التبرع بالكلى لإنقاذ المرضى.. عملية آمنة

مريض اميركي يشغل جهاز غسل الكلية داخل منزله
مريض اميركي يشغل جهاز غسل الكلية داخل منزله


الرياض:

قدم الأطباء المصريون إحدى أهم دراسات المتابعة الطبية لمن سبق لهم التبرع بأحد الكليتين في سبيل إنقاذ الغير، ما يُهدد ويُنغص عليهم حياتهم. ووفق ما تم نشره في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي للمجلة الدولية البريطانية للمسالك البولية BJU International، فإن الأحياء المتبرعين بالكلى يعيشون حياة صحية جيدة بشكل عام مع احتمال تعرضهم بشكل قليل لنوعية من الآثار الجانبية للعملية الجراحية التي تم من خلالها إزالة إحدى الكليتين لديهم. وهي دراسة تأتي بنتائج مطمئنة لمن ساعدوا غيرهم، وأن جزاء الإحسان سيكون حتماً إحساناً، لا ضرراً.

ولا تزال مصادر الحصول على الكلى محدودة، وفي المناطق التي تتبنى برامج زراعة الكلى إعداد قائمة انتظار للزراعة، يتم الاعتماد على توفير الكلى عبر مصدر رئيسي وهو الكلية المستخرجة من أجسام أشخاص متوفين. إلا أن الحديث هو عن إحجام الكثيرين عن التقدم بالتبرع بواحدة من الكليتين لأحد أقاربهم المرضى المصابين بالفشل الكلوي. وهناك من يتصور أن التبرع بالكلى عملية خطرة أو أنها ذات أبعاد صحية سلبية مستقبلاً، إلا أن المؤشرات الطبية لا تقول ذلك. دراسة مصرية

* وكان الدكتور أمجد العجرودي، وزملاؤه الباحثون من جامعة المنصورة في جمهورية مصر العربية، قد قاموا بمتابعة «طويلة الأمد» للحالة الصحية العامة لدى 1400 متبرع بالكلى، ممن تمت لهم عمليات استئصال الكلى لزراعتها والمتابعة الصحية لهم في مستشفيات الجامعة خلال الفترة ما بين عام 1976 وعام 2002. وبالرغم من إشارة الباحثين إلى أن نتائج المتابعة الطويلة أكدت أن لدى نسبة من أولئك المتبرعين ظهرت الإصابات بارتفاع ضغط الدم، إلا أن نسبة الإصابات بهذا المرض المزمن فيما بين المتبرعين لا تزال أقل من تلك النسب فيما بين عامة الناس. وتحديداً لاحظ الباحثون أن بين مجموعة المتبرعين بالكلى أُصيب بارتفاع ضغط الدم حوالي 17.8% من الذكور، وحوالي 24.7 % من الإناث، في حين أن نسبة انتشار الإصابات بارتفاع ضغط الدم بين عامة السكان المصريين تبلغ حوالي 25.7% في ما بين الذكور، وحوالي 26.9% في ما بين الإناث.

ولم تكن فقط الإصابات بارتفاع ضغط الدم أقل بين المتبرعين، بل حتى الإصابات بكل من مرض السكري وأمراض شرايين القلب، كانت هي الأخرى أقل أيضاً. وقال الباحثون المصريون إن في ما بين مجموعة المتبرعين بالكلى بلغت نسبة الإصابات بمرض السكري حوالي 6.8% ، وبأمراض شرايين القلب حوالي 3.2%. وهي معدلات تعتبر، بالمقارنة، أقل بكثير من تلك التي فيما بين عامة الناس، حيث أن نسبة الإصابات بمرض السكري لدى عامة المصريين تبلغ حوالي 9.3% وبأمراض شرايين القلب حوالي 6.2%.

واستنتج الباحثون أن التبرع بالكلى، على المدى الطويل، عملية آمنة وذات مضاعفات صحية طفيفة. وبشكل عام يتم، في أجسام المتبرعين، الحفاظ على مستوى جيد من وظائف الكلى بعد أخذ إحدى الكليتين منهم ووهبها لمن هم بحاجة إلى زراعة الكلى. وأنه في حال زراعتها لدى أحد الأقارب المرضى بالفشل الكلوي يتم تحقيق شعور بالرضا لدى المتبرع.

كبار السن

* كبار السن يُمكنهم تلقي زراعة الكلى، ولا يجب أن يكون العمر، وخاصة التقدم فيه، حائلاً وعائقاً أمام حل مشكلة الفشل الكلوي لديهم من خلال زراعة الكلى.

وكان الباحثون من مركز «بابتيستش الطبي في جامعة ويك فورست قد تابعوا حوالي 360 مريضا ممن تجاوزوا سن الستين لمدة ست سنوات. وكان 55% منهم قد تلقى زراعة كلية من أشخاص متوفين. وكانت أعمار المتبرعين المتوفين من أشخاص تجاوزوا سن الستين أو من أشخاص تجاوزوا سن الخمسين ومصابين بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو جلطة في الدماغ أو حتى لديهم ارتفاع في مؤشرات ضعف الكلى! وقال الدكتور فيليب موور، الباحث الرئيس في دراسة جامعة ويك فورست والمنشورة في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) من مجلة الجراحة، في الماضي القريب كان التقدم في العمر يُعتبر حائلاً دون كل من التبرع بالأعضاء وتلقي زراعتها. وخبرتنا تقترح أن بزراعة الأعضاء لدى منْ لديهم شيء ذي خطورة عالية، يُمكن تقليل تلك الخطورة بحُسن الاختيار والانتقاء، ما يجعل فرص بقائهم على قيد الحياة مقاربة لتك التي تحصل لدى من يُعتبرون مناسبين وتتم لهم الزراعة المعتادة.

والموضوع هو أن كبار السن عادة ليسوا مرشحين مناسبين لزراعة الكلى ولا تُعطى لهم الأولوية، والمتوفون ممن لديهم أمراض مزمنة أو هم كبار في السن عادة لا تُستخدم أعضاؤهم. وما يُحاول الباحثون في هذه الدراسة قوله إنه من الممكن خدمة هؤلاء المتقدمين في العمر عبر الاستفادة من كلى لا تُستخدم عادة. زراعة الكلى

* وحينما يُصاب المرء بحالة الفشل الكلوي التام فإن زراعة كلية أخرى في جسمه أحد الحلول العلاجية للإبقاء على حياته. ومنذ أن تمت أولى عمليات زراعة الكلى في الخمسينيات من القرن الماضي، تطورت الخبرات الطبية في إتقان عملية زراعتها وفي إتقان المحافظة على سلامتها وعملها لفترات طويلة في جسم المريض المتلقي لها.

لكن من المهم التنبه إلى أن الزراعة ليست علاجاً يشفي من حالة الفشل الكلوي، لأن المريض سيظل يتناول أدوية لخفض مناعة الجسم وسيظل يخضع للمتابعة الدقيقة من قبل أطباء الكلى. ولذا تظل الاحتمالات واردة لحصول حالات من فشل الزراعة. كما أن فترة الانتظار لتوفر كلية قد تطول، ما يجعل لتبرع أحد الأقارب خدمة عالية الأهمية في التغلب على مشكلة الانتظار.

وزراعة الكلى عملية يتم من خلالها وضع وتوصيل كلية داخل جسم المريض المصاب بالفشل الكلوي. وتقوم آنذاك الكلية المزروعة بالعمل بدلاً من الكليتين الفاشلتين في الجسم، ما يُغني عن الحاجة إلى إجراء جلسات غسيل الكلى عدة مرات في الأسبوع.

ويقوم الجراح بوضع الكلى في أسفل البطن، ويتم توصيل الأوردة والشرايين إليها كي يصل إليها الدم لتتم تنقيته ويخرج منها الدم مرة أخرى إلى الجسم نقياً. ويتم توصيل الحالب إلى مثانة البول، ويخرج البول كالعادة من الكلية المزروعة من خلال ذلك إلى المثانة.

مصادر الكلى

* وثمة مصدران رئيسيان للحصول على كلية. الأول هو مما يتم استئصاله من أجسام أشخاص أحياء، سواءً كانوا أقارب أو غرباء. والثاني عبر ما يتم الحصول عليه من أجسام متوفين حديثاً. وتقول المؤسسة القومية للكلى بالولايات المتحدة إن تبرع الأحياء بالكلى يحصل حينما يُقدم شخص حي إحدى كليتيه كي تتم زراعتها في جسم مريض آخر، والمتبرع إما أن يكون أحد أقارب المريض أو شخصا غير قريب له. هذا في إشارة إلى أن ثمة تبرعا بالكلى يحصل بأخذ هذا العضو من شخص متوفى.

والميزة الأهم لتبرع أحد الأقارب الأحياء هي توفر قدر كبير من المطابقة بين المتبرع والمتلقي، ما يُقلل فرص رفض الجسم للعضو حال زراعته. كما أن الكلية المأخوذة من شخص حي تعمل عادة في الحال، بخلاف احتمال أن يتأخر عمل الكلية المأخوذة من الأشخاص المتوفين. إضافة الى ان التحضير لأخذ الكلية من الشخص القريب يجعل من الممكن إجراء العديد من الاختبارات الطبية للتأكد من مطابقة الكلى لعدم حصول تفاعلات مناعية لدى زراعتها. ويُقلل توفر كلية من أحد الأقارب ذلك الوقت في الانتظار للزراعة.

ويُمكن لأحد الآباء أو الأبناء أو الأخوة أو الأخوات أو الأصدقاء أو غيرهم، تقديم كلية لمن هو مصاب بالفشل الكلوي متى ما تم التأكد الطبي من مناسبة الكلية للزراعة. والمهم أن يكون ذا صحة جيدة، أي أن لا تكون لديه حالة ارتفاع ضغط الدم أو مرض في القلب أو الكلى أو مرض السكري أو مصاب بأحد أنواع السرطان، وتجاوز سن 18 عاماً، وراغب في تقديم كليته ومتفهماً لما ستجري عليه الأمور في الإعداد للعملية برمتها.

وتشير المصادر الطبية إلى أن التبرع بالكلية لا يُؤثر على نوعية الحياة مستقبلاً ولا يرفع البتة من احتمالات الإصابة بالفشل الكلوي أو أية أمراض مزمنة أخرى.



القانون يمنع شراء أو بيع الأعضاء البشرية!

لذا فإن موقع خيام دوت دوم يعتذر عن نشر أي تعليق يتضمن عرض مبالغ مالية لقاء شراء أو بيع الأعضاء ويكتفي فقط بعرض عمليات التبرع والحاجة الخالية من أية إشارة لإغراءات مادية...

نشارك المرضى في آلامهم وفي أحاسيسهم ونفتخر بأصحاب النخوة الذين يعرضون استعدادهم للتبرع!

نحذّر من الوقوع في فخ النصابين الذين يدعون الرغبة بالتبرع فيستغلون ظروف المرضى ويعملون على ابتزازهم مادياً ويضاعفون في آلامهم..

إدارة الموقع

تعليقات: