موت الشابة آمال غامض.. سقطت من الطبقة السابعة وماذا تركت في الرسالة؟


التحقت الشابة آمال الإر، من الميناء في طرابلس، في صفوف الوفيات الملتبسة، والسقوط عن الأسطح والشرفات، في ظل الأحاديث المتباينة التي ترافق أحداثاً كهذه عادة.

والشابة الإر سقطت عشية أمس زهاء التاسعة ليلاً من شرفة منزلها في الطبقة السابعة، في مبنى تسكنه عائلتها في حي متفرع من الطريق العام باتجاه البحر.

تسكن المنزل عائلتان، لأخوين، والد الفتاة وعمها. ولم يعرف عنهم إلا حسن السيرة، والتربية والأخلاق، بحسب من يعرفهم من أصحاب المتاجر، والجيران الذين سألتهم "النهار" عنها.

الكل يعرفها، ويعرف أهلها، والكل يرد بعفوية أنهم "جماعة أوادم، والفتاة مهذبة، ولم يبدر منها ما يدعو للشك".

والكل يعرف أنها سقطت، ويتحدث بحسرة بالغة عنها، وعن المصيبة التي حلت بالعائلة، وبالحي ككل. ولا يريد أحد الدخول في ما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي، والإعلام من أقوال عن انتحار بسبب تضييق الوالد الخناق عليها، وروايات بعض شباب الحي انها كانت تحب أحد الأشخاص، ووالدها لا يريده لها، وحجزها في إحدى غرف المنزل منعاً لخروجها منه.

ونقلت مجموعة على شبكات التواصل الاجتماعي المحلية رسالة قالت إن آمال خطتها بيدها، وفيها تأكيد على الانتحار، وهي "تعتذر عن عملها لما قد يسببه من حزن"، وفي مضمون الرسالة، تشتكي الفتاة من سوء معاملة الأهل لها، وتمييزهم في التربية بين أبناء العائلة وبخاصة والدتها، ما لا يمكن تأكيده إلا ببحث، وتحقيقات اجتماعية دقيقة ومعمقة.

وقالت لأختيها في الرسالة: "لا تدعيان الحزن علي، فأنتما لم تكونا تحبانني أصلاً".

لكن الرسالة المكتوبة بخط اليد، بلغة نصف عامية، وعلى صفحة من مربعات، تحتاج لتأكيد، بينما لا تريد العائلة الدخول في "قيل وقال"، على ما أفادت لـ "النهار" إحدى السيدات القريبات من العائلة.

الأهل في ذهول، وقد زارتهم "النهار" إثر الجنازة، وكان الجو في المنزل غاية في التأثر، والحزن، لكن العائلة استقبلت الضيوف برحابة صدر، والوالدة فريال لا تكفكف دمعتها، ولا تستطيع إلا القول: "الحمد لله. الحمد لله".

وتتناول نسيبة للعائلة الكلام عن الحادث، وما رافقه من أقاويل، وتقول: "ما توارد على ألسنة الناس، لا يعنينا في شيء. سمعناه، ونعرف كل ما قيل، ولا نريد الدخول في مساجلات ومهاترات مع صفحات إعلامية. لكن الحقيقة، هي أن الشابة آمال (17 عاما)، كانت في مشوار ترفيه مع أهلها، ودخنت النرجيلة، وشعرت بدوخة، طلبت من والدها العودة إلى البيت للاستراحة، وكانت شقيقتها تشارك في حضور خطبة لصديقة لها. أوصلها الأب إلى البيت، لأنها تشعر بدوخة، وذهب لإحضار شقيقتها التي كانت تشارك في حضور حفل خطبة لصديقة لها".

وتردف: "ليس هناك ضغط نفسي على البنت، ولا تعنيف كما قيل في فايسبوك. بالعكس، والدها ينحت الصخر من أجل أن يفرح أولاده، وقيل إنها فتاة مغنجة، والحقيقة أن والدها عنده ثلاث بنات، والبنت عادة "ضلعها مكسور"، والأب يحبّ بناته. الأب حالته المادية جيدة، "وكل يوم مشوار وكزدورة"، لكن الناس وشبكات التواصل الاجتماعي، تحب كثرة الكلام".

ترغب العائلة في طي الصفحة، ووقف السجالات حول ما يقال، وتضيف السيدة: "المصيبة مصيبتنا، ولم نرد الدخول في ردود، ونحن مصابون بالعمق، ولسنا مهتمين لما قيل. كل واحد يركب فيلمه على ذوقه، وينشره. نحن آخر همنا هذه الأقوال. البنت أخذت نصيبها الله يرحمها. خلص عمرها، والله يرحمها".

وآمال شابة في السابعة عشرة من عمرها، وصلت إلى نهايات مرحلة دراسية في التعليم المهني العام المنصرم، ولم تتابع الدراسة، وافادت قريبتها أنها "بدأت بالعمل منذ مدة قصيرة".

وهزئت السيدة من الكلام عن تعنيف أبيها، وضربه لها، وتعلق: "كلام لا يصدقه عاقل، والكل يعرفه، ويعرف ليونته، ولطفه مع بناته، فهو يحبهن. وكان يركب النرجيلة لابنته آمال احيانا، وهو يعرف أن النرجيلة تسليها".

واوضحت السيدة أن أمال "كانت هي وابنة عمها معاً على الشرفة، ودخلت ابنة عمها إلى غرفتها، وبقيت آمال على الشرفة لانها كانت تريد التحادث مع اهلها، وتريد أن تقول لهم شيئا، قبل صعودهم إلى المنزل. انحنت عن حافة الشرفة لتحادثهم، وهي في حالة الدوخة من النرجيلة، وبينما انحنى الرأس، وقعت، وهذا كان تقرير الطبيب الشرعي، وتحريات الأجهزة المختصة".

تعليقات: