كامل مهنا: نطالب أوروبا بموقف تضامني مع اللاجئين


خصت الوزيرة الفرنسية السابقة السيدة فاليري بيكريس رئيسة المجلس الإقليمي لـ Île-de-France والوفد المرافق لها مركز مؤسسة عامل الدولية التنموي – الاجتماعي في منطقة حارة حريك، لتفقد مشاريع المؤسسة التي تنفذ مع المجتمع المحلي واللاجئين، والاستماع إلى رأي المؤسسة حول وضع اللاجئين والصعوبات الكبيرة الملقاة على عاتق لبنان الذي يستقبل لاجئين بعدد نصف سكانه.

وقد أبدت السيدة بيكريس اعجابها بالجهود الكبيرة والانجازات التي تقوم مؤسسة عامل بتحقيقها مع اللاجئين في مجالات عدة، وخصوصاً لناحية حماية كرامتهم وصون انسانيتهم وتنمنيتها، مشيرة إلى أنها ستؤيد تنفيذ المزيد من المشاريع والدعم من قبل الجهات الفرنسية مع عامل وشركائها خصوصاً في مجال التعليم والصحة، معتبرة أن التعليم ورعاية الأطفال هو السبيل الوحيد لايجاد مستقبل أفضل وحماية الأاجيال القادمة من مصير اللجوء والحرب.

وكان من جهته، الوزير الفرنسي السابق ورئيس مؤسسة "سامو سوسيال" السيد اكسافيي ايمانويلي قد رافق الوزيرة بيكريس إلى جانب السفير الفرنسي السيد برونو فوشيه وممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، حيث كان باستقبالهم د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية وفريق المؤسسة وعدد من الاعلاميين.

بدأت الزيارة بجولة على وحدة التعليم النقالة الممولة من مركز الاتسجابة للازمات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية بالتعاون مع منظمات فرنسية، لتستكمل الجولة على وحدة الرعاية الصحية الخاصة بالمركز والتي تقدم خدمات طبية متنوعة للاجئين والمجتمع المحلي على حد سواء، ومن ثم انتقلوا لتفقد النشاطات الخاصة بتنمية مهارات النساء اللاجئات واسنادهن كصناعة الاكسسوار والتطريز والمهارات الحياتية الأخرى واخيراً تفقدوا الصفوف والنشاطات المتعلقة بمشاريع التعليم ورعاية الأطفال.

وكانت كلمة لمهنا شكر فيها الزوار على الالتفاتة المهمة  إلى قضية اللاجئين والعمل الإنساني، مستعرضاً واقع أزمة النزوح السوري التي تزداد تعقيداً وتأزماً، شارحاً عن أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وآثارها في لبنان الذي تُلقى على عاتقه أعباء ضخمة جراء هذه الأزمة، ولفت إلى دور مؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية بالمساعدة في احتواء هذه الأزمة والعمل عبر آليات تعاون وتضامن بين اللاجئيين والمجتمع المحلي لما في ذلك من مصلحة للطرفين.

ودعا مهنا إلى ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية تنهي حمام الدم وتعيد النازحين إلى بلادهم، منتقداً  الموقف الأوروبي المعيب اتجاه النازحين، حيث ترفض أوروبا التي يعيش فيها حوالي 500 مليون نسمة بوضع مزدهر استقبال بضعة الاف من النازحين على الرغم من وجود امكانية لاستيعابهم كقوى اقتصادية على الأقل في القرى، ضاربة بعرض الحائط اتفاقية جنيف التي تتغنى بها والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تنص المادة الثانية منها على حماية الحق في الحياة. كما طالب مهنا بضرورة التضامن الدولي مع النازحين ومساعدة لبنان الذي يساعد سوريا، مشيراً إلى أن لبنان يحتضن أكثر من مليون ونصف نازح أي ما يوازي ثلث سكانه، مفضلاً خيار الاندماج مع النازحين على خيار العزلة الذي اتخذته تركيا والاردن، في ظل أزماته وعجزه في قضايا حساسة كالمياه والكهرباء والنفايات وغيرها من القضايا.

كما شرح حول تجربة مؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية، ومسيرتها التاريخية في لبنان والعالم، مشيراً إلى أن تأسيس عامل خلال الحرب الأهلية اللبنانية الدامية عام 1978 جاء استجابة لحاجة لبنان واللبنانيين، وخصوصا الفئات المهمشة، للاستناد إلى جهة حيادية، تحترم الإنسان وتقدم له العون الصحي والاجتماعي، بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي أو المناطقي، وهي تعمل منذ أربعة عقود في أفقر المناطق في لبنان، من خلال 24 مركزاً وست عيادات نقالة و800 متفرغاً من بيروت وضواحيها الجنوبية، مروراً بجبل لبنان ووادي البقاع (شرق لبنان) إلى جنوب لبنان وتقدم خدمات نوعية في المجالات الطبية والنفسية، والتدريب المهني، والتنمية الريفية، وحماية الطفل وتعزيز حقوق الإنسان، وذلك عبر فريقها المؤلف من 800 متفرغ بين عامل ومتطوع، وتنشط بشكل مستمر في المجال الاجتماعي.

وأضاف: إن عامل لا ترى أن هناك أي إمكانية لصناعة التغيير في العالم العربي، عبر قوالب مستوردة من المجتمعات الأخرى، خصوصاً الغربية، ذلك أن بنية كل مجتمع تتطلب أدوات مختلفة ومدروسة لمعالجة مشكلاته وحاجاته، وقد راكمت خلال تجربتها الطويلة خبرات ونظرة عميقة في المشكلات والأزمات الاجتماعية التي يعاني منها لبنان، ولاحقاً استطاعت تكوين فكرة عملانية حول النسيج الاجتماعي للاجئيين السوريين والعراقيين، لإيجاد جسور تواصل ودمج مع المجتمع المضيف، عبر ترويج ثقافة المواطنة والحقوق المدنية، بعد أن قدمت مليون وتسعمائة الف ونصل المليون خدمة لهؤلاء اللاجئين خلال السنوات الـ6 الماضية.

وختم: إن مؤسسة عامل تطالب المجتمع الدولي وخاصة الأوروبي بانتظار الحل السياسي في سورية ، التضامن مع النازحين واستيعاب 10% منهم كما أقر في القمة الإنسانية العالمية في اسطنبول ومغادرة الخطاب الشعبوي – الانعزالي وتعزيز ثقافة التضامن التي يجسدها لبنان.

وأعلن مهنا أن مؤسسة عامل في إطار ترشحها هذا العام لجائزة نوبل ، تقوم بمبادرة جنوب لا- شمال حول التضامن مع اللاجئين تحت عنوان "اللامات الثلاث: لبنان – ليسبوس – ليمبدوزا"وبالتعاون مع الفاتيكان في مواجهة الخطاب العنصري المخزي.






تعليقات: