تتكون القزحة من حبة البركة، طحين القمح، زيت الزيتون والسكر. وقد تضاف إليها المكسرات كالجوز والصنوبر، فتصبح إكسترا
منذ العام 1922 يصنع السبكي نحو 15 كيلو من القزحة كل 3 أيام (علي لمع)
لونها أسود. ومذاقها حاد، يمزج بين الحلاوة والمرورة. إذ إن مكوناتها، على بساطتها، حادّة أيضاً. مزيجها متماسك برقّة. تُقطع إلى مربعات صغيرة، فتُأكل في قضمة أو قضمتين قبل أن تتفتت. هي حلوى القزحة، فلسطينية الجذور، أخذت إسمها من مكونها الأساسي، القزحة، كما يسميها الفلسطينيون، والمعروفة بحبّة البركة أو الحبّة السوداء في لبنان.
في أوائل القرن الماضي، كان خضر السبكي، المعروف بأبو وهيب، يتردد إلى فلسطين للعمل برفقة أحد أصدقائه من آل حلاوة، وهو لم يتجاوز 13 من عمره. عاد السبكي الجد ليستقر في صيدا القديمة، وافتتح محلاً في شارع الحمّام الجديد، لبيع الحلويات ومن ضمنها حلوى القزحة، للمرّة الأولى في صيدا، بعدما تعلّم صنعها خلال سفره. منذ ذلك الحين، يقترن اسم القزحة في صيدا بعائلة السبكي، خصوصاً إذا كان الحديث عن الجودة و"الأصول" في صنعها. وعائلة السبكي متخصصة بصنع القطايف واللحم بعجين الحدف، إلى جانب القزحة.
تتكون القزحة من حبة البركة، طحين القمح، زيت الزيتون والسكر. وقد تضاف إليها المكسرات كالجوز والصنوبر، فتصبح إكسترا. القزحة محدودة الإنتشار في لبنان، وهي من أصناف الحلويات الخاصة بمدينة صيدا. وما زال ربات البيوت الصيداويات يصنعن القزحة يدوياً في بيوتهن ويتباهين في صنعها ويقدمنها ضيافة محلية في صبحياتهن وعصرونياتهن. واللافت أن الطلب على هذا الصنف من الحلو، رغم قدمه، مستمر بالكمية نفسها، بل يتزايد مع ازدياد وعي الناس بفوئد حبة البركة. فمن فوائدها الأكثر تداولاً، أهميتها في معالجة أمراض الجهاز التنفسي، من ربو وحساسية، فضلاً عن زيادة نوعية وكمية الحليب للأم المرضعة.
"لا تزعل ولا تبكي ما في متل قزحة السبكي"، ينشد حفيد أبو وهيب وابن محمود السبكي، أبو محمد، الذي تعلّم المهنة عن أبيه، الذي يبيع منتجات السبكي في مدينة صيدا حتى اليوم. وفي حين كان أبو وهيب يبيع أصنافاً متنوعة من الحلويات العربية سابقاً، غير أن القزحة هي الصنف الوحيد الذي استمر السبكي في صناعته، وبالكمية نفسها أيضاً، حتى اليوم.
منذ العام 1922، يصنع السبكي نحو 15 كيلو من القزحة كل 3 أيام تقريباً. وهو معدل يزيد بطبيعة الحال في الأعياد والمناسبات الخاصة. وتستمد قزحة السبكي تميّزها، وفق السبكي الإبن (73 عاماً)، من جودة مكوناتها، خصوصاً زيت الزيتون وطحين القمح. لكن، من يتحدّث مع السبكي الإبن، أبو محمد، يوقن أن جودة الطعم مستقاة من الشغف المقترن بصنعها، الذي يظهر على وجهه بابتسامة فخر عميقة، ونظرات دامعة ودافئة أثناء الحديث عن الماضي
* المصدر: المدن
تعليقات: