حملة لمكافحة أمراض صنوبر العرقوب


يونيو 8, 2017 | حاصبيا – طارق ابو حمدان أضف مقالتك حملة لمكافحة أمراض صنوبر العرقوب حاصبيا – طارق ابو حمدان أطلق إتحاد بلديات العرقوب، بالتعاون مع جمعيات أهلية، حملة واسعة لمكافحة الأمراض التي تضرب أحراج الصنوبر في هذه المنطقة، في محاولة جادة لإنقاذ هذه الثروة الحرجية، المهددة باليباس، بعدما تخلت عن العناية بها منذ فترة طويلة، مختلف الجهات الزراعية والبيئية الرسمية.

حسيب عبد الحميد، أحد المشرفين على حملة مكافحة أمراض الصنوبر، في أحراج بلدة كفرحمام، يوضح لـ”غرين آريا”، أن مكافحة أمراض الصنوبر، جاءت بمبادرة من إتحاد بلديات العرقوب، بعدما تبيّن أن اليباس يستفحل في ضرب أشجار هذه الأحراج، الممتدة من الطرف الغربي لبلدة كفرحمام، حتى شمالي بلدة ميمس، مرورا بمرتفعات عين قنيا. ويبلغ تعدادها حوالى مائة ألف شجرة، تشكل ثروة حرجية وبيئية وإقتصادية هامة، يعتاش من إنتاجها ما بين 18 إلى 20 في المائة من سكان حاصبيا والعرقوب.

أمام هذا الواقع المأساوي، يضيف عبد الحميد، إتخذ إتحاد بلديات العرقوب قرارا بمكافحة الأمراض التي تهدّد هذه الاحراج، ووجه كتباً عدة بهذا الخصوص، إلى العديد من الجهات المعنية والفنية، من بينها كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية، التي أرسلت وفداً ضم العديد من الخبراء في مكافحة الحشرات، في عداده: الدكتورة ليندا كفوري، الإختصاصية في علم الحشرات، الدكتور روني خوري والدكتورة ليلى جعجع، الإختصاصيين في علم أمراض النبات. وقام الوفد بجولة تفقدية واسعة، في أحراج الصنوبر هذه، برفقة مسؤولين في البلديات المعنية، عاينوا خلالها الأشجار بكل دقة ومسؤولية، كما أخذ الفريق عينّات من أغصان الأشجار المصابة، لعرضها على الفحوصات المخبرية، التي بيّنت، حسب نتيجة الفريق المعاين، أن الحشرة التي تضرب صنوبر العرقوب، تعرف بحفّار الساق. وهي من فصيلة “سيرامبيكس”، التي تبدأ نشاطها من مستوى التربة وتنخر جذع الشجرة إلى إرتفاع متر ونصف المتر، مما يمنع الغذاء من الوصول إلى الجزء الأعلى من الشجرة، الأمر الذي يؤدي، لاحقاً، إلى يباسها.

يتابع: كما تمت ملاحظة نوع آخر من الفطريات الخشبية، التي تسبب تقرّحات (canker) على الأشجار الأخرى الحية، التي بدأت تعاني من بدايات المرض. وتبين أن هناك نوعاً من “السوس” من فصيل scolytida والتي من شأنها قتل الغصون الخضراء.

ويشير ألى أن الفريق الفني المعالج، بعد التدقيق والدراسة، قرر المباشرة بالعلاج على مرحلتين:

علاج طارئ وفوري، يقضي برش الأشجار الميتة بمبيد حشري lambada-cyalothrine أو alphametherineعلى أن يلي ذلك قطع الشجرة الميتة وإبعادها عن الحرج.

رش شامل لكل الأحراج، من إرتفاع مترين للجذع، نزولاً إلى التربة. ومن ثم سكب الدواء الممزوج بالماء، على كعب جذع الشجرة المصابة، بكمية نصف صفيحة (حوالى يعادل 500 cc). والأدوية المستعملة من نوع carbofuran أو carbosulfan، على أن تضاف إليها أدوية لتقوية المناعة وأخرى لمعالجة الفطريات، على أن تطال المعالجة أيضاً، دهن أجذع الأشجار بالجنزارة لحمايتها.

ويناشد المزارع زيد أبو صالحة، بأسم مزارعي صنوبر حاصبيا، وزير الزراعة، المساهمة في معالجة هذه المشكلة إلى جانب البلديات، ليكون التصدي للمرض أكثر نفعاً، لأن الصنوبر في هذه المنطقة، بدأ يعوّض عن الكساد في موسم الزيتون. ويؤكد أن هذه الثروة الصنوبرية، تستحق كل إهتمام، لما لها من فوائد متعددة: بيئية، صحية، غذائية ومادية. فكل ما تحتاج إليه شجرة الصنوبر، هو بعض الجهد للحافظ عليها واستغلال ثمارها. وهذه الأمراض، كالفطريات والصندل، الذي إنتقل من الصنوبر البري إلى الصنوبر المثمر، تتسبّب بهلاك الغابات وتراجع الإنتاج؛ وتوقع خسائر بالمالكين والمتعهدين، ناهيك عن أضرارها بالثروة الحرجية وتأثير ذلك على المناخ والبيئة والصحة العامة.

ويشير مسؤول مكتب وزارة الزراعة في حاصبيا، إسماعيل أمين، إلى قيام عناصر من المكتب بجولات كشفوا فيها على الأحراج المصابة، فتبين لهم أن أكثر الأضرار أصابت أحراج الصنوبر البري. وأن المرض إنتقل منها إلى الصنوبر المثمر.

يضيف: تقدّم المكتب بتقرير مفصل إلى وزارة الزراعة، التي أرسلت كمية من أدوية مكافحة دودة الصندل، عبر مصلحة الزراعة في النبطية. وبدأنا توزيع الأدوية على المزارعين. كذلك، حددنا الدواء الضروري لحشرة المن الجديدة، التي تضرب الصنوبر. وسلمنا البلديات الكميات المطلوبة من الأدوية، لتقوم بدورها بمكافحة المرض ورش المبيدات على نفقتها الخاصة، في نطاق عملها.

إلاّ أن جهات بيئية في المنطقة الحدودية، إعتبرت أن المكافحة التقليدية لهذا المرض، عبر إستعمال مضخّة الرش، غير مجدية، إلا بنسبة محدودة، لأنها لا تطال أعلى الشجرة التي يزيد إرتفاعها عن 15 متراً. ولنجاعة العملية، من الضروري لمكافحة هذه الحشرة، إستعمال المضخًات الكبيرة والأستعانة بالطوافات التابعة لـ”اليونفيل” في عملية رش المبيدات؛ وإلاّ ستبقى المكافحة ناقصة ولا تؤدي الغرض منها.

* المصدر: Green Area


تعليقات: