الحدائق الخضراء تنتشر في بنت جبيل وتجار الشتول يشكون الغلاء


بنت جبيل ـ

تغيّرت معالم معظم منازل بنت جبيل، فبعدما كثُرت في الفترات السابقة الأراضي المتروكة، عادت غالبيّة المغتربين المنتشرين في أميركا وأوستراليا ودول الخليج العربي وأفريقيا للاهتمام ببيوتهم، إذ يعكف بعضهم على إنفاق الأموال على زراعة الأنواع المختلفة من الأشجار حول المنازل. وقد اختلفت ألوان الأشجار وأنواعها، إذ فضّل البعض زراعة أشجار النخيل، فيما انشغل بعضهم الآخر بزراعة الأشجار المثمرة.

وفي مقابل هذه الطفرة التي يحرص الأهالي على انتشارها، أهملت المجالس البلدية في المنطقة تشجير الطرقات ومداخل القرى والبلدات. ومن قام منهم بغرس بعض الأشجار تركها ولم يولها اهتماماً كافياً، إلى أن «تيبّست». غير أنّ الوضع لم يكن كذلك في جميع البلدات، إذ تشهد بعضها، ولا سيّما تبنين وبرعشيت، تبدّلاً لافتاً في مداخلها، حيث عمدت مجالسها البلديّة إلى تزيينها بالأشجار وإنشاء أحراجٍ صغيرة، جعلتها في مصاف الحمى الحرجية التي تحتاج إلى عناية واهتمام دائمين.

من جهةٍ ثانية، تراجعت نسبة بيع الأشجار لدى تجار الشتول في بنت جبيل، نتيجة ارتفاع أسعارها والإقبال الخفيف عليها، بسبب تغيّر أولويّات أهالي المنطقة وانشغالهم في إعادة إعمار منازلهم، يضاف إليها ما ألحقته حرب تموز من خسائر مالية كبيرة بعدما تعرضت الشتول للقصف والحرائق، ويبس الكثير منها بسبب عدم إمكان الاعتناء بها في أثناء الحرب. وفي هذا الإطار، يشير التاجر محمد حسين شبلي، الذي بدأ تجارة بيع الشتول في بلدته كونين بعد التحرير عام 2000، إلى أنّه فقد أثناء الحرب الأخيرة فقط أكثر من 4000 شجرة ولم يحصل على أي تعويض. ويبيّن أن «سعر شجرة الزيتون الصغيرة الأكثر مبيعاً ارتفع من 7000 إلى 15000 ليرة، ما أثّر كثيراً على المبيع وخصوصاً من تهدّمت منازلهم. ويلفت شبلي من جهة ثانية، إلى أنّ الباقين من أصحاب المال يفضلون شراء شتولهم من التجار الكبار خارج منطقة بنت جبيل.

تعليقات: