيلة الثقافية من أجل إيصال تلك الرسالة، وهناك الكثير من الاطوابع التي طبعت في الجمهورية الإسلامية، عن بعض الأحداث المهمة في التاريخ الإسلامي والتاريخ المعاصر، هناك الكثير من الطوابع التي طبعت عن المشاهير والشخصيات البارزة في العالم الإسلامي والعلماء والمفكرين وما إلى ذلك وكذلك هناك الكثير من الطوابع التي تمت طباعتها في المواضيع الاستراتيجية في أمتنا الإسلامية ومنها المقاومة، وجزء من هذه الطوابع التي طبعت عن المقاومة هذ الطوابع التي تحتوي على صور لقادة هذه المقاومة وشهداء هذه المقاومة ومنها الطوابع التي اهتم إلى إبرازها اليوم الأستاذ خليل برجاوي مشكوراً على هذا النشاط، وعلى ضوء الفكرة التي طرحت قبل فترة وعلى ضوئها تم التحضير لهذا النشاط، طلبت من الجهات المعنية في إيران أن تجمع كل الطوابع التي طبعت في موضوعات تهم العالم الإسلامي لنقوم في مستقبل عسى ألا يكون بعيداً بعرضها ضمن معرض أوسع من المعرض الذي يشرفني اليوم أن أكون بخدمتكم جميعاً لافتتاحه والاطلاع على النشاط الذي قام به ألأستاذ خليل. وهنا أتوجه بالشكر الجزيل لكل من كان له دور وحصة بهذا النشاط الدكتور أحمد كحيل الذي نعتبره نموذجاً لرئيس بلدية مثقف يعمل دائماً على تعزيز وتشجيع هذه النشاطات الثقافية، الأستاذ خليل برجاوي وكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع، الشكر موصول لكم جميعاً ولكل من حضر».

كلمة معرض خليل برجاوي لطوابع البريدي القاها صاحب المعرض برجاوي فقال: «دولتان عرفتا عظمة الشهداء القادة والشهداء المقاومين، الكيان الصهيوني المسخ، فاغتالهم خوفاً منهم؛ ودولة إيران الاقتدار، فكرمتهم حبّاً بهم، قلت دولة الاقتدار لأنها تمتلك الجرأة والإقدام حيث عجز الآخرون من أصحاب الشأن وأهله. وأي تكريم أرقى وأسمى من إصدار طابع بريدي، حيّت به الجمهورية الإسلامية في إيران شهداءنا القادة وشعب لبنان. ونحن في جمعية بيت المصور في لبنان ومعرض خليل برجاوي لطوابع البريد، وبرعاية بلدية النبطية تلقفنا التحية ووضعنا الطابع الوسام على مغلف لائق صممه الصديق كامل جابر، ليحفظ في أرشيفنا ويطبع في عقولنا وقلوبنا».

واضاف: «خمسة اجتياحات نفذها العدو الصهيوين للبنا، احتلت عاصمتنا بيروت، 22 عاماً من الاحتلال، آلاف الشهداء، مئات المعارك البطولية والعمليات النوعية، انتصارات وتحرير ولم نرَ من دولتنا الكريماً لا كمّاً ولا نوعاً من الطوابع التي توثق هذه الأحداث الكبيرة أو تعطي شهيداً حقّاً في طابع تكريمي، اللهم إلى بعدد قليل وخجول لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، طابع لمجزرة قانا (1996) طابع للأسير لا يذكر أي أسير وطابع في الذكرى الأولى للمقاومة والتحرير (2001)، من دون ذكر اسم التحرير عليه، وآخر «بلوك» للرئيس إميل لحود (2002) وبلوك آخر لذكرى عودة الأسرى (2007)».

وتابع: «كنت قد شاركت مع الباحثة الروسية تاتيانا كوفاشيفا بحر والصحافي اللبناني عماد الدين رائف في تنظيم معرض بعنوان «فنانون روس رسموا لبنان» في العاصمة الروسية أواخر نيسان المنصرم… وكان بين الحضور رئيس الأكاديمية الوطنية الروسية للطوابع البروفسور في الفيزياء أليكسندر إليوشين واقتبس من حديثه رؤيته للطابع: إن الطابع أهم ناقل للثقافات بين الشعوب، ولأمور أساسية ثلاثة: للثقافة بمعناها الأدبي والتاريخي والأخلاقي؛ للحضارة بنواحيها العلمية والعمرانية والجغرافية؛ للسياسة التي يرسم خطوطها الحكم والنظام (انتهى الاقتباس). ومن هنا أنطلق لأقول إن مفهوماً جديداً يجب أن يعمم وهو أن الرسالة التي تحمل طابعاً بريدياً إنما هي في الواقع عكسية، فالطابع هو الذي يحمل الرسالة… ومن عنوان معرضنا «قضايا عربية في طوابع إيرانية» نجد أن طوابع الجمهورية الإسلامية هي ترجمة لسياسة النظام والشعب الإيراني والتي تتمثل بالوقوف إلى جانب المستضعفين والانحياز إلى الحق ضد الباطل ودعم مسيرة المقاومة للإستعمار والإحتلال والأهم ضد الظلم والقهر والإستبداد».

ثم قدم برجاوي لوحات من الطوابع والمغلفات إلى أرملة الشهيد الشيخ راغب حرب وإلى شريعتمدار وإلى رئيس بلدية النبطية كحيل. وبالمقابل كرمت بلدية النبطية كلاً من الملحق الثقافي شريعتمدار وبرجاوي ورئيس جمعية بيت المصور كامل جابر بدروع تقديرية؛ ثم جرى توزيع المغلفات التذكارية على الحضور، واخيراً تم افتتاح معرض الطوابع البريدية (قضايا عربية في طوابع ايرانية) وكانت جولة للحضور في المعرض الذي ضم مجموعة كبيرة من الطوابع الإيرانية التي تمثل قضايا ووجوه وأحداث عربية وإسلامية.




















تعليقات: