أحرقت منزلها و«خطفت» أبناءها وهربت

المنزل وقد تحوّل رماداً
المنزل وقد تحوّل رماداً


أحرقت منزلها و«خطفت» أبناءها وهربت

المنزل وقد تحوّل رماداًالزهراني ــ سلطانة متيرك

«لم أنتظر حتى تطردني من بيتك، هذا إذا كان بيتاً. أنت تريد أن تذلني أنا والأولاد، فلماذا؟ هذه ليست حياة. اخترتُ حياتي بعيداً عنك إلى الأبد، فلن تراني أنا والأولاد ما دمتَ أنت على قيد الحياة. فأنا لم أندم على هذا القرار، مع أنك ستبكي بدل الدموع دماً، لأنك ستندم على المعاملة التي كنت تعاملني بها أنا والأولاد، لأننا نحبك وأنت تكرهنا.

ملاحظة: إذا كنت تريدنا، فاذهب إلى التلفزيون وقل مباشرة إنك تريدنا فعلاً.

إلى من أحببته طوال عمري، ومن تخليت عن أهلي لأجله.

حبيبتك رنا».

هذه الرسالة تركتها رنا لزوجها سمير على مدخل منزلهما في إحدى بلدات منطقة الزهراني، الذي أشعلت النيران فيه قبل مغادرتها مع أبنائها متجهة نحو بيروت، التي وصلت إليها في سيارة إسعاف بصحبة فتياتها الثلاث وولدها ابن الأشهر العشرة، إثر تعرضهم لحادث سير على طريق الدامور، أدى إلى إصابة الأم وابنتها فاطمة البالغة من العمر ثلاث سنوات بكسور في الورك، ولا تزالان تمكثان في أحد مستشفيات العاصمة الذي، كما ذكر أهل الزوج لـ«الأخبار»، «لم يستدعِ القوى الأمنية لإجراء التحقيقات فوراً». وذكر أحد أفراد العائلة أن رنا نزعت شريطاً كهربائياً من الدراجة النارية التي تملكها العائلة وأخذته معها، خوفاً من ملاحقة أفراد العائلة لها عند اكتشاف الأمر.

أما ما أوصل العلاقة بين الزوجين إلى هذا التصرف، فهو ـــــ بحسب ما يقول أحمد ـــــ شقيق الزوج، ناتج من سلسلة من التهديدات التي سبق أن وجهتها رنا لزوجها، ووصل بعضها إلى التهديد بالقتل ووضع السم له. يضيف أحمد: «استيقظت عند الثامنة صباحاً على طرق أبواب، فاعتقدت أنّ زوجتي توضّب المنزل، اتجهت نحو الشرفة فإذا بزوجة أخي تستقل السيارة برفقة أولادها. ظننت للوهلة الأولى أنها متوجهة لزيارة أهلها في بلدتهم». ويتابع: «اتجهت نحو شرفة المطبخ لأجد النيران متصاعدة من منزل أخي المقيم في الطبقة السفلية من عمارتنا المؤلفة من ثلاث طبقات. أسرعت لأخبر رنا قبل أن تغادر، فلم أجدها، فما كادت تختفي عن الأنظار حتى التهمت النيران أثاث المنزل بالكامل، الذي يصل سعره لنحو 60 مليون ليرة. وعند خلع الأبواب ودخول المنزل، عرفت أنّ ما سمعته مسبقاً من طرق للأبواب كان نتيجة تكسير أطقم الحمامات، إضافة إلى تصدع جدران المنزل وسقفه، وتشقق بعض جدران الطبقة العلوية، حيث نجا أحد الأطفال من امتداد النيران بأعجوبة».

بدوره، يؤكد سمير، الموظف في إحدى الشركات الزراعية في الزهراني، لـ«الأخبار» أنّ زوجته طلبت منه صباح الحادثة أن يستقل سيارة أجرة للذهاب إلى عمله، تاركاً السيارة لزوجته لزيارة طبيب التجميل في مدينة صيدا. وعندما ترجل من السيارة أسمعته تهديداً بأنه سيعود ولن يجد منزلاً، لكنه لم يأخذ كلامها على محمل الجد، لأنها سبقت ووعدته بعد تركها المنزل منذ شهر ونصف بأنها ستعود شخصاً آخر. وأشار سمير إلى أن زوجته رنا سبقت وتركت منزلها الزوجي أكثر من مرة.

شقيق الزوج يقول إنّ العائلة اعتادت على سلوك «رنا»، فهي تضرب أولادها ضرباً مبرحاً وتمنعهم من الاختلاط بأقاربهم واللعب مع الأطفال.

يبقى السؤال الأهم مما جرى، ماذا سيحلّ برنا وعائلتها؟ كم ستستغرق القضية التي سيباشر التحقيق فيها هذا الأسبوع؟ وفي أيّ حضن سيغفو ابن الأشهر العشرة إذا ما سُجِنَت الأم؟ ومن يتولى دوراً إرشادياً في المجتمع بهدف حماية الأسرة؟ وهل سأل المسؤولون أنفسهم عن أحد الأسباب التي تؤدي بالأسر اللبنانية إلى الغرق في فوهة المشاكل الاجتماعية المستعصية؟ أين الدور الذي تؤديه هيئات المجتمع المدني في تنظيم الأسرة؟ أسئلة عديدة تطرح، ولا بد من الإجابة عنها، لمحاولة تفادي عدم تكرار الأمر.

يذكر أن الزوج وشقيقه تقدما يوم 4/1/2008 بدعوى أمام النيابة العامة في الجنوب بتهمة إحراق المنزل وسرقة مستندات رسمية خاصة بالزوج وسرقة السيارة وإلحاق أضرار جسيمة في المبنى. ومن المنتظر أن تباشر النيابة العامة تحقيقاتها اليوم بالقضية.

تعليقات: