أهالي الخيام يطالبون الطوارىء بعدم التهور في القيادة وعدم ترك المصابين والجرحى على الأرض كما حصل

إعتصام أهالي الخيام شجباً لتصرفات الكتيبة الإسبانية بعد حادث السير
إعتصام أهالي الخيام شجباً لتصرفات الكتيبة الإسبانية بعد حادث السير


الخيام : أثار حادث السير الذي وقع بين ناقلة جند تابعة للكتيبة الإسبانية العاملة في اطار قوات الطوارىء الدولية في الجنوب، ووسيلة نقل طلاب من بلدة الخيام (قضاء مرجعيون) موجة استياء واستنكار وغضب لدى الأهالي·

حادث السير وقع عندما كان فان مخصص لنقل الطلاب متوجهاً إلى "مدرسة عيسى بن مريم" على مفرق دبين - مرجعيون، وكان المفاجىء ما تصرف به عناصر الدورية الإسبانية بعد حصول الاصطدام، حيث رد على ذلك الأهالي ونفذوا اعتصاماً احتجاجياً أمام مبنى البلدية·· وكادت القضية تفجر خلافات ومواقف من شأنها اضعاف الثقة بين الطرفين·

لم يكن غضب الأهالي سببه الحادث بحد ذاته، بل كان ناجماً عن الإستخفاف بحياة الأطفال، حيث أن عناصر الدورية الإسبانية التي صدمت الفان، لم يبادروا إلى تقديم العون والمساعدة للجرحى الأطفال، لا بل على العكس حاولوا مغادرة الموقع دون رقيب أو حسيب، والتشويش على الهواتف النقالة التي توقفت بسبب الأجهزة التي تملكها الكتيبة، مما حال دون الإتصال السريع بفرق المساعدة و"الصليب الأحمر اللبناني"·

وعلى الرغم من مرور أكثر من أسبوع على الحادث، فما زالت القضية تتفاعل، وتفاصيلها لم تنتهِ، وهي عالقة بين الأهالي والبلدية والكتيبة الإسبانية، ولم تؤدِ كل المراجعات والإجتماعات التي حصلت بين الطرفين، إلى أي نتيجة والوضع ما زال على حاله، ولم يتمكن المتضرر الأكبر وهو صاحب الفان حسن عكر الذي فقد مصدر رزقه الوحيد، من الحصول على أي تعويض وهو ينتظر الفرج، والدعم الفوري لكي يعود إلى عمله ليعيل عائلته المؤلفة من 6 أشخاص·

"لـواء صيدا والجنوب" جال في بلدة الخيام، واطلع على الوضع من نائب رئيس بلدية الخيام المهندس محمد عبد الله، الذي تابع ملف الحادثة وتواصل مع القوات الدولية، وخصوصاً الكتيبة الإسبانية بهدف إنهاء القضية عبر حصول المتضررين على حقوقهم، وكذلك صاحب الفان حسن عكر··

لقد أدى الحادث إلى جرح 10 طلاب من أصل 25 كانوا داخل الفان نجوا بأعجوبة من الإصطدام، ونفذ أهالي بلدة الخيام والقرى المجاورة، اعتصاماً أمام مبنى البلدية، وطالبوا بحل جذري للتصرفات غير المسؤولة للعناصر الدوليين، والتي من شأنها تعكير صفو العلاقات بين المدنيين والقوات الدولية·

والإعتصام ليس موجهاً ضد حادث السير بحد ذاته، والذي يمكن أن يقع في أي لحظة ومع أي كان، بل على ردة فعل عناصر الدورية وطريقة تصرفهم مع الواقع، فهم لم يبادروا إلى مساعدة الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات، بل عطلوا بواسطة أجهزة التشويش الموجودة في سياراتهم الإتصالات الخليوية، ولم يتمكن لا السائق ولا الذين هرعوا إلى المنطقة للمساعدة من الإتصال بـ "الصليب الأحمر اللبناني" وسيارات الإسعاف لنقل الجرحى والمصابين·

عبد الله

ويشدد نائب رئيس بلدية الخيام محمد عبد الله على "أن البلدية تنسق مع الكتيبة الإسبانية، التي قدمت اعتذاراً عن الحادثة، وقيادة القوات الدولية بهدف عدم تكرار ما حصل، لأن التصرفات التي تلت الحادث ساهمت في تواصل ردود الفعل المستنكرة، واعتبرها البعض بالغريبة ولا تليق بالمبادئ الإنسانية"·

وقال: نحن في البلدية طالبنا القوات الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة لحماية الأهالي من الحوادث الناجمة عن السرعة، وتجنيب وقوع أي احتكاك بين المدنيين والعناصر الدولية، وكذلك العمل على وقف التهوّر في القيادة وتخفيف السرعة، وعلى العناصر الدوليين الذين يتنقلون بين القرى الإنتباه وخصوصاً في الأماكن الضيقة، وعلى الطرقات العامة بهدف الحد من الحوادث والمخاطر الناجمة عن السرعة·

وأضاف: لقد صدر عن بلدية الخيام بيان استنكرت فيه الحادث الذي وقــــــــــــــع بتــــــاريخ 2008/1/22 حيث قامت ناقلة جند تابعة للكتيبة الإسبانية بصدم فان "مدرسة عيسى ابن مريم"، مما أدى إلى إصابة 10 أطفال بجراح تم نقلهم إلى "مستشفى مرجعيون الحكومي" و3 جرحى نقلوا إلى "مستشفى راغب حرب" في النبطية، حيث ما زالوا في المستشفى يخضعون للعلاج·

وأشار إلى "أن هذه الحادثة هي الرقم 17 وبالرغم من أن هذا الحادث هو حادث سير يقع مع أي كان، لكن تكرار الحوادث مع الشكاوى من المواطنين بسبب طريقة القيادة للدوريات، التي هي بسرعة عالية تضطر المواطنين غالباً إلى الخروج عن الطريق إلى الجوانب الترابية تفادياً للاصطدام"·

أما الملفت فهو أداء الجنود الأسبان عند وقوع الحادث، حيث قامت إحدى المدرّسات بإخلاء الجرحى وحملهم إلى خارج الفان، بينما الجنود واقفون دون أي تدخل للمساعدة، ولم يبادروا إلى استدعاء سيارة إسعاف، ولم يتجاوبوا مع طلب الأهالي لإطفاء أجهزة التشويش على الهاتف، كي يتمكنوا من الإتصال بـ "الصليب الأحمر اللبناني" لنقل الجرحى، إضافة إلى ذلك حاولوا المغادرة قبل وصول الخبير، مما استدعى منعهم من قبل الأهالي الذين هرعوا إلى مكان الحادث·

وختم البيان: من هنا نتساءل إذا كان هذا الحادث قد وقع في إسبانيا، والأطفال هم أطفال إسبانيا، هل سيكون الأداء مشابهاً أم أن أطفالنا هم من الدرجة الثانية ولا يستحقون أي اهتمام؟

وإننا إذ نؤكد استنكارنا الشديد لهذا الحادث، نطالب باتخاذ إجراءات متشددة من قبل قيادة القوات الإسبانية بحق المتسببين بالحادث، والعمل على وضع ضوابط صارمة لمنع تكرار حوادث مشابهة في المستقبل·

ودعا عبد الله "قيادة القوات الدولية إلى الإسراع في دفع التعويضات للمتضررين، وخصوصاً صاحب السيارة لأنه ليس لديه أي مصدر عيش آخر سوى نقل الطلاب"·

عكر

صاحب الفان حسن عكر، ما زال يستقبل المهنئين بنجاته من الحادث، روى لـ "اللـواء" كيفية وقوع الحادث، فقال: بينما كنت أنقل 25 طالباً في سيارتي إلى المدرسة، باغتتني على مثلث دبّين ملالة إسبانية كانت تقوم بأعمال الدورية، واتخذت أقصى اليمين، ولكن الآلية اجتاحت سيارتي وحطمت الجهة اليسرى منها· وعكر لا يريد سوى مواصلة عمله لمواجهة صعوبات العيش، وليؤمن مسلتزمات أولاده الخمسة، وهو ينتظر الحلول ولكنه غير قادر على التحمل فترة طويلة جداً، وهو بحاجة إلى تعويض مالي فوري لشراء سيارة ثانية وإعادة نقل الطلاب·

وقال: بعد تضرر الفان الذي أصبح غير صالح للإستعمال، إنني أدفع يومياً 50 ألفاً بدل نقل الطلاب من الخيام إلى "مدرسة عيسى بن مريم"، لأنني وقعت عقداً مع المدرسة التزم بموجبه نقل الطلاب خلال العام، وأتحمل مسؤولية العطل والضرر الناجم عن التوقف عن نقل الطلاب·

وشدد على "ضرورة الإسراع في شراء سيارة بديلة، لأن القديمة لا يُمكن أن تصلح قبل شهرين، اصلاحها مكلف جداً، ولا يمكن أن تعود إلى وضعها السابق" وعاد وأكد انه غير قادر على دفع 50 ألف ليرة يومياً لنقل الطلاب، فهل يقدّر الاسبان ذلك؟·

وتمنى عكر "أن لا تطول القضية وتتفاقم مشاكله المادية والمعيشية"·

مقالة: بعض العتب على إخواننا الإسبان (كتبها مواطن خيامي)

.

من هو حسن عكر، سائق الفان

الخبر حول الحادث

.

الفان المدرسي الذي تعرض لحادث السير في مرجعيون
الفان المدرسي الذي تعرض لحادث السير في مرجعيون


نائب رئيس بلدية الخيام المهندس محمد عبد الله
نائب رئيس بلدية الخيام المهندس محمد عبد الله


سائق الفان حسن عكر
سائق الفان حسن عكر


تعليقات: