فوضى الأشياء: دليلك في سوق الأحد


لا يوفّر سوق الأحد الواقع في سنّ الفيل تجربة التسوّق الاعتيادية، ولا يمكنك قصده بهدف إيجاد جميع مستلزماتك، كما في الأسواق الأخرى. في المقابل، يمكنك اعتبار التسوق في سوق الأحد أشبه برحلة صيد، تشق خلالها طريقك في بحرٍ من الأغراض والأشياء المكدّسة عشوائياً، بهدف الوصول إلى الأسماك الذهبية.

إن لم يتحلَّ المتسوق في سوق الأحد بشيءٍ من الصبر والقدرة على رصد الصيد الثمين، قد يعود أدراجه خالي اليدين. وهذا ما تظهره تعليقات المستخدمين على TripAvisor، حيث يصفه بعضهم بـ"الرائع"، في حين يصنّفه آخرون في خانة "المروع". في المحصّلة، يتلقى سوق الأحد تصنيف "2.5/5"، أي تعادل بين من يعرف أساليب الصيد في سوق الأحد ومن يجهلها. من أجل تجربة تسوّق ناجحة في سوق الأحد، لا بدّ للصياد المبتدئ من التنبه إلى هذه الفرائس:

الكتب

خلال رحلتك داخل سوق الأحد قد تتعثّر بكثير من الكتب المهملة، مرميةً بين أكوامٍ من الأغراض العشوائية، يتآكلها الغبار والأوساخ. وبعد قضاء بضع دقائق بين هذه الكتب، ستكتشف أن الكتاب الأكثر إنتشاراً هو "كفاحي" لهتلر، مترجماً إلى اللغة العربية، أو ما يشبهه. حتى أن البحث عن أي كتابٍ من نوعٍ آخر بين أعداد كتب هتلر سيبدو للوهلة الأولى كالبحث عن إبرة داخل كومة قشّ. لكن لا تقلق، هناك كثير من الأبر داخل كومة قشّ واحدة، لكن عليك الغوص لإيجادها. إن إيجاد كتاب "ثمين" في البسطات والأكشاك هو رهن الصدفة، لكن لصيدٍ أكيد، عليك بزيارة المكتبة الوحيدة التي يضمّها السوق.

تحتضن المكتبة الواقعة في نهاية السوق نحو 20 ألف كتاب مستعمل، موزعة بين كتب سياسية وفلسفية ودينية، بالإضافة إلى الإصدارات الأدبية والعلمية وقصص الأطفال إلخ.. يراوح سعر الكتاب بين ألفي و10 آلاف ليرة كحدّ أقصى. الكتب الأرخص سعراً هي الروايات والقصص، بينما الكتب المتخصّصة في السينما والفنون هي الأغلى نظراً إلى ندرتها. يشير صاحب الكشك إلى احتواء مكتبته على كثير من الكتب المتخصّصة في العلوم الإنسانية بشكلٍ خاص، وهي في العادة كتب غالية الثمن. وهذا ما يجذب كثيراً من الزبائن ممن يبحثون عن كتب متخصّصة في مجال معيّن.

الأسطوانات

يعتبر كشك "ناجي" مكتبة أسطوانات غنية، تضمّ هي الأخرى الآلاف من أسطوانات الفينيل، كثير منها هو في عداد "النوادر". هذا الكشك هو "وجهة ثابتة لهواة جمع الأسطوانات، فأسعارها هنا زهيدة جداً بالمقارنة مع المتاجر التي تبيعها مثل Virgin Megastores"، وفق ناجي. تراوح أسعار هذه الأسطوانات بين 2 دولار و120 دولاراً بشكلٍ عام. لكن قد يصل سعرها إلى 500 دولار، في حال كانت نادرة جداً. إلا أن متوسط سعر الأسطوانة هو 30 دولاراً. وينتمي معظمها إلى موسيقى الطرب والروك والجاز، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من أسطوانات الموسيقى الكلاسيكية. يحتوي الكشك/ المستودع تلّة من الكاميرات غير الرقمية والبولارويد القديمة التي لا تصلح للاستخدام.

الأنتيكا

يحتوي السوق عدداً لا بأس به من الأكشاك التي تبيع تحفاً ومفروشات قديمة الطراز. وهي تقع بمعظمها في القسم الأخير من السوق. تتعدّد أنواع وأنماط هذه الأنتيكا وتغطي ثقافات مختلفة، من راديوهات فرنسية عائدة إلى خمسينات القرن الماضي، إلى قطع Pocelein الروسية، والكاليغرافيا الإيرانية، بالإضافة إلى التحف الإسلامية والمسيحية، لاسيّما المصنوعات النحاسية. وتضمّ هذه الأكشاك أجهزة قديمة كالفونوغراف والداكتيلو، بعضها لايزال شغالاً والبعض الآخر معطّل (إنت وحظّك!).

الثياب Vintage

إن كنت ترغب بملابسٍ Vintage أمامك خيارين: إمّا أن تشتري سترة من أحد متاجر مار مخايل التي تشتهر ببيع مثل هذه المنتجات لقاء 120 دولاراً، أو أن تنتقي شيئاً مشابهاً من سوق الأحد مقابل 10 آلاف ليرة. إبقِ عيناك مفتوحتين على الملابس الجلدية (من سترات وأحذية وحقائب)، والنظارات القديمة (بعضها سريالي فعلاً!).

الإلكترونيات

بقدر ما يبدو هذا الأمر مستبعداً، إلا أن شراء الإلكترونيات من سوق الأحد ليس فكرة سيئة تماماً. فبين عشرات الأجهزة الإلكترونية المستعملة، قد تجد جهازاً أو إثنين لا يزالان في حالة جيدة، مقابل سعرٍ زهيد، أي ما يسمى بـ"لقطة". ونخصّ بالذكر أجهزة Playstation التي تحظى بشعبية لافتة في السوق. ويمكنك تصيّد Projector أو مشغّل أسطوانات.

نشاط إضافي

بالإضافة إلى التسوّق وتناول الطعام، يمكنك الحصول على وشم في سوق الأحد!

* المصدر: المدن

تعليقات: