صياد في عمر الـ١٤ يفارق الحياة بعد أن انفجر دماغه في البحر

جهاد سمير داود
جهاد سمير داود


لا تأخذه معك الى الصيد اليوم، آخر ما طلبته والدة جهاد سمير داود من زوجها، وكأنها كانت تشعر أن سوءاً سيصيب ابنها، وأن الموت بانتظاره في اعماق بحر العبدة، وسيعود اليها جسداً بلا روح.

ضغط ولّد الانفجار

رحل ابن الاربعة عشر عاماً بعدما" غطس مع والده ومجموعة صيادين لجمع اقفاص السمك"، بحسب ما قاله قريبه حمزة خضرة لـ"النهار" قبل أن يشرح" وضع جهاد قارورة الاوكسجين، نزل الى البحر، انهى جمع الاقفاص، وهو في طريق صعوده الى سطح الماء انفجر دماغه نتيجة الضغط، فقد كانت الاسماك هذه المرة على عمق كبير، لم يسبق وان غطس كل هذه الامتار، لم يتحمل رأسه، قاوم للوصول لكنه استسلم قبل خط النهاية".

امتار ابعدته عن الحياة

قبل نحو مترين من وصوله الى المركب، فارق جهاد الذي يحمل الهوية الفلسطينية ويقيم في مخيم نهر البارد الحياة، رحل قبل يومين تاركا والدته الحامل في حرقة على بكرها، ولفت حمزة" كان كبير اشقائه الثلاث، ولد محبوب من جميع من عرفه، صحيح انه لم يكمل علمه حيث ترك المدرسة في سن مبكر، لكنه خاض غمار العمل مع والده ليكون سنداً لعائلته، ويصبح رجلاً في جسد ولد، يُتكل عليه بكل صغيرة وكبيرة".

عندما يشاء القدر

الى مستشفى الخير في المنية نقلت جثة جهاد، قبل نقلها الى البيت لتلقي والدته واشقاؤه النظرة الاخيرة عليه، وشرح حمزة" اصيبت ام جهاد بانهيار، لم تصدق ان من ربّته سنوات ستفارقه الى الابد، وان من انتظرت عودته من عمله سلّم الروح بهذه السهولة، وهي التي اعتادت عليه ولدا قويا يواجه المحن، جريء الى ابعد الحدود ولو لم يكن كذلك لما امتهن مهنه الصيد كوالده، ولما غطس الى اعماق البحر، لكنه القدر شاء ان يخطفه من وسط احبابه فجأة من دون اية مقدمات او تمهيد".

اطفئت شمعة جهاد وهو يجاهد في سبيل لقمة العيش، اطبق كتاب حياته وهو لم يخط منه سوى صفحات قليلة لكنها معبرة ومؤثرة وستبقى في ذاكرة كل من قرأها.

تعليقات: