يستقبلوه ودماء اطفال لبنان وفلسطين والعراق لم تجفّ

يا لهذه الأمة التي تفّرط بالسيف وتفرش السجاد الأحمر امام غازيها
يا لهذه الأمة التي تفّرط بالسيف وتفرش السجاد الأحمر امام غازيها


يا لهذه الأمة التي استهونت الهوان...

ها هي سيوف شيوخها وحكامها...

وها هي خيولهم ونساءهم وحناجرهم وصقورهم وتراثهم، ورقصات النصر والعزّة لديهم، تصبح ملهاة لسطانهم وتسلية لغزاتهم.

يا لهذه الأمة التي طالما وضعت شرفها دون سيوفها، فإذ بها تفرّط بالسيف، وتفرش السجاد الأحمر امام غازيها، وتجمع نساءها للاستماع الى محاضرة هذا الغازي عن الديمقراطية والعدالة والمساواة، بل وربما محاضرة في أصول الأسلام.

نسي شيوخ العربان وحكامهم ان الاسلام دين الديمقراطية، وان اكبر مؤتمر ديمقراطي سنوي يحدث في العالم هو اسلامي، يجمع الناس من مشارق الارض ومغاربها، بالوانهم وعرقياتهم وقومياتهم ولغاتهم المختلفة، حيث يجتمع هؤلاء في ارض جزيرة العرب، التي دنس الغزاة الجدد ارضها وعرضها وقدسيتها، ويدعون في حجهم الى قيام دولة العدل والكرامة والمساواة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم في حجهم يعلنون في صوت واحد ان لا الاه الا الله، وهم بهذا يعلنون ان لا كبير غير الله ولا طاعة الا له ولمن يحكم بإسمه وبعدله وتعاليمه وبطاعته ويتقي الله بخدمة عباده من ابناء رعيته.

فكيف لخصيان يغتصبون المُلك، ان ينصبوا إلاهاً يقدمون له خيرات المسلمين وحقوق ابنائهم واطفالهم على طبق من عقود، ويفرطوا بأقدس مقدسات المسلمين والعرب، ويفرطوا بثاني القبلتين لتصبح جزءاً من الدولة التي اعلن ولي نعمتهم جورج بوش يهوديتها.

كيف يرضى خدام الحرام ان يستقبلوا ممثل لنظام، كان ولم يزل رمزاً للقتل والتشريد والتدمير والتحقير لأمتهم، وحليفاً قوياً لألد اعداء امتهم ودينهم واخلاقهم وعاداتهم وتراثهم، كيف لهم ان يستقبلوه ودماء اطفال لبنان وفلسطين والعراق لم تزل لزجة على شفاهه، وانهار الدم الفلسطيني تستباح في خدمة تحقيق عنجهية غزوته - وليس زيارته - وهل اصبح دمنا وعرضنا وعزتنا وكرامتنا بهذا الرخص لدى هؤلاء الذين يغتصبون المُلك باسمائنا ؟؟؟

ان من يمثلنا هو من رفع رأسنا ودافع عن كرامتنا وواجه اعداء الأمة بالأصالة عنا وبالنيابة عن هؤلاء الخونة الذين يدعون الملوكية وهم في الحقيقة أقل ما يقال فيهم انهم انصاف رجال، بل هم انصاف خصيان وانصاف غلمان وأقرب ما يكونوا الى عبدة الأصنام والشهوات.

ان نعال المقاومين الشرفاء في لبنان، وغيرهم من المقاومين على مدى هذه الامة، تبقى اشرف من تيجان هؤلاء الحكام، خدام الحرام في طول هذه الأمة وعرضها

أما آن لأمة العرب ان تأخذ بثأرها من هؤلاء الحكام، وما آن لها أن تعلن قيامتها بعد الذي حصل في يوم من أيام تموز في لبنان ؟

تعليقات: