حفل إطلاق كتاب صدى القيد في مركز معروف سعد


أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منطقة صيدا حفلًا لإطلاق كتاب صدى القيد للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في مركز معروف سعد الثقافي في مدينة صيدا، لمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وذكرى إعدام رمز الترانسفير الصهيوني رحبعام زئيفي.

حضرالحفل ممثلو القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، و اللجان الشعبية، وشخصيات وطنية و اعتبارية، وعدد من قيادة و كوادر الجبهة، و حشد جماهيري.

استهل الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وبكلمة ترحيبية بالحضورقدمتها الدكتورة انتصار الدنان، حيث اعتبرت أن الوزن التاريخي والوطني لأبي علي مصطفى جعل الرد يأتي عبر اغتيال شخصية صهيونية وازنة في دولة الاحتلال، التي ما زالت تفاصيلها مجهولة حتى الآن، التي مازالت تشكل نقطة بارزة في التصدي للاحتلال.

ثم كانت كلمة الكاتب والأديب المثقف الأستاذ نصري الصايغ، حيث قال: لقد أدخلني الكتاب إلى السجن، وبكل أسف نجح في أسري، الآن صرت أعرف السجن، نمت على الأرض، نمت تحت الأرض في مقبرة لسكنى الأحياء، تعرفت على الجرذان والقوارض، تعرضت للضرب و التعذيب، و الغريب أن أحمد السعدات لا يكتب تجربته، لا أنا واحدة في الكتاب، يكتب وكأنه خارج السجن بصفة مراقب، لا بوضعية أسير. يصف السجن، يصنفه و يرويه ، يشرحه، يسمي الأشياء بأسمائها ينقل المعاناة بموضوعية، كتابة بلا غضب، كأنه مجرد خبيرعام، لا كمقيم يعاني، أية قوة يمتلكها هذا القائد حتى يجد نفسه يقدم قضيته. كما أشار إلى أن هذا الكتاب دليل على انتصار الحياة و ارادة البقاء و الايمان بالقضية ، و اليقين بالانتصار ، و هو شهادة على سقوط العدو الصهيوني الأخلاقي وصمت الضمير العالمي و فقدان الأمل في عرب لا يمتون بصلة إلى ماضيهم أو حاضرهم أو مستقبلهم. غريب هذا الفلسطيني، إنه وحيد إلى درجة تسمح بشتم أبناء جنسي عن بكرة حروبهم و طوائفهم و مذاهبهم و فقههم و أنظمتهم ... يا للعار !!

كتابة تسجيل للخروقات القانونية لدولة العدو، للاعتداءات الصارخة على القوانين الدولية و مطالبات دؤوبة عبر حركة الأسرى لتحسين شروط الحياة داخل الأسر.

وتابع: تحية لأحمد السعدات قائدًا في الأسر. تحية للأسرى المناضلين في سجون الاحتلال ، تحية لرفاق وأهل الأسرى، وتبًّا لأنظمة الاستباحة العربية، ولا بد للقيد أن ينكسر.

ثم كانت كلمة الدكتور أيمن عقيل، حيث قال: يندرج كتاب "صدى القيد" فيما يمكن أن يطلق عليه بأدب المعتقلات، وقد أحسن المناضل أحمد سعدات صنعًا بالقول إن كتابه ليس سيرةً ذاتيةً وليس أرشيفا، وهو لم يتعمد أصلا تحضيرَ وثيقةٍ من نوعٍ ما. من زاويتي الخاصة، أرى أن التصدي لجلدِ التوثيقِ ينطوي على خطر تحويلِ العزل الإنفرادي إلى قضية إدارية تحوّل المتصدي لها، أي سعدات، إلى مجرد ملاحق "معاملات" أو محام إداري من نوع ما. سعدات مناضلٌ وأقصى ما يمكن للمناضل القيام به هو تسجيل مشاهداتِه. أمّا التوثيق فهو مهمة من يريدُ تسجيلُ نقطةٍ من داخل النظام، والدخولُ في النظام هو عينُ الخروجِ من فلسطين وعلى فلسطين، ذلك الخروج الذي لن يحدث على الإطلاق في سياق القضيةِ الفلسطينية، الوثيقةُ هي القضيةُ برمتِها. وعدالةُ القضية تملك أن تستبدل حقائق العالم النسبية بحقيقة إنسانية عابرة للجهات أو للزوايا التي يمارسُ البشرُ عادة من على شرفتها التنظيرَ والرؤى.

ثم كلمة مروان عبدالعال، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، حيث قال:

وأنا حينما قرأت الكتاب أحسست أن كاتبه أكثر حرية منّا ونحن أشد أسرًا منه، كما أن ما يميّز هذا الكتاب القيم التي يحتويها.

- القيمة الوطنية للنص المبني على سيرة جماعية لا تختصّ بشخص محدد إنما تختص بتجارب غيرية بعيدًا عن الإنفرادية، أو الأنانية السائدة في ساحتنا مع الأسف. لم يسرد لنا تجربته الغنية الواسعة والمفيدة في العمل السري والعلني، السياسي والكفاحي، العائلي والحزبي، الخاص والعام. لم يقل إن نصفه لبناني، وإن أمه من الكورة، شمال لبنان، بل أخذنا إلى العزل، بوصفه "مقبرة الأحياء" أو سجن في السجن.

حدثنا عن 52 أسيرًا اغتيلوا في السجن عمدًا، وعن كوزو أكوموتو الذي قام العدو بتشويه ذاكرته عن طريق العزل، ولم ينس فعنونو ولا الرفيق النموذج إبراهيم الراعي، والسائر على درب العكاوي والخواجا الذي لقبه بـ" فوتشيك فلسطين"، الرفيق الذي استشهد ولم يعترف، فكانت حياتهم تحاكي رواية" تحت أعواد المشانق" للقائد اليساري يوليوس فوتشيك الذي أعدم في سجون النازية.

2- القيمة الرمزية التي مثلت سرديات لفعل إنساني مهما كان صغيرًا، لكنه فعل انتصار على الذات، يجسد تلك الرومانسية الثورية بيومياتها داخل الزنازين، كالقمر والعصافير والشمس والرغيف والإبرة، رمزية السجن التي حولت النزلاء إلى أسرة واحدة، لذلك ليس غريبًا أن يكتب الذين في الأسر وثيقة الوفاق الوطني، حماة الوحدة الوطنية حين عجز عنها من هم الخارج، وحدة من دم وحلم وكبرياء صنعها الصمود في وجه الجلاد ولم يصنعها نظام ، دائماً هدف السجان تقسيمهم وترقيمهم وتوزيعهم إلى أمكنة وفصائل، وفصلهم وتوسيع الهوة بينهم، وليس غريبًا أن يقول أبو غسان للسجان: إن القائد مروان البرغوثي هو الذي يمثل الإضراب، اذهبوا إليه.

المصالحة أضعف الإيمان، ولكن لا يدرك الوحدة من هذا الإيثار ويدرك سر فلسطين فيه، بل إن الوحدة الحقيقية التي تؤسس لشراكة وطنية جماعية تنتصر لإرادة المقاومة . الوحدة المنقذ لمشروع الوطن وليس مشروع التسوية، مصالحة المصلحة العامة وليس المصلحة الفئوية ، تنهي الانقسام لكن ليس بالاقتسام .

تستعيد الذات الفلسطينية من براثن الأنانية التنظيمية والحسابات الفردية ، تنقذ الوجود من تحت ثقل الحصار والجدار والزنازين والقوانين الاحتلالية والاستيطان والتدنيس وطمس الذاكرة واحتلال الحياة، تلك التي نريدها أن تسعيد الحياة في عروق القضية، والأمل في عيون أبناء المخيم، وحدة الإرادة المستمدة من روح هؤلاء فمنحوا الوطن حريتهم، لأن الحرية مفهوم جماعي قبل أن تكون استقلالًا فردياً، فأبوا أن يستبدلوا حريتهم الشخصية بحرية وطنهم.

3- القيمة الروحية، كأنها أيديولوجية ثورية جديدة معجونة بطين الألم والأمل، وعتمة الزنازين ورطوبة الجدران والقهر، يدخل فيها من قال:" لا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها".

الفدائي الذي لم يمت الذي يبعث حياً بالجيل الفلسطيني الجديد الذي عندما يقرر فإنه يقف وراء يقينه حتى النهاية. هذه الروح التي تلد الرموز، كأبناء القدس وحراسها الذين قالوا دونها الروح، تماماً كما آخر فدائي نمر الجمل وهو ليس الأخير الذي امتشق سلاحه ووقف بقوة وراء يقينه النهائي عندما جهّز وخطط ونفذ.

وختم عبد العال، بتسجيل المواقف التالية

تعرضت الوفود العربية للإهانة الوطنية حين تنكر منظمو المهرجان الشبابي في روسيا لاسم وعلم وحضور فلسطين في مهرجان الشباب العالمي.

من هنا أريد أن أحيي كل الذين انتصروا لفكرة فلسطين كعنوان للثوريين، ووقفوا صفاً واحدًا من شباب فلسطين وشباب العرب، ومنهم الرفيقة الشابة الاتحادية لينا بعلبكي التي جسدت هذا التلاحم اللبناني الفلسطيني الأصيل، بنزعها العلم الصهيوني، الذين انتصبوا كالرماح كي ترتفع راية فلسطين، وحولوا جلسات المؤتمرات يوم فلسطين، قرارهم الشبابي الصائب والجماعي: "هذا مكاننا لا أحد ينافسنا فيه أو يدفعنا خارجًا"،

وأثنى على الموقف العربي الأصيل لرئيس مجلس الأمة الكويتي الذي وجه رسالة لدعاة التطبيع، أن لا مكان أينما نكون لقتلة شعب فلسطين. هذا درس تعلمناه من وديع: وراء العدو في مكان، فعلوا ما لم يفعله الاوباش، كل المحبة للشبيبة التي كانت على عهد أبي غسان: أينما نكون تكون ساحات النضال .

وسأل في النهاية: وإلا ما قيمة فلسطين بلا زهراتها وبراعمها وشبابها ؟













تعليقات: