زحمة خانقة وفوضى وفساد في مطار بيروت


زحمة مغادرين داخل مطار رفيق الحريري الدولي، آلاف الزوار في وقت واحد، أكثر من 900 ألف مغادر وآتٍ في الشهر الأخير، أرقام قياسية لحركة المطار تسببت بطوفان بشري في قاعاته التي ثبُتَ انها لا تتسِع لضغط بشري كالذي شهدناه اليوم، ما يحتّم البحث في سبل تنظيمية تمنع الجحيم الذي عاشه مسافرون اليوم وتحميهم من الوقوع ضحية المبتزين.

نسبة الحجاج، والاف السوريين الآتين من دمشق لأداء فريضة الحج عبروا من مطار رفيق الحريري الدولي، ليتخطى عدد الحجاج هذا العام 16 ألفا، بينما اقتصر العدد العام المنصرم على 4500 حاج بحسب ما اكد مدير الطيران المدني محمد شهاب الدين لـ"النهار"، مشيراً الى أن نسبة الحركة لهذا الشهر اقتربت من 900 الف شخص، وهي سجلت رقما قياسيا في شهر تموز وصل الى 975 ألف مسافرا، مؤكداً أن "صالات المطار لا تستوعب هذا العدد الهائل من المسافرين في الوقت نفسه، الا ان الأمر يعطي بارقة امل للنشاط الاقتصادي في لبنان، خصوصاً ان لا اشكالات حصلت رغم الاعداد الكبيرة ".

في المطار، انتظرَ آلاف الحجاج موعد رحلاتهم للاقلاع، العديد منهم افترشوا الأرض بعد ساعات الانتظار الطويلة، حركات الطيران تأخرت بسبب الزحمة، فتحوّلت قاعات المطار الى موج ابيض لمسافرين يلتقطون الصور التذكارية قبل المغادرة الى السعودية.

زينب ضاوي، قررت القدوم مع حملتها الى المطار قبل 5 ساعات! بعدما وصلت الى عائلتها صورا للزحمة الخانقة صباحاً، قررت افتراش الارض من الساعة الأولى ظهراً، بينما كان موعد طائرتها في السادسة مساءً، فيما احمد زبيب اخبره مدير الحملة بضرورة القدوم باكراً لتجنب التأخير.

الاعداد الهائلة والزحمة، يرافقها وجود العديد من رجال الأمن لتنظيم حركة المسافرين، مع العديد من الضباط بين المسافرين لحل مشاكلهم في حال حصلت، هو ما كان واضحاً في باحة المغادرة.

فساد!

الزحمة الخانقة داخل المطار كانت فرصة للبعض، وقد اشتكى احد المسافرين من الرشى التي طلبها منه أحد الأشخاص لتسهيل مروره في ذروة الزحمة، مؤكداً أن عملية تفاوض حصلت بينه وبين الشخص المذكور، فطلب الاخير منه مبلغ الف دولار لتسهيل مروره (!) لينخفض المبلغ الى "200 دولار له و50 دولارا للمسؤول"، بحسب ما اكد المسافر. وفي حالة أخرى، تقاضى الشخص المسّهل لتجاوز الحشد مبلغ 150 دولاراً أميركياً ليتمكن مسافر من تجاوز الزحمة!.

حالة غضب فجّرتها مسافرة بعد انتظارها لأكثر من 3 ساعات في قاعة الانتظار، حيث قالت سهى بيضون المغادرة الى مدينة فرانكفورت الالمانية أنه "من غير المقبول ان نعامل بهذه الطريقة، ونوضع في باحة صغيرة مع آلاف المسافرين في الوقت نفسه وكأننا ننتظر اعاشة في ايام الحرب... وفي حال كان استيعاب المطار صغيراً فهذه ليست مشكلتنا بل مشكلة الدولة وادارة المطار". وبعد شجارها مع أحد العمال تدّخل احد الضباط وعمل على تهدئتها.

وأكدت مصادر أمنية من الداخل لـ"النهار" ان أعداد المسافرين تخطت المعدل العام، إلا ان الاجراءات الأمنية والاستنفار داخل المطار حالت دون وقوع أي اشكال وتنظيم للاعداد الضخمة للحجاج، وأشارت المعطيات الى ان الحركة ستبقى على ما هي عليه في الايام الاتية التي تتقاطع مع فترة العيد، وهناك العديد من شركات السفر التي قدمت عروضاً سياحية الى تركيا وجورجيا واليونان باسعار منخفضة، فاقتنص العديد من محبي السفر تلك الفرصة. اضافة الى ذلك، شهدت أعداد المغادرين السوريين عبر المطار ارتفاعاً في هذه الفترة، فيما السبب الرئيسي يعود الى الازمة القطرية الخليجية، فالالاف من العمال المصريين اعتمدوا مطار رفيق الحريري كترانزيت الى قطر، بعد قطع العلاقات بين البلدين، مما رفع ايضاً حركة المسافرين، وهو ما يمكن ملاحظته من حركة الحجوزات في الفنادق لليلة واحدة فقط.




تعليقات: