هل تنجح تجربة إعادة إدخال وعل الجبل الى محمية أرز الشوف ؟


هل تنجح تجربة إعادة إدخال وعل الجبل الى محمية أرز الشوف ؟

بسام القنطار

منتصف الشهر الماضي، بدأت المرحلة الأولى من مشروع إعادة إدخال وعل الجبل (الوعل النوبي) الى محمية أرز الشوف الطبيعية المحيط الحيوي Biosphere Reserve من خلال نقل قطيع من وادي رم في الأردن.

وصنفت اليونسكو من خلال برنامج الإنسان والمحيط الحيوي محمية الشوف المحيط الحيوي عام 2005 والتي تضم محمية أرز الشوف الطبيعية ومستنقع عميق و22 قرية محيطة.

تُعَد محمية أرز الشوف أكبر المحميات الطبيعية في لبنان إذ تبلغ مساحتها حوالي15647 هكتارًا، وتمتد من ضهر البيدر شمالًا إلى جبل نيحا جنوبًا ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 900 و2000 مترًا. تشتهر بغابات الأرز الثلاث الرائعة: غابة أرز معاصر الشوف، وغابة أرز الباروك، وغابة أرز عين زحلتا- بمهريه. تشكل هذه المحمية موقعًا ملائمًا للحفاظ على الثدييات المتوسطة الحجم كالذئب وقط الأدغال اللبناني، إضافةً الى أصناف متنوعة من النباتات البرية والطيور، وقد تم تصنيفها من قبل المجلس العالمي للطيور كمنطقة هامة للطيور...

وينتشر الوعل النوبي في شرق وشمال أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والجزيرة العربية، ويستوطن المنحدرات الشاهقة في الجبال ويتنقل في الأودية.

يتراوح طول جسمه بين 1.3 و1.4 متر، وذيله بين 12 و15 سم. ترتفع الاكتاف عن الأرض بين 60 و85 سم. يزن الذكر حوالي 75 كجم، والأنثى 55 كجم. القرن نصف دائري يتجه الى الاعلى ثم الى الخلف فالأسفل، وقد يصل طول قرن الذكر إلى 100 سم. يتباين لونه بين البني والرمادي، وأحياناً يكون ابيض على البطن أو رمادياً قاتماً. كما يتميز الذكر بلحية داكنة اللون.

يُعرف عن الوعل النوبي قدرته المميزة على تسلق الصخور الملساء في الأماكن المرتفعة، وخفته في القفز من صخرة إلى أخرى، وتصل القفزة الواحدة أحياناً الى سبعة أمتار. ويعود هذا إلى قوته الجسدية وحوافره التي تمكنه من التمسك بأي نتوء صخري.

تنضم الذكور إلى قطيع الإناث في فصل الخريف ويتم التزاوج. تحمل الأنثى حوالي خمسة اشهر ومع اقتراب موعد الولادة تترك القطيع إلى مكان بين الصخور لتضع وعلاً أو اثنين. تبقى الام إلى جانب صغارها لفترة قصيرة قبل ان تخرج برفقتها لتنضم إلى باقي القطيع. وبعد فترة تحصل عملية فصل داخل القطيع المشترك فتذهب الذكور الراشدة مع كبار ذكور القطيع لتؤلف قطيعاً واحداً، بينما تتجه الإناث إلى جهة مختلفة في انتظار لقاء الخريف القادم وفي مكان محدد سلفاً. يعيش الوعل النوبي من 10 إلى 18 سنة.

ويقتات الوعل بالقرب من المنحدرات الشاهقة على الأعشاب وأوراق الأشجار، علماً أن آخر ظهور لهذا النوع من الوعل في جبال لبنان العالية كان قد سُجّل في العام 1900 حيث انقرض بعد ذلك جراء الصيد وتدمير البيئة الطبيعية التي كان يتواجد فيها.

ويشكل مشروع إعادة إدخال وعل الجبل جزءاً من برنامج تعاون واسع بين محمية الشوف المحيط الحيوي، والجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن، ومحمية وادي رم، ومؤسسة أويكوس في إيطاليا. ولقد دعمت تنفيذه المؤسسة الإيطالية للتعاون ومؤسسة مافا السويسرية. كما وساهمت شركة طيران الشرق الأوسط بتحمل تكاليف نقل الحيوانات على متن طائرتين تابعتين لها.ولقد جرت مراعاة القوانين اللبنانية والدولية التي تنظم هكذا أعمال، بموافقة ودعم وزارة البيئة اللبنانية.

001 مساء الثالث عشر من شهر تشرين الأول وصل إلى لبنان من الأردن 12 وعلاً جبليا. ولقد جرى نقلهم إلى مسيّج تبلغ مساحته 3 هكتار يقع في بلدة عانا في البقاع، داخل محمية الشوف المحيط الحيوي.

ويقول مدير محمية أرز الشوف نزار هاني أنه خلال مرحلة التأقلم المؤقتة سيكون بإمكان فريق عمل المحمية مراقبة ودراسة الحيوانات من خلال زيارات دورية واستخدام كاميرات خاصة لهذه الغاية.

تجدر الإشارة أن ملكية الأرض المسيجة تعود إلى كارلوس إده الذي يساهم في مشروع اعادة إدخال الوعل إلى لبنان. وسوف تحدد أعمال المراقبة والبحث العلمي تاريخ المرحلة الأخيرة من هذه العملية، ألا وهي إطلاق الوعل الجبلي في الطبيعة.

وبحسب ما يشير هاني فإن هذا المشروع “يفتح صفحة جديدة في تاريخ الحفاظ على الطبيعة في لبنان تفتخر محمية الشوف المحيط الحيوي أن تضيفه إلى إنجازاتها”. وبالإضافة إلى الأبحاث العلمية وأعمال المراقبة، فإن نجاح المشروع بحاجة إلى تعاون وطيد مع السكان المحليين. وسوف تسعى المحمية إلى إشراكهم من خلال نشاطات متنوعة تهدف إلى توثيق العلاقة بينهم وبين الجار الجديد. وكذلك سوف تقوم بإصدار إرشادات عامة للسكان والسياح لتأمين سلامة وعل الجبل وجعل السياحة مستدامة تتطابق مع المحافظة على التنوع البيئي.

ودعا هاني المؤسسات والشركات اللبنانية إلى المساهمة في “عملية وعل الجبل”، من خلال الدعم المباشر أو بناء شراكات تهدف إلى تعزيز المرحلة الحالية، أو إلى استقدام أعداد أخرى من الوعل تساهم في تثبيت تواجد القطيع الأول المؤسس.

* المصدر: greenarea



تعليقات: