رحل ابو مهدي في حادث غريب.. أدار السيارة وهو تحتها فحلّت الكارثة


أراد اصلاح عطلٍ في باص لنقل الطلاب، تمدد أسفله بين العجلتين بعد ان وصل البطارية بالـ «مارش» من دون الانتباه ان «الفيتاس» في وضعية القيادة، ما ان أدار السيارة وهو تحتها حتى انطلقت ودهس بعجلتها، قبل ان ينقل الى المستشفى ويفارق الحياة نتيجة تفتت طحاله واصابته بنزيف داخلي. هو رضوان عطا الله غريب (ابو مهدي) معلم الكهرباء في بلدته شقرا الجنوبية.

دهسٌ قاتل

" ارجوك أسرع، بطني تؤلمني"، آخر الكلمات التي لفظها أبو مهدي الوالد لثمانية ابناء من زوجتين، بحسب ما قاله شرطي البلدية حسان نصار لـ"النهار" حيث شرح " عند حوالي الساعة السابعة من صباح امس تلقى ابو مهدي اتصالاً، أخبر خلاله ان عطلاً طرأ على خزان وقود باص وهو يحتاج الى اصلاح، انتقل الى المكان، تمدد على ظهره اسفله لاصلاحه قبل ان يقع ما لم يكن في الحسبان وينطلق الباص من دون سائق مسافة مترين، دُهس في بطنه، نقله مالك المركبة الى المستشفى، كان لا يزال على قيد الحياة، حاول ان يحدثه طوال الطريق كي يبقى على وعيه حيث كان يتجاوب معه". وأضاف " توجهت الى المستشفى شاهدته خلف زجاج غرفة العمليات فأشار لي ان ضغط دمه منخفض، قبل أن يفارق الحياة".

رحيل الكادح

اضافة الى عمله في الكهرباء، عمل ابو مهدي (53 عاماً) جابياً في البلدية، واشار نصار " كان كل همه تأمين قوت أبنائه، فهو رجل كادح، محبوب من جميع معارفه، نأسف ان يفارقنا بهذه الطريقه المأساوية".

ولفت" لم يظهر على جسده اي علامات للاصابة، كان تأثيرها داخلياً، فقد فتت طحاله واصابته بنزيف"، مخفر تبنين فتح تحقيقاً بالحادث. وبحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار"، فان " التحقيق لا يزال مفتوحاً، في انتظار الاستماع الى افادة عائلة غريب، ومع هذا يمكن القول انه حادث عمل، لذلك لم نوقف مالك الباص الذي ادلى بافادته".

رحل غريب في حادث غريب، بعد أن خطفه الموت من أحبابه وهو يمارس مهنته، كان يسعى وراء رزقه من دون أن يتوقع ان هفوة بسيطة ستكلفه حياته وتنهي مسيرة رجل كتبها بكدٍ وجهدٍ وعرق جبينه!

تعليقات: