الشيخ محمد قانصو: رسالة إلى الشهود.. والله خير الشاهدين!..


في السابع من تشرين الثاني ٢٠١٧ ستقفون مجدداً أمام قوس العدالة وستضعون أكفكم على القرآن الكريم أو الإنجيل المقدس، وستقسمون باسم العزة الالهية على قول الحقيقة ..

أخاطبكم من موقعي الديني وليس بصفتي كوليّ للدّم ..

أنصحكم، أعظكم، ولا أملي عليكم، وما أنا إلا مذّكّر !..

لقد نصبتم انفسكم للشهادة، وربما من المفيد أن تعرفوا معنى الشهادة وحدودها وشروطها وآثارها..

دينيا تعتبر الرؤية شرطاً أساسياً في الشهادة ولا تكفي شهادة السماع، وقد قال أمير المؤمنين علي (ع): "ما بين الحق والباطل أربع أصابع، الحق أن تقول رأيت، والباطل أن تقول سمعت."

وهنا اسمحوا لي أن أسألكم وقد اطلعت على التناقض والتضارب في إفاداتكم بين الرؤية تارة والسماع تارة أخرى!..

لمن قال منكم رأيت، أريد أن أسأله أين وكيف رأيت ما لم تسجله عدسات الكاميرات ؟!

لربما كانت الكاميرات تتنشق الهواء في الخارج لحظة حصول الجريمة فغاب عنها تسجيل ما حصل!..

ولمن رأى عراكاً في الغرفة وسمع بعده اطلاق نار أقول كيف رأيت ما حصل في الغرفة وأنت لم تكن داخلها ؟ وعلى فرض أنك كنت داخلها فالكاميرات تكذبك وتثبت أن الجريمة حصلت في الممر ، وأنت تعلم أنه لا توجد كاميرات داخل غرف الطوارئ !..

ولمن روى أنه شهد عراكاً في الممر كيف نصدقك ونكذب ما وثقته الكاميرات وهو أن القاتل أجهز على الجريح غدراً لحظة خروجه من غرفة الطوارئ ؟

ولمن قال سمعت، أقول له ما هكذا تورد الأبل يا سعد ! .. الرجل الشجاع من لا يخضع لإملاء أو ضغط أو عاطفة أو حمية أو عصبية، الرجل الحرّ من يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ولا يسمع أقاويل الرجال ..

صدقوني .. إني أشفق على بعضكم ممن ثبت لي وللرأي العام كيف قام بتزوير تفريغ القرص المدمج، ولا أعرف كيف طاوعه ضميره أن يكتب ما لم يكن موجوداً أصلاً في ذلك القرص !..

إني أشفق على بعضكم الذي حين سئل عن إفادته قال بالحرف الواحد لقد أمليت إفادتنا علينا !!..

إني أشفق على بعضكم الذي أخذته الحمية حمية الجاهلية الأولى فنصب نفسه شاهداً بما لم تره عيناه وإنما بما حواه قلبه من حقد موروث دفين ..

صدقوني إني أشفق عليكم، في اليوم الذي ستردون فيه إلى الله وسيكون خصمكم هناك ذلك المغدور المقتول برصاص الحقد والغدر تارة وبشهادة الزور والإفك تارة أخرى !..

وسيكون الحاكم هو الله والله أحكم الحاكمين !..

واعلموا أنني وتحت سقف القانون والقضاء ومشروع الدولة والمؤسسات الذي أؤمن به ماضٍ في هذه القضية حتى النهايات متمسك بحقي وحق أولياء الدّم في مقاضاتكم ومحاكمتم إلا أن تعودوا عن إفككم وغيكم وإمعانكم في ظلم إنسان ارتحل عن هذه الدنيا الدنية ولكنه حملنا أمانة دمه التي سنحملها حتى الرمق الأخير ..

أيتها الجماعة .. أدعوكم لأن تعودوا إلى ضمائركم وأديانكم أو لتكونوا أحراراً في دنياكم ..

وتذكروا قول الله تعالى : والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ..

والسلام على من اتبع الهدى ..

* الشيخ محمد أسعد قانصو

تعليقات: