صيام يوم «عاشوراء» حرام (الجزء الجزء الثامن والأخير)


نلاحظ انه من السرد عن من تطرق الى صيام يوم عاشوراء بأن جاء من كتب المذاهب الأربعة ( الحنفية ، المالكية ، الشافعية والحنابلة ) ومن الصحيحين ، وهناك أسانيد كثيرة من المؤيدين لهذه المذاهب استبعدوا صيام يوم عاشوراء ( محرم ) عند قدوم الرسول ( ص ) ، حيث أن قدومه كان في ربيع الأول وليس في محرم ، وصادف قدومه اليوم العاشر من شهر ( تشري ) عند اليهود وهو اليوم الذي يصومون فيه ويسمونه يوم ( الكبور ) ، وهو اليوم الذي نجى فيه الله سبحانه وتعالى " موسى " من فرعون .

ولكن كيف تحول صيام اليهود من شهر ( تشري ) حسب تقويمهم والذي صادف ربيع الأول في التقويم الهجري ، الى الصيام يوم العاشر من محرم كما تفضل السيد / د العجيري .

لقد استغل اليهود الدهاء الذي يتمتعون به لمحاربة الرسالة المحمدية ، كما حاربوا من قبل رسالة السيد المسيح عليه السلام ، وقد سربوا بدهاء قيام الرسول ( ص ) بصيام يومهم وأمر بصيامه ، ليجعلوا من الرسول ( ص ) تابعاً للديانة اليهودية وليس متبوعاً للرسالة التي جاء من أجلها ، وبذلك تبطل قوله ( ص ) بأني رسول الله إليكم .

واقوال ابن عباس الذي اوردها الفقهاء والأصحاح والذي اعتمدوها ، هل كان ابن عباس قاصداً ذلك او عن غير قصد ، او هو منسوب اليه ، وقد يكون وراء هذه الأحاديث اليهود أنفسهم ، والأحاديث دونت بعد وفاة ابن عباس ، وسواءًا كان هذا او ذاك فإن علماء المذاهب الأربعة أبطلوا هذه الأحاديث ونفوا أن يكون الرسول قدم الى المدينة في " محرم " .

كما اليهود يتمتعون بالدهاء ، فإن بنو أمية لا يقل دهاء عنهم وقد يتفوقوا عليهم ، وحتى يبعدوا المسلمين عن الجريمة النكراء التي امتدت اثارها الى اليوم وستبقى فى ذاكرة المسلمين الى يوم الدين .

المعلوم للعامة بأن يزيد بن معاوية من أمر بقتل الحسين ( ع ) واعطى آوامره الى عمر بن سعد ووعده بتوليه ملك " الري " اذا حارب بجانبه وقتل الحسين ( ع ) وعندها قال ابن سعد مقولته المشهورة :

فوالله ما أدري وإني لصادق *** أفكر في أمري على خطرَين

أأترك ملك الري والري منيتي *** أم أصبح مأثوماً بقتل حسين

عمر بن سعد أغراه الملك فوقف بجانب يزيد بن معاوية ، وهو كان يعلم مسبقاً بأن الحسين ( ع ) على حق ويزيد على الباطل ، ولكن السلطة أغْرَته وجعلته في كفة البطلان .

وعبدالله بن زياد ، وزياد ابن ابيه اعترف معاوية بأنه اخوه ونسبه الى ابوسفيان ،وهو والي العراق في عهد يزيد ، وهو ابن عم يزيد ، والشمر بن ذو الجوشن كان محارباً مع الإمام علي بن ابي طالب ( ع ) في حروبه ضد معاوية بن ابي سفيان ، ولكن المال والجاه أغراه فترك آل بيت محمد وأصبح في صفوف بنو أمية .

بعد استشهاد الحسين وخوفاً من ثورة المسلمين على يزيد ، أمر بتزيين الشام لإستقبال اسرى " الديلم " كما سماهم وهم أسرى وسبايا بيت رسول الله محمد ( ص ) .

ولكن الحيلة لم تدم طويلاً وعرف اهل الشام ولا حول ولا قوة لهم ، وعالم دين فقط من الذين عرفوا الحقيقة وعارض يزيد في قتل سِبْط النبي الحسين ( ع ) وكان مصيره القتل .

يزيد واعوانه شيعوا اخباراً بأن الحسين ( ع ) خرج على إمام زمانه يزيد فإستحق القتل ، وبقيت هذه المقولة ، الى فترة الحجاج بن يوسف الثقفي ، الذي أمر بإقامة الحفلات في يوم عاشوراء " محرم " وجعله يوم بركة بنصر يزيد على الحسين ( ع ) .

لقد اجمع علماء المسلمين من كل المذاهب بأن الرسول ( ص ) قال : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا .

صحيح الترمذي ، سَنَن النسائي ، المتقي الهندي ، القنوجي في شرح صحيح مسلم ، البيهقي ، تفسير ابن كثير واللغوي ، وغيرهم .

ادعاء يزيد ومن يؤيد الأمويين لا ينطلي على المسلمين ، وقول الرسول ( ص) هو الأصل ، ويكفي كذلك بإجماع علماء المسلمين ، الرسول ( ص ) قال : حسين مني وأنا من حسين ، وهناك اقوال كثيرة واحاديث وآيات قرأنية ، ومنها اهل الكساء بأن الحسين منهم عن " عائشة " وأم سلمة ،كل هذا يدحض ادعاء بنو أمية .

كما تقدم ما زال هناك فئة تؤيد يزيد في قتل الحسين وإقامة الإحتفالات باليوم العاشر .

النتيجة التي توصلنا اليها من البحث في صيام يوم عاشوراء من عدمه هي :

١-اليهود واعوانهم يتجنون على النبي ( ص ) لإجهاض رسالته بحيث يجعلونه تابعاً وليس متبوعاً وبالتالي تسقط الدعوة التي أرسل من اجلها .

٢-لإبعاد اثار الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الأمويون بحق الحسين ( ع ) وآل بيت النبوة واصحاب العترة الطاهرة ، بإدعائهم إن الله نصر يزيد على الحسين ( ع ) وقول يزيد في قصيدته المشهورة :

لعبت هاشم بالملك فلا ***** خبر جاء ولا وحى نزل

هذا البيت من قصيدة مطلعها : ليت أشياخي ببدر .... الخ

يلاحظ بأن فكرة اليهود وبنو أمية تلتقيان في عدم مصداقية الرسول ( ص ) في رسالته .

نرجو الله أن نكون قد وفقنا في شرح بطلان ادعاء صيام النبي ( ص ) في اليوم العاشر من محرم او من تشري عند اليهود .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

الجزء الثاني من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

الجزء الثالث من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

الجزء الرابع من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

الجزء الخامس من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

الجزء السادس من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

الجزء السابع من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

تعليقات: