أطلاق مشروع أخضر على الحدود


عيتا الشعب:

أطلقت جمعيتا أخضر على الحدود والعمل البلدي في حزب الله في المنطقة الأولى برعاية النائب حسن فضل الله، وبالتعاون مع اتحادي بلديات بنت جبيل وجبل عامل و"الجمعية الوطنية لحماية وتنمية الثروة الحرجية والبيئية والحيوانية" ومؤسسة "جهاد البناء" وجمعيات "أجيال السلام لنزع الألغام" و"الجنوبيون الخضر" و"شيلد" و"أنصار السلام" و"كشافة الامام المهدي" و"كشافة الرسالة الاسلامية"، حملة "أخضر على الحدود" من بلدة عيتا الشعب الحدودية في قضاء بنت جبيل.

حضر الحفل المدير العام ل"جهاد البناء" محمد الحاج ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل المهندس عطالله شعيتو ورئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين ومسؤول العمل البلدي في "حزب الله" الشيخ فؤاد حنجول ومسؤول العمل البلدي في حركة "أمل" علي ديب ومسؤول المنطقة الأولى في "حزب الله" في الجنوب أحمد صفي الدين ورؤساء بلديات وفاعليات بلدية واختيارية وتربوية وثقافية وتعاونيات زراعية.

بداية آيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني، وعرض مصور عن أهمية المشروع والشجرة. ثم قال المدير العام ل"جهاد البناء": "اليوم سنكتب اول حروف القصة الجديدة ونسطر كلماتها بالأشجار التي سنغرسها هنا على الحدود مع فلسطين المحتلة".

وخاطب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله قائلا: "ها نحن اليوم يا سيدنا نعاهدك أن نداءك أصبح مشروعا متكاملا أولى بداياته ستنطلق من هنا من بلدة عيتا، وستمتد الى مزارع شبعا على طول الحدود. وهذا المشروع الذي نطلقه اليوم أخضر على الحدود، سيمتد لخمس سنوات حيث سنقوم بزرع مليون شجرة على الحدود وفي بعض البلدات والقرى".

بدوره، قال النائب فضل الله: "يطيب لنا من هذه البلدة المجاهدة عيتا الشعب، أن نطلق معا هذا المشروع لهذا العام، والذي يمتد إلى العام المقبل، وحمل عنوان "أخضر على الحدود" اقتباسا من كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهو استكمال لمشروع هذه المقاومة التي زرعت في هذه الأرض خيرة الرجال والدم الطاهر والشهداء، لتبقى لنا هذه الأرض حرة، وليبقى لنا هذا الشعب عزيزا. وعليه فإننا نزرع شجرا أخضر لتبقى هذه الأرض تنبض بالحياة، ولنواجه اليباس الذي أريد لهذ الجنوب بهذا المشروع الذي تقيمه وتنفذه هذه الجمعيات على مختلف مسمياتها".

أضاف: "علينا أن نجعل موضوع الشجرة والاهتمام بها جزءا من ثقافتنا في الجنوب ولدى الأطفال وأفراد الأسرة، ونحن نحمد الله أنه ومنذ انطلاق هذا المشروع منذ سنوات، والذي كان تحت رعاية سماحة الأمين العام لحزب الله، قد وفر بيئة ثقافية مؤاتية للاهتمام بالتشجير والزراعة والرعاية، سواء في المنازل أو الحقول وبمعزل عن المردود المادي، وإن كان له مردود من خلال الزراعة التي نريد أن نشجعها في الجنوب".

وتابع: "إن مسؤوليتنا في البلديات والمجلس النيابي والحكومة هو الاهتمام بالزراعة، ولقد سعينا على مدى السنوات الماضية لأن تكون لدينا موازنات للزراعة في لبنان، ولكن للأسف الاقتصاد في لبنان مبني على إهمال الزراعة والصناعة، ونحن من موقعنا كنا نسعى منذ سنوات ومنذ أن بدأ الانتظام في مؤسسات الدولة، أي منذ العام 1992، لأن نعطي الزراعة أولوية، واليوم قد عدنا من جديد إلى الانتظام المالي من خلال إقرار الموازنة، وسعينا في لجنة المال والموازنة إلى أن نعطي هذا الأمر اهتماما، ولكن كما هو معلوم أن الموازنة كانت مصروفة، وقالوا لنا ان انتظروا حتى عام 2018".

وأردف: "وعليه، فإننا في الموازنة المقبلة سنسعى من خلال الحكومة والمجلس النيابي إلى رفع موازنة وزارة الزراعة من أجل أن يصب ذلك في إطار تشجيع الزراعة على مستوى لبنان، سواء في الشجر أو في الحبوب أو في كل أنواع الزراعات. وفي هذا المجال لدينا زراعة أساسية في …في هذه المنطقة هي زراعة التبغ، ونحن نعتبر أن الأسعار لا تتماشى مع الجهد والسوق، وسنسعى أيضا في العام المقبل بجهدنا إذا تمكنا أن نزيد الأسعار قدر المتيقن، وقد راجعنا الكثير من المزارعين من الجنوب، وقلنا لهم سنحمل هذا الموضوع على عاتقنا، ولكن القرار في النهاية يكون في الحكومة وعلى مستوى الهيئة العامة ككل، ونحن بدورنا سنتابع هذه هي قضية ونواكبها إن شاء الله".

وقال: "نحن لدينا سنويا مشروع نصوب الزيتون والتشجير الحرجي، ونسعى لأن تشتري وزارة الزراعة ما يقارب مئتي ألف شجرة زيتون من مشاتل في الجنوب لتأخذها البلديات في جمعيتي العمل البلدي في حزب الله وحركة أمل وتوزعها على المواطنين. هذا يعني أننا نشجع المشاتل على الزراعة، لا سيما وأن الوزارة تشتري منها وتوزعها مجانا على المواطنين. ونحن سنسعى في هذا العام إلى زيادة حصة الجنوب، ففي العام الماضي وصلت إلى مئة وخمسين ألف شجرة، وهذا العام سنسعى لأن تصل إلى مئتي ألف، وفي السنوات الماضية وصلنا إلى مئتين وخمسين ألف شجرة زيتون نشتريها من الجنوب ونوزعها في الجنوب وبقية المناطق".

أضاف: "هذا إضافة إلى الأشجار المثمرة والأشجار الحرجية التي نحصل عليها من وزارة الزراعة، ونحن لا نتحدث عما نحصل عليه من سوريا وبطرق مختلفة، بل عن مسؤولية الدولة والوزارة المختصة، وبالتالي فإننا نؤكد على التعاون الكامل مع وزير الزراعة في هذا المجال. الحمد لله في السنة الماضية استطعنا أن نوزع الكثير، وفي هذا العام بدأنا بإعداد المشروع الجديد لهذا الشتاء، لنتمكن من توزيع الزيتون وبقية النصوب".

وتابع: "ان التنمية في لبنان بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص ما كان لها أن تتم لولا مظلة الحماية التي وفرتها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، والتضحيات الكبيرة التي دفعتها بلدات وقرى الجنوب في مواجهة العدو الاسرائيلي، لا سيما وأننا أصبحنا اليوم في أفضل حال أمان على امتداد منطقتنا العربية في هذا الجنوب وعلى مستوى الوطن، وهذا الأمان له ثمن دفعه شباب هذه المقاومة. لذلك، نرى هذا العدو الاسرائيلي يختبىء خلف الجدر ويحاول أن يبني اليوم جدارا عازلا في منطقة الناقورة والعديسة وكفركلا، وهذا الأمر أثير في الأمس لدى دولة رئيس مجلس النواب عندما اطلع النواب على تقرير يتعلق بهذا الملف".وقال: "في هذا الإطار، ومن هنا على الحدود، ومن عيتا الشعب البلدة التي هزم فيها العدو الاسرائيلي في عام 2006، نجدد التأكيد أن أي جدار عازل على الحدود مع فلسطين المحتلة يفترض ألا يمس بأي حبة تراب من أرضنا حتى تلك المتحفظ عليها في ما يعرف بالخط الأزرق. كذلك فإن الدولة والجميع في لبنان معنيون بمنع هذا العدو من التمدد إلى أي نقطة حتى لا تصبح أمرا واقعا، وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود واستنفار الحكومة للدفاع عن سيادتها، وليست السيادة فقط في ما يقوله البعض من كلام فارغ، بل إننا ومن موقعنا في المقاومة نريد أن يمنع العدو من القيام بأي خطوة يفهم منها أنه ثبت أي شبر أرض حتى متحفظ عليها، لأن الخط الأزرق ليس هو الخط الحدودي مع فلسطين المحتلة".

أضاف: "أما الذين يتكلمون عن السيادة والاستقلال فليأتوا إلى هذه المنطقة، لأن هذا موضوع أساسي وحساس، وإن كان يخبر في ظاهره عن خوف ورعب العدو من هذه المقاومة ومن هذا الجنوب، بأنه بات يبني جدرا عالية ليتحصن بها، فإنه في الوقت نفسه يمكن أن يخفي محاولة من العدو لتثبيت أمر واقع على الحدود، وهذا مرفوض وممنوع وقد أبلغت المقاومة الجميع بهذا الأمر كما فعل الرئيس نبيه بري بالأمس كذلك".

وختم: "نبارك للجمعيات التي ترعى ولأهلنا ولبلدياتنا ولهذه البلدة عيتا الشعب، بلدة المقاومة والجهاد والزراعة والتضحية هذا المشروع، ونحن معهم كما نكون في كل عام، ليكون لكل مواطن مئة شجرة بدل الواحدة، وليكون هذا الجنوب أخضر، ولتكون هذه الحدود قد أصبحت مكتسية بالخضار، ولنلبي جميعا دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله لزراعة كل شبر من أرضنا يمكن أن نزرع فيه".

وفي الختام توجه الحاضرون الى محمية شهداء المقاومة الاسلامية في البلدة، حيث زرعوا عدد من الاشجار، وعلى مرأى من أعين جنود العدو الإسرائيلي، في رسالة مفادها أن الارض التي ارادها هذا العدو جرداء، ستخضر بأيدي أبنائها.



تعليقات: