زحمة وجوه جديدة تطيح نواب برلمان 2009


في شهر أيّار 2018، يُسلّم نواب "2009" مفاتيح مكاتب المجلس الى خلفائهم "الفائزين" في الانتخابات ليبدأ معهم عهد نيابيّ جديد تُطوى من خلاله صفحة سوداء في تاريخ السّلطة التشريعيّة التي مَدّدت لنفسها ثلاث مرّات في خطوات تعدّت فيها على صوت الشّعب اللبنانيّ وعلى ميزة النظام البرلماني الديمقراطي الذي لطالما تغنّى به لبنان وتألّق به مقارنة مع المنطقة العربيّة.

الانتخابات النيابيّة المُنتظرة، ستكون من أصعب الاستحقاقات، وستُفجّر الكثير من المفاجآت، خصوصاً أنّها تُجرى للمرّة الاولى وفق قانون انتخابي جديد قائم على النسبيّة، يعقد اللبنانيّون آمالاً كثيرة عليه، لناحية تحقيق صحّة التمثيل وأكبر قدر مُمكن من الشفافيّة والميثاقيّة. ومن المتوقع أن يُساهم هذا القانون في ولادة مجلس نيابي جديد يجسّد خيارات اللبنانيّين وتطلّعاتهم، لصناعة مستقبل أفضل، قائم على التجديد والتغيير والتطوّر، تكون فيه الحقوق مُصانة والواجبات مُحترمة.

وفي هذا السّياق، رأت مصادر مُواكبة للملفّ الانتخابيّ، أنّ "مُهمّة مجلس نوّاب 2018 لن تكون سهلة، اذ عليه أن يُحسّن صورة البرلمان اللبنانيّ التي شوّهتها مُمارسات البعض طيلة فترة ولاية المجلس القانونيّة وغير الدستوريّة. وهذا ما ستحرص عليه القوى والاحزاب السياسيّة التي تأثّرت سلباً نتيجة تصرّفات مُمثّليها في المجلس النيابيّ، واهمال الكثير منهم لقضايا الناس الحياتيّة والاجتماعيّة، وغياب آخرين عن المشهد السياسيّ بشكل تامّ. فهناك من سافر ولم يعد، ومن طالت فترة نقاهته، حتّى إنّ هناك عدداً لا بأس به من النوّاب مجهولي الشكل والاسم عند اللبنانيّين، ما يُحتّم عمليّة تبديلهم".

وكشفت المصادر لـ"ليبانون ديبايت" عن أنّ "نفضة حقيقيّة سيشهدها مجلس النوّاب الجديد، إذ ستعمد الاحزاب الى اختيار مرشّحيها بدقّة، لاستعادة ثقة النّاس بمشروعها الوطنيّ. ولتحقيق هذا الهدف، ستقوم بجردة تتعلّق بكافة ممثّليها الحاليّين في البرلمان اللبنانيّ لغربلة من يستحقّ اعدة ضمّه في قائمة المُرشّحين، ومن ستستغني عن خدماته النيابيّة بعدما فشل في اتمام المهام الموكلة اليه، ولم ينل رضى الناس وثقتهم ولم يكن على قدر التوقعات فخذل فريقه، وأحرجه في محطّات عدّة".

وأكدت أنّ "القانون الانتخابي الجديد لا يكفل وحده بوصول وجوه جديدة الى البرلمان، بل ستعمل القوى السياسيّة على ترشيح اسماء ستخوض العمل التشريعي للمرّة الاولى لخلق نوع من الراحة والطمأنينة عند المواطن اللبنانيّ بأنّ المشهد برمّته تغيّر لبناء وطن أفضل".

وأكّدت المصادر أنّ "من أكثر التيّارات التي ستعمد الى ترشيح اسماء جديدة وتتخلى عن نوّابها الحاليّين، تيّار المستقبل خصوصاً في دائرة بيروت الثانية، علماً أنّ هناك بعض النوّاب الذين قرّروا مُسبقاً عدم الترشّح مثل النائب محمّد قبّاني. والامر نفسه بالنسبة الى القوّات اللبنانيّة التي ستدخل المعركة الانتخابيّة بأسماء جديدة في جزين، وزحلة، التي ستشهد النقلة الاكبر. وفي البترون، ستخلو اللائحة من اسم النائب انطوان زهرا الذي اعلن عن نيته عدم الترشح للانتخابات المقبلة، وغيرها من الدوائر التي ستشهد مرشحين قواتيّين جدد".

أما بالنسبة الى "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"الكتائب اللبنانيّة"، فهما حتى الان سيُبقيان على اسماء قديمة تمكّنت من كسب شعبيّة لافتة وتميزت بجهودها ونشاطها السياسيّ والميدانيّ، واهمها، وفقا للمصادر "كل من النوّاب ابراهيم كنعان، والان عون، وسامي الجميل، ونديم الجميل، وزياد اسود، وسيمون ابي رميا، وغيرهم. أما ورقتا التيّار الرابحتان سواء شعبيّاً أو سياسيّاً أي وزير الخارجية جبران باسيل والعميد المتقاعد شامل روكز، فهما من الوجوه الجديدة نيابيّاً المُرجح وصولها الى البرلمان".

وأضافت المصادر أنّ "ثمة ركود على خطّ حزب اللّه الذي سيُخصّص اجتماعات لبلورة الافكار حول المُرشّحين وسبل العمل في الدوائر، على أن يترك الاعلان عن الاسماء إلى بداية الربيع المقبل، على عكس حركة أمل. وتجري الحركة تغييرات جذريّة على مستوى تمثيلها النيابي في بعض الدوائر خصوصاً في الجنوب، وقد تكون وزيرة التنمية الادارية عناية عز الدين من الوجوه النيابيّة الجديدة". وتشير الى أنّ "تيّار المردة يدرس بدقة ايضاً وضع مرشحيه وحلفائه لاختيار اسماء محبوبة لدى الناس وقادرة على تأمين الاصوات وتحديداً الصوت التفضيلي".

ومن الاجواء الانتخابيّة ايضاً، هناك "الكثير من التوقعات التي تشير الى تسليم وتسلّم بين الزعماء والابناء، لاكمال المسيرة، ومن ابرز الاسماء طوني فرنجيّة وتيمور جنبلاط، وميشال معوّض"، وذلك بحسب المصادر التي توقفت ايضاً عند الكثير من النواب السّابقين والمُستقلين، وأفراد من المجتمع المدني، والمُنشقّين عن الاحزاب، ورجالات الاعمال، وحتى الاعلاميين الذين يتسابقون الى اعلان ترشحهم وستكون حظوظ الفوز عالية بالنسبة اليهم". وتصف هذه المصادر المشهد بـ"زحمة مرشحين"، اذ إن الجميع يريد أن يصبح نائباً، على أمل أن يكون عمله على قدر حماسه لتبؤ المنصب".

تعليقات: