وداد يونس: في تكريم الأديبة الروائية أملي نصرالله


حين وُلِدَت مع أوائل الثلاثينيَّات لم يدُرْ ببالِ أحدٍ من عائلتها أو من قريتيها الجنوبيَّتَين، كوكبا والكفير، إنَّ تلك الطفلة المُسمَّاة "أميلي"، المولودة آنذاك في ظلِّ تقاليد وعادات وخرافات متحكِّمة بعقل مجتمعنا اللبناني بعامة ومنه الرِّيفي بخاصة، كحرمان المرأة من التعليم واقتصار هذه الميزة على الذكور فقط، وزواج الفتاة في سِنٍّ مُبكرة، على سبيل المثال، سوف يكون قلمُها، فيما بعدُ بقليل، كما الضوء.

ضوءٌ ستُسلِّطُه "أميلي" على تلك العادات والتقاليد والخرافات لتكشف أثرها السلبي على نفسية وشخصية المرأة الرِّيفية في القرى، وعلى المجتمع ككل. فإدراكها الباكر لأهمية دور المرأة في تربية الأطفال، والذي يُعَدُّ بالنسبة لها الأقوى والأبرز لجهة التأثير على شخصيتهم، جعلها ترفض بقاء المرأة رهينة لضغوط تلك العادات والتقاليد التي كانت تحول دون امتلاكها للمقومات التي من شأنها أن تؤهلها لتربية أطفال أسوياء.

وأيضاً،

لتكشف أثر تلك الضغوط السلبي على الرجل الريفي بدوره، ذلك الأثر الذي رأيناه ونراه متجسِّداً بهجرة الرجال من القرية إلى المدينة أو الخارج، وبتحوُّل القرية، بفعل تلك الهجرة، إلى محطة صيفية للمهاجرين كما هي محطة صيفية لطيور أيلول.

مؤلَّفات الأديبة والصحافية "أميلي نصرالله" تزيد عن الثلاثين.

عن روايتها الأولى "طيور أيلول" قال ميخائيل نعيمة: "طيور أيلول معرض فني للقرية اللبنانية في شتَّى مظاهرها، إنه لكسب للقصة في لبنان".

تُرْجِمت أعمالها إلى عدة لغات أذكر منها: الألمانية، الإنجليزية، الدانماركية، الفنلندية، التايلاندية والإيرانية. هذا فضلاً عن "قيام الهيئة الوطنية للأونيسكو" بإطلاق رواية "طيور

أيلول" مطبوعة بصيغة "البرايل" للمكفوفين.

نالت العديد من الجوائز نذكر منها:

"جائزة الشّاعر سعيد عقل"، "جائزة مجلّة فيروز"، "جائزة جبران خليل جبران" من رابطة التّراث العربيّ في أوستراليا و"جائزة مؤسّسة:(IBBY)" العالميّة.

كلمة ألقيتها خلال تقديمي الحفل التكريمي للأديبة اللبنانية العربية والعالمية ابنة الجنوب "أميلي نصرالله" بمناسبة نيلها مؤخَّراً "ميدالية غوته" الألمانية، والذي أُقيم في مركز جمعية التَّخَصُّص والتوجيه العلمي في بيروت، وتمَّ تنظيمه من قبل المجلس الثقافي للبنان الجنوبي بالإشتراك مع المنبر الثقافي لجمعية التخصُّص والتوجيه العلمي، وجمعية بيت المصور، ومؤسسة نجوى القلعاني، وجمعية تقدم المرأة في النبطية.

بعض اللقطات من حفل التكريم















تعليقات: