ديو المشاهير في نسخته الجديدة.. ما له وما عليه


بيروت:

في ظروف سياسيّة ضاغطة، انطلق برنامج "ديو المشاهير" مساء الأحد الماضي بعد تأجيل أسبوعين، ونجح في خطف اهتمام المشاهدين رغم أنّ المزاج العام كان يرجّح كفّة البرامج السياسيّة في الأيام الأخيرة.

البرنامج في نسخته الثانية عبر شاشة MTV يبدو متجدداً لناحية الإخراج الذي يحمل توقيع المخرج كميل طانيوس، والتقديم وحتى لجنة التحكيم بحضور المخرج صانع النجوم سيمون أسمر، الذي انضمّ إلى الفنان أسامة الرحباني والإعلاميّة منى أبو حمزة، فنجح في إضفاء ثقلٍ على البرنامج.

في حلقته الأولى، كان التطويل سيّد الموقف، 13 مشتركاً، مع 13 أغنية ولوحة استعراضيّة، وتعليق لجنة التحكيم، لتتخطّى مدّة السهرة 3 ساعات ونصف، بدت ثقيلة على المشاهد.

لم يكن بالإمكان تقليص عدد المشتركين، إذ أنّه كلما قلّ عدد المشتركين، تقلّصت حلقات البرنامج، وعليه كان على القيّمين عليه تقليص مدّة الحلقة من خلال تقصير مدّة الأغاني، ولجم ميل أعضاء اللجنة إلى التطويل.

وبالعودة إلى المخرج سيمون أسمر، فقد كان انضمامه إلى لجنة التحكيم، من عناصر الجذب التي يراهن عليها البرنامج، رغم أنّ كرسيه في اللجنة سيضعه وجهاً لوجه أمام ضيوف البرنامج من نجوم سبق أن اتهمهم بالجحود، وآخر اتهاماته كانت في برنامج "المكتب الثاني" مع الزميلين رجا نصر الدين ورودولف هلال، حيث قلّل من شأن الفنان عاصي الحلاني معتبراً أنّه لا يصلح ليكون عضو لجنة تحكيم في برامج الهواة، إلا أنّ ظهور عاصي كضيف للحلقة الأولى لم يلحظ أي نيّة لتصفية الحسابات من قبل الطرفين.

وتبدو تعليقات سيمون أسمر ذو الباع الطويل في عالم الفن، وأسامة الرحباني الذي اشتهر بتعليقاته اللاذعة التي تصل حدّ الشجار مع المشتركين عامل جذب في البرنامج، مقابل تعليقات منى أبو حمزة الدبلوماسية، في توزيع جيد للأدوار.

هذا العام، يراهن البرنامج على أسماء الضيوف من المطربين أكثر من رهانه على المشتركين، إذ يؤخذ على البرنامج في دورته الجديدة غرقه بالمحليّة، بعد أن كان خلال السنوات الماضية يستضيف نجوماً عرباً، إذ أنّ المشترك العربي الوحيد هو الممثل السوري أويس مخللاتي، الذي أظهر في برامج تلفزيونية عن موهبة في الغناء، لم يحسن استخدامها في أوّل حلقات البرنامج.

ومقارنة مع النجوم السوريين الذين سبقوه وآخرهم باسم ياخور وشكران مرتجى، تطرح علامات استفهام حول أسباب اختيار أويس الممثل الشاب الذي عرفه الجمهور العربي في مسلسل "نص يوم" وبعده في مسلسل "الهيبة" الذي عرض في رمضان الماضي، فهل هي الطلبات التعجيزية التي يفرضها نجوم الصف الأوّل في سوريا؟ أم أنّ البرنامج يراهن على النجوميّة التي حقّقها أويس في "الهيبة"؟

أما باقي المشتركين فمعظمهم بالكاد معروف في لبنان، منهم أرزة الشدياق التي عرفها المشاهدون في برنامج النكات "لول" قبل أن تنتقل إلى تقديم البرامج، مقدم البرامج في قناة MTV جيري غزال، الممثل الكوميدي بيار شماسيان، مقدمة البرامج رندا سركيس، ملكة جمال لبنان السابقة ساندرا رزق، مقدمة البرامج والممثلة ساشا دحدوح، الممثلة دجى حجازي، الممثل فادي شربل الذي يبدو أنّه سيخوض معارك كلامية مع أسامة قد تكون سيناريو محضّر سلفاً.

واللافت مشاركة النائب السابق مصباح الأحدب في خطوة جريئة من سياسي يشارك للمرّة الأولى في برنامج فني، وقد نجح الأحدب في خطف الأضواء بموهبته التي فاجأت المشاهدين، رغم أنّه كان من البديهي ألا يقبل سياسي بالمشاركة ما لم يكن يمتلك موهبة كبيرة بعيداً عن إطلالات تهزّ صورته ولا تخدمه بشيء.

أما أبرز المشتركين فهم الإعلامي رجا نصر الدين، الممثلة داليدا خليل، والممثل طلال الجردي، الذين تتخطّى شهرتهم حدود لبنان، إلا أنّ اللافت من سياق الحلقة الأولى أن لا وجود للمشترك المثير للجدل، فبخلاف الأخذ والرد بين أسامة الرحباني وفادي شربل، مرّت الحلقة بهدوء، لم يكن ثمة أداء مبهر بعيداً عن أداء مصباح الأحدب، كما تعذّر إطلاق التوقعات حول الإسم الذي تراهن عليه المحطة للبقاء إلى النهائيات.

تحدٍ جديد يخوضه برنامج منوعات في منطقة تعيش على صفيح ساخن، ويبقى الرهان على نسب المشاهدة التي ستحسم ما إذا كانت مغامرة المحطة ناجحة أم لا.

ملاحظات على هامش الحلقة الأولى:

-تفوّق النائب السابق مصباح الأحدب في الغناء لم يكن السّبب الوحيد الذي جعل متابعو البرنامج يتكهّنون أنّه سيبقى إلى الحلقات النهائيّة، إذ أنّ إقصاء النائب من أوّل الحلقات يبدو أمراً مستبعداً خصوصاً إذا نجح في تجييش ماكينته الانتخابية.

-كان لافتاً أداء معظم المشتركين السيء على المسرح، ما يطرح السؤال حول معايير اختيار المشتركين، فهل يتم إغفال الصوت لصالح الشكل أو الشهرة مثلاً؟

-اصطناع الممثل طلال الجردي النكتة لم يكن موفّقاً وبدا مفتعلاً، ما يفقد البرنامج عنصر المشترك الطريف الذي كان يعوّل عليه في كل موسم، إلا في حال نجح الممثل الكوميدي بيار شماسيان في تعويض النقص.

-التركيز على العنصر النسائي بدا مقصوداً هذا العام، من خلال حشد جميلات الشاشة، فهل يشفع جمالهن لهن؟

-رغم الانتقادات التي لا بد منها، يبقى البرنامج محطّة ترفيهية راقية بالفكرة والتنفيذ والأهداف.

* المصدر: سيدتي

تعليقات: