فادي أبو جمرة.. مرشّح للانتخابات البرلمانية عن دائرة النبطية حاصبيا مرجعيون بنت جبيل

فادي أبو جمرة المرشح عن المقعد الأرثودوكسي عن دائرة حاصبيا – مرجعيون – بنت جبيل
فادي أبو جمرة المرشح عن المقعد الأرثودوكسي عن دائرة حاصبيا – مرجعيون – بنت جبيل


في لقاء خاص مع الناشط السياسي فادي أبو جمرة، المرشح الشاب للانتخابات البرلمانية المقبلة عن المقعد الأرثودوكسي عن دائرة حاصبيا – مرجعيون – بنت جبيل - النبطية (التي تضم11 نائبا)، يختصر فادي مسيرته السياسية وأبرز عناوين برنامجه الانتخابي ورؤيته للدور الذي يطمح القيام به في حال انتخابه نائبا في البرلمان اللبناني.


- كيف تعرف عن نفسك باختصار؟

مواطن لبناني يطمح لأن يعكس صورة حقيقية عن لبنان، صورة بعيدة جداً عن تلك التي يعكسها الواقع الراهن. وأنا أيضاً ناشط سياسي.

عمري 46 عاماً، درست الهندسة في كندا أنهيت دراساتي العليا في واشنطن وحالياً أتابع دراسة الدكتوراه في المعهد العالي للأعمال (ESA) في بيروت. متزوج وأب لأربعة أطفال.


- تقدم نفسك مرشحاً للانتخابات النيابية، لماذا تقدم على هذه الخطوة؟

الانتخابات وسيلة لإيصال فكرة أو نهج معين وليست هدفاً بحد ذاته، الهدف الأساسي للبرنامج يقتضي أن يبني أملاً أفضل للحالة الاجتماعية.

نشاطي الاجتماعي كان موجوداً قبل الانتخابات، التي أجد أنها اليوم لا تعطي دفعاً للناشط فحسب، بل تجعله قادراً في حال فوزه، بأن ينفذ الافكار التي يؤمن بها.


- ما الذي قد يدفع مواطناً لا يعرفك الى التصويت لصالحك؟

اذا كان المواطن مقتنعاً بالواقع الاجتماعي، فليستمر في التصويت للزعماء التقليديين. هدفي ليس تغيير أفكار المواطنين اذا كانت الأحزاب التقليدية بنظرهم تعكس الصورة التي يريدونها عن لبنان وتؤمن مستقبلاً أفضل لأولادهم. أبحث عن الأشخاص الذين يرغبون بالمجازفة لأنه لو كانت هذه التركيبة قادرة على تحقيق طموحاتنا لحققتها منذ زمن. والمجازفة هنا بمعنى ابتكار حالة سياسية جديدة قد تكون تكاملية لتلك الموجودة وليس بالضرورة بديلاً عنها.

السياسات الموجودة حالياً كلها مرتبطة بإيديولوجيا أو طائفة أو خدمات، لكن قليلاً ما نسمع عن سياسيات اقتصادية وانمائية وانتاجية وثقافية، هذه السياسات شأنها شأن الايديولوجيا، لا بل أنها ربما تحسن وضع المواطن. ابحث عن اللبناني المستعد اليوم لأن يضع وزناً في هذه المجالات مع العلم أنه ستبقى هناك أكثرية تتعاطى السياسة بالمعنى التقليدي.


- ماذا عن العناوين العريضة لبرنامجك والقيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها؟

سأبدأ أولاً بوضع هدف قبل تحديد الخطوات، لأن كل السياسيين اليوم يتحدثون عن تحسين الوضع ويريدون محاربة الفساد وتحسين الأداء.

هدف برنامجي طموح وهو أن يرد لبنان الى مكانته بين الدول الرائدة في العالم. ربما يرى البعض ذلك مثالياً لكنني لست مثالياً وأضع ذلك كهدف يحتاج الى جهد صغير من كل مواطن ليصبح جهداً وطنياً كبيراً وعلى أحد ما أن يبدأ الخطوة الأولى.

الأمر أشبه ببناء منزل، تحلم أولاً بالصالون واللقاءات ودعوات العشاء وغرف نوم الأطفال والمطبخ وثم تفكر ماذا تريد أن يتضمن هذا المنزل من غرف ومميزات قبل أن تبدأ خطوات وضع الخريطة وتحديد القياسات وعملية البناء والتجهيز.. هذه الخطوات ليست أهدافاً بل مهمات يجب القيام بها والتأكد من صحة تنفيذها، بالتالي لا يمكن أن أقول هذه المهمات هي برنامجي، بل يجب وضع هدف طموح للوصول اليه وبعدها كيف ننفذ كل مهمة.

بمعنى آخر، لا أريد شخصاً يدفع مليون دولار، بل مليون شخص يدفع كل منهم دولار. بالطبع السياسي اليوم أخذ المليونين دولار في لبنان. اليوم، لم نعد نريد زعيماً كبيراً بل أن نقسّم الزعامة الى مليون شخص، يكون كل منهم زعيماً ويعمل على تحسين الوضع في منطقته ويطمئن من أن جاره يقوم بما يتوجب عليه. وعندها يمكن للوضع في لبنان أن يستقيم تلقائياً من دون الحاجة الى أي راع سياسي بالمعنى التقليدي. وهنا دور المواطن في عملية النهوض، وهذا ليس موجوداً في أحزاب تقليدية بل في حراك اجتماعي أو أي حزب ينبثق جديد وفق هذه العقلية.


- هل من فئة معينة تخاطبها أو تتوجه إليها لتشاركك هذا الهدف الطموح؟

بالمطلق لا يمكنني أن أدعو فئة واحدة لأن تتحرك معنا، لأنه على كل الفئات أن تسير بهذا الاتجاه. حتى المتشائم أدعوه لأن يبقي هذا الحلم في قلبه. أتوجه الى كل من يريد أن يبذل جهداً ليصلح واقع الحال في بلده حفاظاً على حياته وحياة أودلاه.

العالم يوم قسمان: قسم لديه ايديولوجيا ويهتم بالانسان، وقسم ثان لديه ايديولوجيا لكنه لا يهتم بالانسان. وواجب علينا إبقاء الإيديولوجيا والإهتمام بالانسان. أبحث عن المواطن الذي يرغب بأن يجازف، إننا نوفر لك فرصة جديدة لتختبرها. لا ينتظر أحد منا المعجزات لأننا لسنا قادرين على تحقيقها، لكن نهجنا نهج تعاون وتضامن لأنه ليس بمقدور الانسان بمفرده أن يفعل شيئاً وطموحنا أن يكثر عدد الناس الذين يثقون بها.

في المطلق، يكن القول إن الرغبة بالمجازفة موجودة عند جيل الشباب لكنها لن تتحقق من دون بركة الكبار.


- ما هي خصوصية الدائرة التي تنوي الترشح فيها؟

يمكننا تقسيم هذه الدائرة عامودياً على أسس طائفية وإيديولوجية وخدماتية، لكنني أود نقل هذا التقسيم من العامودي الى الأفقي بين مستفيد ومستفاد منه. هنا أستطيع أن أجمع مواطنين من كل الأطياف الموجودة مع قيامي بخطوات إضافية. إذا انطلقنا على سبيل المثال من ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" فهذا تقسيم ايديولوجي، ولكن خلف العسكري هناك مواطن وخلف المقاومة هناك مواطن وخلف الشعب هناك مواطن، وهدفي هو هذا المواطن ومن بعدها ليقسموا كما يريدون.


- تطرح اليوم رؤية اصلاحية بنفس جديد ولكن عند ذكر اسمك، فوراً يتم الربط بينك وبين والدك اللواء عصام أبو جمرة وتجربته السياسية الطويلة، هل من تناقض بين التجربتين؟

أولاً، أفتخر انني ابن عصام ابو جمرة بكل ما يحمل ذلك من معانٍ وطنية، والخبرة التي اكتسبتها تراكمية من خلال التربية السياسية من والدي، ومقابلها هناك خبرة شخصية.

عند ذكر اسم عائلتي، بالتأكيد هناك إرث سياسي وصورة معينة، في الاطار العام نحن في الخط ذاته، لكن التكتيك مختلف أحياناً. الهدف النهائي أننا كلنا نريد الأفضل لأولادنا.


- هل أنت راض عن صيغة القانون الانتخابي الجديد؟

هذا القانون رغم عدم دستوريته، لأنه كان يُفترض بعد التسعين أن نصل الى قانون خال من العلامة الطائفية على المقعد النيابي، أفضل بدرجات من قانون الستين.

مفهوم النسبية في البرلمان ضروري جداً، فالديمقراطية هي نهج أكثرية لحماية أقلية، وليست نهج الأكثرية لقمع أو ردع الأقلية. وتسمح هذه الصيغة بأن تتمثل الاقليات مع نسبة أصوات قليلة، سواء أكان شكلها طائفياً أو جندرياً. وهذه نقطة ايجابية.

الأمر الثاني هو الصوت التفضيلي الذي يخول المواطن أن يجبر الحزب أن يختار فقط المرشح الذي يحظى بقيمة.

يوجّه القانون الجديد المواطن إلى أن ينتقل صوته من صوت خدماتي الى صوت سياسي، ويدفع الحزب على أن يأتي بمرشحين مع برامج سياسية أكثر من أشخاص مع خدمات.

هذه أفضل حسنات القانون الجديد. وشخصياً كنت أفضل لبنان دائرة واحدة. لكن ما وصلنا إليه أفضل بكثير مما كان.


- في حال وصلت إلى البرلمان، ما الذي يميزك عن الآخرين خصوصاً أن المرشحين كافة يطلقون وعوداً انتخابية ويتحدثون عن اصلاح وبرامج عمل؟

أنا أقول للناخبين، إذا اخترتم المرشحين الآخرين فلن يتغير شيئاً. ما أؤكده هو أنني سأبذل قصارى جهدي لأصنع فرقاً، وأنت عليك إما أن تجازف معي أو تبقى مكانك.

الفرق أنني سألتزم ببنود تظهر الشفافية، وهو ما لا يقوم به أي من النواب، بمعنى الكشف عن حساباتي قبل النيابة. وأؤيد إقالتي بتعهد ممضي مسبقاً قابل للتنفيذ إذا تكرر غيابي عن الجلسات التشريعية من دون سبب، لتأمين أعمالي ومصالحي في بلد آخر.

وانطلاقاً من أن ما يميز أداء السياسي اللبناني عن السياسيين في العالم، هو التواصل الاجماعي، فإنني اقترح برنامجاً انتخابياً تفاعلياً وقابلاً للتعديل والتطوير بناء على آراء الناخبين. برنامجي موجود على موقعي الإلكتروني (www.aboujamra.org) ويمكن لأي كان أن يقرأه ويطلع عليه، لكن التسجيل فيه والتصويت على الاقتراحات والأسئلة المطروحة حكر على المواطنين الذين بإمكانهم أن يصوتوا في الدائرة التي أنتمي اليها، كوني أتطلع لتمثيلهم ونقل صوتهم.

وبهذه الطريقة، يتم تمكين الناخبين والمثقفين والمنخرطين سياسياً واجتماعياً من المساهمة في صياغة برنامجي بوصفي ممثلاً عنهم وبالتالي التأثير مباشرة على تصويتي في البرلمان. وهكذا نكون نقرر معاً مسار خياراتنا.


- هل من رسالة توجهها الى مناصري الأحزاب في المنطقة؟

رسالتي إذا كنتم تحصلون على منافع من حزبكم، فاعلموا أن ذلك يحصل على حساب أحزاب أو مواطنين آخرين. وهذا الواقع يضر مجتمعاً بأكمله. يجب أن تصل الى مرحلة تتمكن فيها أن تطلب من حزبك تحقيق العدل للحزب الآخر قبلك.. نظرية "أنا وأخي على إبن عمي، وأنا وإبن عمي على الغريب" كانت تطبق في التسعينات خلال حالة الحرب لكن الحرب انتهت اليوم. وبات واجباً علينا أن نتحرر و نفكر بسياسة العطاء وليس الأخذ، سياسة المشاركة لا تحقيق المصالح الضيقة. كلما تصفق لحزبك وتأخذ منه، هناك من يتضرر وإذا كنت مضطراً للقيام بذلك الآن، لا داع لأن تورّث ذلك لأولادك.


- ماذا تقول للناخب المحبط أو المتشائم؟

في القانون النسبي صوتك يؤثر وله قيمة. يمكنك أن تدخل نائباً الى البرلمان بـ 22 ألف صوت حتى لو نال المرشح الخصم 150 ألف صوت. في هذه اللائحة لست إلغائياً بل اصلاحياً.

الناشط السياسي فادي أبو جمرة.. في إحدى المناسبات الوطنية
الناشط السياسي فادي أبو جمرة.. في إحدى المناسبات الوطنية


فادي أبو جمرة.. مع عائلته الصغيرة
فادي أبو جمرة.. مع عائلته الصغيرة




تعليقات: