صبحي القاعوري: علي عبدالله صالح واتفاقه الخاسر ‎

علي عبدالله صالح.. حكم اليمن لأكثر من 3 عقود
علي عبدالله صالح.. حكم اليمن لأكثر من 3 عقود


اتفاق المرحوم علي عبدالله صالح مع مخابرات احدى الدول العالمية ، الإنقلاب على حلفائه الحوثيين مقابل الإفراج عن ال 60 مليار دولار المودعة في حسابه لم يصمد 48 ساعة .

علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن لأكثر من 3 عقود، كان آخر همه الوطن والمواطن ، قضى حياته في الحكم وكان جل اهتمامه كيف يجمع ثروة كبيرة من هنا وهناك .

كل التقارير الدولية كانت تؤكد ان اليمن الدولة الأولى في الفساد المالي والإداري ، وهذا ما كان يريده علي عبدالله صالح ، ليبقى السائد في المجتمع اليمني والوحيد في الحكم بعد أن أوكل الى أولاده وابناءٌ عشيرته واخوانه الغير اشقاء مهمات وقيادة الألوية في الجيش والحرس الجمهوري .

علاقته بالمملكة العربية السعودية كانت جداً ممتازة ، ولإستغلال هذه العلاقة تحرك نحو سلطنة عمان لتحديد الحدود مما حدا بالمملكة السعودية التحرك لتفعيل الطائف عام 1934 بضم عسير ونجران وجيزان الى المملكة ، وحتى يصمت علي عبدالله صالح ابتز المملكة بدفع اموال له ( على ذمة الرواة ) ، وبعد هذا كان حليفاً للسعودية لأكثر من عقدين ، والطبع غلب التطبع ، حيث أن من طبع صالح الإنقلابات وبدون اسباب ، إلا لسبب هو يقصده ، انقلب على المملكة .

علاقته بالكويت كانت ممتازة ، وبدون سابق إنذار ، انقلب عليها عندما قام المقبور صدام حسين بغزوها ، حيث أخذ موقفاً من اغرب ما يكون ، لقد عارض الإحتلال وأيد صدام .

وكثير من المواقف التي اعلنها صالح الإنقلاب على شركائه في الحكم من أبناء الجنوب وغيرهم من المحافظات .

لقد أعلن علي عبدالله صالح الحرب على الحوثيين 6 مرات من 2004 الى 2010 لطلب ود ورضى المملكة العربية السعودية وللحصول على دعم وامدادات من السعودية ودوّل الخليج بإعتبار الحوثيون قوات خارجة عن النظام ، وقد خسر صالح كل الحروب مع الحوثيين .

ولم يطل طلب ود المملكة كثيراً حتى انقلب عليها ، وساءت العلاقة بينهما ، ورأى في الحوثيين قوة قد يستفيد منها فتحالف معها ، وكما سبق فإنه يتغير في الوقت الذي هو يريده ، ولكن سؤ علاقته بالمملكة هذه المرة تحركت الولايات المتحدة بناءاً على تقارير دولية موثقة بأن علي صالح وحكومته الأولى في العالم في الفساد ، وقد حجزت المليارات ال 60 التي يملكها ارصدة في البنوك ، ووجهت

له تهم : تهديد السلام والأمن والإستقرار ( في 14ابريل 2015 ) وكانت العقوبة : تجميد الأرصدة ، حظر توريد الأسلحة وحظر السفر للخارج .

وكما سبق بأن صالح لا يهمه سوى المال ، عقد صفقته مع مخابرات الدولة العالمية للإنقلاب على حلفائه الحوثيين مقابل رفع الحظر عن الأرصدة والسفر ، ولكن لم يصمد هذا الإتفاق لأن علي صالح لم يأخذ عبرة من حروبه مع الحوثيين ، فكانت النتيجة قتله عند تهريبه .

اللهم لا شماتة ، ولكن هذه نتيجة كل ظالم ، وكل جامعٍ للمال على حساب الوطن والمواطن ، ولا يعرف من سيستفيد منه الآن ، كما الحال مع القدافي ، ولعل يتعض بعض الحكام .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: