الممالك الدينية وعروش الالهة


هذه الممالك والعروش التي قدر لها ان تبقى وتزدهر وتتعاظم حتى يومنا هذا هي في الحقيقة ليست سوى ممالك دينية اسسها وصنعها مفكرون كبار وفلاسفة عظام ليبنوا عليها عروشهم الربانية ,هذه العروش التي امن بها بسطاء الناس الصغار ولم يزالوا حتى يومنا هذا يعيشون تبعاتها التي شقت وشرذمت الجنس البشري وعطلت عقله وتفكيره واخذت حيزا مهما من وقته ليعمل جاهدا على اطلال تلك الممالك لتتحول فيما بعد الى امبراطوريات متعاظمة ,ولم نزل حتى يومنا هذا نشاهد تلك العروش الربانية التي هي جزء لا يتجزا من جذور تلك الممالك الغائرة في احضان الزمن .

قلة قليلة من البشر لم تؤمن بها ونات بنفسها بعيدا عن تلك العقائد المصطنعة وتلك الامبراطوريات الدينية التي غطت كل الارض ,والتي تسيطر عليها خرافات وغيبيات مرعبة تصل احيانا بصاحبها الى حد الشلل الفكري والنفسي والخضوع والطاعة العمياء لمفاهيم بعيدة كل البعد عما اراده الله جل جلاله.

كثير من الناس يعيشون الرهبة والخوف اللذين زرعهما في عقولهم اصحاب العروش المتالهون الجدد,ولا حيلة لهؤلاء الناس ,فهم صغار ,ان خالفوا امر الحاكم المتربع على عرشه باسم الرب فالويل لهممن عقاب ينتظرهم...والى سوء المصير .

هذه الشعوب المستضعفة تعيش هاجس خوف ديني باستمرار .من هنا نعرف قوة رجال الدين الاميين غير المثقفين الذين لا يفقهون من امور الدين الا قشوره ,الذين يخضعون الدين لماربهم الخاصة والذين يبنون عروشا وممالك ويحكمون بصفتهم وكلاء الرب ...اصاب العروش الالهية هؤلاء ليسوا سوى جلادين يزرعون الرعب الديني في نفوس الناس .هذه المناصب الربانية لم يرق اليها احد من اصحاب المراتب المعروفة ,عنيت رئيس وزارة ,وزيرا ,مديرا , نائب ملك ...اصحاب هذه المراتب الدنيوية هم ايضا ضحية اوامر وكلاء الرب ولا يجرؤ احد منهم على التعرض لما يبشرون به من افكار وتعاليم وطقوس الكثير منها لا يتماشى وحكم العقل والمنطق .

هذه الخلفية الفكرية النابعة من تامل معمق تعيدني عشرات الاف السنين الى الماضي ولا اعرف شيئا عن هذه الافكار ان كانت فلسفة الجنون ام جنون الفلشفة والوحي... وهذا التامل الفكري يلامس جدار حقيقة اكبر هي ليست حقيقة وهمية بل هي واقع تجاوزتة ازمان وازمان ولم تزل شظاياه التي تناثرت على كل مساحة هذا الكون نعيش تعقيداتها ومشاكلها حتى يومنا هذا .والحقيقة الدامغة موجودة فقط عند الذين اسسوا لهذه الممالك ورحلوا عبر الزمن .

تعليقات: