هكذا سيكون الجيش الإسرائيلي في العام 2020

الخطة تهدف إلى جعل الجيش الإسرائيلي أكثر ذكاءً
الخطة تهدف إلى جعل الجيش الإسرائيلي أكثر ذكاءً


بإشراف مباشر من رئيس الأركان الإسرائيلي غادي أيزنكوت، وللوصول إلى "جيش لا يُهزم" بحلول العام 2020، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت التعديلات الأخيرة على خطة "جدعون" العسكرية التي وُضعت في العام 2015. ووفق الخطة، ستقوم إسرائيل بتقليص أفرع الجيش ابتداءً من القوات النظامية وحتى قياداته، مقابل تعزيز حجم القوات الخاصة، ليتضاعف حجم نشاطها ثلاث مرات، فيما يتم تطوير قيادتها لتشبه قيادة العمليات الخاصة في الولايات المتحدة، التي تُدرب وتدير "جيشاً مختلفاً" لا يفكر ويعمل مثل الجيش التقليدي. فالقاعدة الجديدة هي جيش محترف يعمل بالتوازي مع "جيش الشعب".

نظام جديد للخدمة العسكرية

ستكون القوات الخاصة، وفق الخطة، أساس الجيش الإسرائيلي. ففي وحدة سايريت ماتكال الخاصة، على سبيل المثال، سينخرط المقاتلون لمدة ثلاث سنوات في الجيش ويخضعون لدورة الضباط. ومن المفترض أن يقوم هؤلاء الضباط الجدد في ماتكال، وفق رؤية رئيس الأركان، بتغذية كتائب نخبة المشاة في الجيش النظامي والاحتياطي وتحسينها.

لكن تدريب هؤلاء الجنود سيكون مكلفاً جداً، غير أنهم سيصبحون أكثر مهنية ويخدمون لفترة أطول. ما سيتيح توظيف عدد أقل من العسكريين. وسيخدم نصف الجنود الذين يخدمون في القوات الخاصة، لاسيما المقاتلين، في إطار عسكري أولي دائم. وسيتمكن الضباط والمقاتلون الذين لديهم مهن خاصة من مواصلة العمل في الجيش حتى سن 35. وسيعمل الضباط بعد ترقيتهم إلى رتبة مقدم حتى سن 42 عاماً. وسينطبق هذا الترتيب على الجيش الدائم بأكمله، كجزء من الاتفاق مع وزارة المال الإسرائيلية.

وسيبقى سلاح السايبر تابعاً لأجهزة التنصت والاستخبارات، للقيام بمهمات الدفاع والهجوم والتخطيط العملياتي في مجال حروب الإنترنت. وسيتحول إلى قوة عملياتية تخدم بقية أسلحة الجيش: الجوية، البرية والبحرية.

القوات الخاصة هي أساس الجيش

سيكون لواء الكوماندوز، الذي يشمل فرق القتال المدرعة والمظليين، وفق الخطة الجديدة، رأس الحربة في الفرق القتالية. وبعدما كان تدريب هذا اللواء يقتصر على التدرب لمدة نصف العام والمشاركة في النشاط التشغيلي خلال النصف الآخر، فإن جميع كتائب المشاة المناورة في الجيش النظامي ستتحرك في العام المقبل إلى وضع لم يسبق له مثيل في الجيش الإسرائيلي، إذ سيصبح التدريب مستمراً على مدار العام لمدة 17 أسبوعاً، تليه فترة مماثلة من النشاط التشغيلي وما إلى ذلك.

سيحصل الجنود في الوحدات الخاصة على رواتب أعلى من الجنود العاديين بنسبة 30%. وسيستطيع الجندي الذي يكمل خدمة طويلة حتى سن 42 أن يحصل على منحة لدراسة اختصاصين أكاديميين خلال خدمته على نفقة الجيش. أما الجنود المهنيون غير القتاليين فسيكونون قادرين على إكمال دراستهم الأكاديمية على نفقة الجيش أو على حسابهم الخاص. وفي حالات خاصة، سيقوم الجيش بتمويل السنة الأولى من دراسات الماجستير. وتهدف الخطة إلى زيادة مستوى أكاديمية الجيش وإغراء الجنود الشباب، خصوصاً في الوحدات القتالية، من خلال الدراسات الأكاديمية.

يريد أيزنكوت أن تكون المستويات العليا للجيش الإسرائيلي مثالية، حتى على حساب قوات المناورة الأخرى. وقد وصل إلى هذا القرار بعد أداء القوات البرية المتوسط في حرب تموز 2006، والذي فاجأه حتى بصفته رئيساً لمديرية العمليات. وصل أيزنكوت إلى هذا المنصب حينها من قسم يهودا والسامرة، وكان يعتقد في ذلك الوقت أن النشاط الأمني الناجح في الضفة الغربية يشير إلى قدرات الجيش الإسرائيلي القتالية أيضاً.

خطة أفيف

اعترف الجيش الإسرائيلي في العامين الماضيين بأن هناك خطأ في عملية تدريب القوات البرية. ورغم استثماره أكثر من 4 مليارات شيكل سنوياً، فالحقيقة هي أن إدارة الوقت في التدريب غير كافية، والمرافق قديمة وغير صالحة للمجالات القتالية المتوقعة.

ولهذا السبب تم وضع خطة فرعية تُسمى أفيف، كجزء من خطة جدعون، التي ستصل إلى ذروتها اعتباراً من العام 2020، إذ سيقوم الجيش الإسرائيلي بإنشاء نظام مرافق تدريب متقدمة بالقرب من مناطق عمل قواته في مرتفعات الجولان وغور الأردن وغيرهما من المناطق. بالتالي، فإن الوحدات المقاتلة ستُدرب في بيئة مماثلة لمناطق المعركة المتوقعة. وفي مرتفعات الجولان، سيبني الجيش منشأة ضخمة تحاكي المدينة والعقبات الكبيرة التي يشكلها حزب الله. وسيتم بناء ثلاثة مراكز محاكاة ضخمة. وسيتم وصل جهاز محاكاة الأرض بجهاز محاكاة لطياري مقاتلات F-16 وتوفير التدريب مع الغطاء الجوي. أما التدريبات القديمة على إطلاق النار فسيتم استبدالها بنظام اطلاق إلكتروني. وستتغير طرق دراسة العدو، حيث سيتم إنشاء 17 منشأة لدراسة ذكاء العدو بين الوحدات.

وفي محاولة للتغلب على واحدة من أخطر نقاط الضعف التي كُشفت في حرب تموز، وهي تشغيل مقر العمليات، تم إنشاء مدرسة القيادة والسيطرة تحت قيادة جنرال آخر في القوات البرية هو اللواء يوسي بشار. وهناك فرع وظيفي رابع جديد نسبياً وهو "نظام الدفاع الحدودي"، الذي سيشارك في الدفاع الحدودي الكلاسيكي.

الخطة تهدف إلى جعل الجيش الإسرائيلي أصغر عمراً وأقل عدداً لكنه أكثر ذكاءً، من خلال تقليل الاعتماد على العنصر البشري. ما سيؤدي إلى تخفيض عدد القتلى في أي مواجهة عسكرية.


* المصدر: المدن

تعليقات: