سلسة فعاليات في بيروت وصيدا إحياءً لذكرى ماجد أبو شرار


بمشاركة عدد من المفكرين والكتاب والباحثين العرب والفلسطينيين نظمت مؤسسة ماجد أبو شرار الإعلامية ندوتان في بيروت وصيدا وزيارة الى مقبرة الشهداء إحياء للذكرى الـ 36 لاغتيال الكاتب والاعلامي والقيادي الفلسطيني البارز ماجد ابو شرار في العاصمة الايطالية .

واستهلت المؤسسة فعالياتها بندوة "اغتيال الفكر المقاوم" التي عقدت في قاعة الرابطة الاهلية ببيروت وتحدث فيها المفكر اليساري فواز طرابلسي والكاتب والباحث صقر ابو فخر والناشط في مخيم الرشيدية احمد فاعور وادارها د.محمود العلي.

وقدم طرابلسي خلال مداخلته شهادة عن تجربته مع المثقف ابو شرار وصف فيها الشهيد بانه "فئة نادرة وتزداد ندرة في أيامنا الحاضرة. فئة من يقول ما يفعل ويفعل ما يقول. ويتحمّل المسؤولية في القول والفعل. لم يقتصر القول عنده على الاداء الإعلامي وحده او على الالتزام الفكري والسياسي، ولا شغله النضال عن التأليف والانتاج الادبي" مشيرا الى ان ماجد كان يربط القول بالفعل في التزامه الحياتي الكامل. فـ "المفوض السياسي في قوات المقاومة الفلسطينية لم يكتف بالتوعية والتدريب وتخريج الكوادر، كان يدري ان تلك المسؤولية بمثابة قول- فعل يعاقَب عليه بالموت".

وفي سياق حديثه عن تجربة ابو شرار الاعلامية قال طرابلسي " تميّز عندي ماجد المسؤول الإعلامي بمدى ابتعاده عن الحماسة والشعارية. لم يكن من جماعة ثنائية الاحباط/ الظفراوية، اتكاله على الوعي، وعلى تسلل الوعى الى الممارسة النضالية، وتغذيته لها، وهاجسه السعي وراء الحقيقة وكشف الحقيقة للناس ومقارعة العدو بالحقيقة وهي امضى الاسلحة. الى هذا كله، كان ماجد يجد الوقت – والضرورة بالتأكيد - لأن يكتب نقدات وتعليقات ساخرة – لا يعفّ فيها عن احد او موقف او خطوة سياسة – ولو انه توسل لها الأسماء المستعارة".

وبعد استعراضه تجربة ابو شرار الفكرية والسياسية قال الباحث والكاتب صقر ابو فخر ان ماجد لم يكن مثقفًا معزولا، بل عاش بين أبناء شعبه يومًا بيوم، وكان خلاصة زاهية للأديب الحالم وللمناضل والقائد السياسي والحقيقة الجلية ، كان سياسيًا بمخيلة أديب، ومناضلا بروح وثّابة، أي بروحِ شاعر غاضب، وكاتبًا نقديًا برهافة فنان ثم تساءل: من اغتال ماجد أبو شرار في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1981؟ ثم افاد بان الموساد اغتاله بالتأكيد لكن هناك من سهّل للموساد اكتشاف مكانه "خصوصًا إذا علمنا أنه وصل إلى روما بجواز سفر معين وباسم محدد، ونزل في فندق فلورا بجواز سفر مختلف وباسم آخر" واستطرد قائلا "بعد ست وثلاثين سنة على ذلك اليوم الحالك لم يُكشف السرُّ بعد، ولم يُزح النقابُ عما جرى في روما آنذاك حين كان ماجد يشارك في ندوة لنصرة الشعب الفلسطيني إلى جانب روجيه غارودي وفانيسا ريدغريف والمطران إيلاريون كبوجي. وباغتياله بات ماجد أبو شرار شوطًا أصيلا في سلسلة طويلة من الشهداء .

وتطرق الناشط احمد الفاعور في مداخلته للعلاقة بين الفكر والتنظيمات السياسية وبعد اشارته لشهادات تناولت تجربة ماجد ابو شرار طرح سؤالا حول امكانية تصور حركة بلا فكر .

واستهلت الاعلامية انتصار الدنان الندوة الثانية التي اقيمت في مركز معروف سعد بمدينة صيدا في الحديث عن فهم ماجد ابو شرار للرواية الصهيونية كما ربطت بين اغتياله واستشهاد الكاتب وائل زعيتر في روما.

خلال مداخلته استعرض الباحث جابر سليمان ابرز المحطات الثقافية والسياسية في تجربة الكاتب ابو شرار متوقفا عند بدايات الشهيد الكتابية في مجلة الافق الجديد بين خمسينيات و ستينيات القرن الماضي وصدور مجموعة "الخبز المر" القصصية في وقت لاحق واشار الى ان المهام الاعلامية والسياسية التي تولاها الشهيد في الثورة الفلسطينية حالت دون تفرغه للكتابة الابداعية .

واكدت الكاتبة والناشطة جيهان حلو على اهمية الفكر المقاوم في المواجهة مما حول رموزه الى اهداف يتصيدها الاحتلال مشيرة الى ايمان ابو شرار بان الثورة علم، وشروط نجاحها تعتمد على الاستراتيجية الواضحة والبرامج القائمة على فهم الواقع وعلى استعمال الادوات المناسبة لاحداث التحولات الثورية.

والقى الناشط الشبابي في مخيم نهر البارد وائل فرغاوي مداخلة حول اهمية الصدق والشفافية في حياة المثقف والمناضل الملتزم مشيرا الى ان الشهادة نتيجة التقاء الصدق والعشق في وجدان المثقف الثائر.

واعلنت جمعية "احلام لاجئ" خلال زيارة جموع من شبيبة المخيمات الى مقبرة الشهداء في بيروت ـ بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في لبنان احياء للذكرى ـ عن اطلاق فوج الشهيد ماجد ابو شرار .

والقت مديرة جمعية ماجد ابو شرار الاعلامية سماء ابو شرار كلمة شكرت فيها الناشط الاجتماعي محمد عيد على دوره في اعادة ترميم ضريح الشهيد وجمعية احلام لاجئ على اطلاقها الفوج .

واشار عيد في كلمته الى اشرافه على كتاب "الخطاب الإعلامي للشهيد ماجد ابو شرار - مشروع النهوض الوطني الفلسطيني " الذي يعده الباحث والمؤلف بشير شريف البرغوثي .








تعليقات: