حملة مدنية مستقلة تواجه الثنائي الشيعي في صور – الزهراني


بدأ العدّ العكسي للانتخابات المقرّرة بعد أقلّ من ثلاثة أشهر، ومعه استنفرت مجموعات المجتمع المدني لـ"رصّ الصفوف"، وللغاية انطلقت حملة مدنية تغييرية مستقلة تحت اسم "صور الزهراني... معاً"، تتكوّن من مواطنين وقوى سياسيّة ومجموعات مدنيّة، تعمل للاتفاق مع كل القوى السياسية المعارضة لأحزاب السلطة. فما هي هذه الحملة، مبادئها، وخطة عملها، وكيف ستبني حيثيتها الانتخابية في ظل "محادل" أحزاب السلطة؟

"صور الزهراني... معاً"، الاسم كفيل للدلالة على نطاق عمل الحملة التي تستعد لخوض #الانتخابات في 6 أيار بروح المنازلة الديموقراطية، كما يقول الصحافي الناشط في الحملة حسان الزين لـ"النهار"، داعيا قوى السلطة الموجودة في دائرة صور – الزهراني الى رفع مستوى التحدي بينها وبين الصوت المعارض من خلال جدارة المرشحين والبرامج الانتخابية. الحملة اطلقت تحركها السياسي اليوم، في مقر المنتدى الثقافي في صور، ويعرفها الزين بأنها "نموذج جديد من العمل كونها ليست تحالف قوى بل هي حملة مدنية ديموقراطية تضم الحزبي والمستقل والناشط، والمجموعات المدنية. توافقنا على إطار ديموقراطي بمثابة تعاقد حرّ بين مواطنين مستقلّين متساوين لاعادة الاعتبار للمواطن والعمل المشترك بعيدا lن الأنانية والحزبية".

سيكون لـ"صور الزهراني... معاً"، حضور سياسي في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، من منطلق الايمان بأن الانتخابات فرصة لمساءلة النواب ومحطة أولى على طريق الاصلاح السياسي، وليست الهدف النهائي، وللغاية ترفع الحملة جملة مبادئ وترحب بكل المواطنين الذين يتبنّونها. خطاب سياسي يتمحور حول بناء دولة القانون والمؤسسات، دولة المواطن - الإنسان، مكافحة الفساد والهدر والمحاصصة، النضال للحفاظ على حقوق المواطنين في العيش الكريم الآمن، بعيدا من الطائفية وتهميش الفئات الضعيفة، رفض التبعية للخارج والدفاع عن الحريّات العامة وفي طليعتها حريّة الرأي.

الا أن سؤالا يطرح نفسه وهو: ألا يخشى الناشطون من حملات التخوين التي يشنها بعض المناصرين لتصيب سهامها كل من يترشح مقابل لوائح #حزب_الله و#حركة_أمل؟ يجيب الزين قائلا: "نحن أبناء الجنوب المعطاء والمقاوم ندرك أن اسرائيل عدوة، نقر بتهديداتها ونقف بوجهها، لكننا اليوم نفصل بين العمل السياسي الداخلي وبين فعل المقاومة المحسوم بالنسبة إلينا، ونتمنى على الاحزاب المعنية الا تلجأ إلى هذا الخطاب وتؤجج العصبيات كما يحصل في كل موسم انتخابي بهدف حرف الانظار عن معركة التمثيل النيابي". غاية الحملة اذاً تظهير التنوّع وحق المشاركة السياسية في دائرة صور – الزهراني انتخاباً وتمثيلاً، لإعادة الروح إلى تلك الدائرة بعيداً من العمل بضديّة مجانية تجاه القوى السياسيّة السائدة من منطلق الاقرار بكونها جزءاً من قوى السلطة في البلد وبالتالي شريكة في الحكم.

"يبدأ الانتصار عندما يعترف جمهور ثنائي، "حزب الله" و"حركة أمل" بأن برنامج القوى التغييرية جيد ومرشحيها يمتلكون الجدارة وإن لم تصب أصواتهم في صالحنا" يقول الزين. ناشطو الحملة الذين يأملون من المواطن التعامل مع الحملات واللوائح والمرشّحين بروح رياضيّة وضمير حر، والانتخاب بناءً على البرامج والجدارة، وجهوا نداءهم أيضاً الى الشباب والمرأة لخوض الاستحقاق الانتخابي بإرادة التغيير، عملاً وترشحاً واختياراً. الى ذلك تتعهد الحملة بتقديم برنامج انتخابي، نابع من الواقع والمجتمع وحاجات المواطن، برنامج قائم على التغيير والبناء والإنماء.

وعن آلية اختيار المرشحين يوضح الزين "انه سيكون هناك لجنة تتواصل مع القوى والمرشحين، وتعرض الأسماء على الهيئة التأسيسية التي ستبت بأمر الترشيح بالتشاور مع اللجنة السياسية"، مستطرداً بالقول "الا أن الأكيد أننا سنختار مرشحينا من الأشخاص الأكفاء".

ولأن الانتخابات مناسبة لجمع القوى المتفرّقة، يتسع إطار الحملة لكل مواطن يؤمن بمبادئها وتدعوه للانضمام اليها، والتعاون ضمن آلية ديموقراطية تعتمد الحوار والتنسيق أساسا لها. الهدف اذا الاتحاد واظهار حجم الأصوات، في سبيل حفظ التنوّع بعد سيطرة لون سياسي واحد على الجنوب عامة لمدى سنوات.




تعليقات: