مستشفى رفيق الحريري الجامعي
في حادثة تتكرر دائماً في المستشفيات اللبنانية، نشر رئيس جمعية سعادة السماء الأب مجدي علاوي، عبر حسابه على مواقع التواصل الإجتماعي، شريط فيديو يُظهر رفض مستشفى بيروت الحكومي إستقبال مريض كان الأب علاوي قد نقله إلى قسم الطوارىء فيها، بالإضافة إلى إشكال حصل مع رجال الأمن المولجين حمايتها، سائلاً: "مستشفى الحريري الحكومي هي مستشفى حكومي؟ وهل هكذا يتعرض رجال الأمن للكهنة؟ (جيبولن دورية)، مؤكداً أن الجمعية "ستبقى الصوت الصارخ في البرية وستقف الى جانب كل إنسان أيً كان لونه او دينه وسنكون محاميين لكل انسان بحاجة".
في حديث لـ"النشرة" لمعرفة ما حصل، كرر الأب علاوي السؤال عما إذا كانت المستشفى مستشفى حكومي أم مؤسسة خاصة، موضحاً أن ما حصل معه يعود إلى رفض المستشفى إستقبال أحد المرضى قبل دفعه قيمة التأمين، قائلاً: "هو مواطن لبناني وأنا لست مسؤولاً عنه".
وأشار الأب علاوي إلى أن المريض المذكور هو مشرد، يقيم في منزل "بيت الله محبة" التابع للجمعية، تعرض لعارض صحي إستدعى نقله إلى المستشفى، لافتاً إلى أن الطبيب رفض الكشف عليه إلا بعد مرور ساعة ونصف الساعة، قام خلالها الأب علاوي بالإتصال بمكتب وزير الصحة العامة غسان حاصباني، كاشفاً أن رجال الأمن المولجين حماية المستشفى، الذين وصفهم بـ"الزعران"، تهجموا عليه، سائلاً: "من المسؤول عن هؤلاء؟"، مشيراً إلى أنه بعد ذلك نقل المريض إلى مستشفى البوار ومن ثم مستشفى هارون بسبب عدم توفر مكان.
في الجانب المقابل، تستغرب إدارة المستشفى، في حديث لـ"النشرة"، ما حصل، لا سيما نشر فيديو الحادثة على مواقع التواصل الإجتماعي، مؤكدة أنه تم إستقبال المريض المذكور كغيره من المرضى الذين يأتون إلى المستشفى، مشيرة إلى أن وضعه الصحي كان مستقراً، إلا أن الأب علاوي رفض دفع فاتورة الطوارىء، البالغة 30 ألف ليرة لبنانية، المفروضة من قبل وزارة الصحة العامة، على أن يتم أخذ ملفه إلى الوزارة في اليوم التالي في حال كان وضعه الصحي يستدعي دخوله المستشفى.
وأشارت الإدارة إلى أن المستغرب هو البدء بالتصوير منذ لحظة الدخول إلى المستشفى والتهجم على أحد الممرضين، مشددة على أنه لم يحصل أي تقصير وطبيب الطوارىء كشفه عليه مباشرة لدى وصوله، وبالتالي لم يكن هناك ما يستدعي وقوع أي إشكال، لافتة إلى أن الأب علاوي كان قد أخذ المريض نفسه، قبل إحضاره إلى مستشفى بيروت الحكومي، إلى مستشفى بعبدا ومستشفى الكارنتينا، ولو كانت حالته طارئة ما كانت إدارة المستشفيين لتسمح له بالمغادرة، مضيفة: "الفريق الطبي الذي كان موجوداً في الطوارىء بادر، بعد رفض دفع الفاتورة، إلى الإتصال باللجنة الدولية للصيب الأحمر لتغطية الحالة، والأخيرة وافقت إلا أن الأب علاوي رفض وأصر على نقله إلى مكان آخر".
على صعيد متصل، أكد مصدر في مكتب وزير الصحة العامة، عبر "النشرة"، أنه بعد الإتصال به من قبل الأب علاوي في الساعة الثانية فجراً تمت معالجة المشكلة، حيث تم إدخال المريض إلى المستشفى.
ورداً على سؤال حول ما حصل من تهجم من جانب رجال الأمن المولجين حماية المستشفى، أشار المصدر إلى أن أي مواطن لديه شكوى ما يستطيع أن يتقدم بها إلى الوزارة حيث يتم تسجيلها في الديوان ومن ثم يصار إلى التحقيق بها، كاشفاً أنه سيتم إعتبار ما نشره الأب علاوي بمثابة "شكوى"، وسيتم الإتصال به من أجل تقديم إفادته، كما سيطلب من المستشفى تقديم ما لديها حول الحادثة.
وبعد رواية المستشفى، أوضح الأب علاوي أن مبلغ 30 ألف ليرة لبنانية طلب لفتح ملف فقط، وتم إبلاغه بأن أي خدمة ستقدم في الطوارىء يجب أن يدفع ثمنها، مشيراً إلى أن أحد الموظفين كان يؤكد له بأن المستشفى إدارة خاصة، كما نفى أن يكون الطبيب قد كشف مباشرة على المريض، لافتاً إلى أن هذا الأمر لم يتم إلا بعد الإتصال بمكتب وزير الصحة العامة، كاشفاً أن المريض هو حالياً موجود في غرفة العناية بمستشفى هارون، ما يؤكد أن حالته كانت طارئة.
على صعيد متصل، أكد الأب علاوي نقل المريض إلى مستشفى الكرنتينا في البداية، حيث تم إبلاغه أن حالته تحتاج إلى غرفة عناية ولا يوجد مكان لديها، والأمر نفسه حصل مع كل من مستشفى بعبدا ومستشفى البوار، موضحاً أن كل المستشفيات الأخرى لم تطلب منه أي تأمين.
تعليقات: