ما المفاجأة التي يحضرها المستقلون في انتخابات الجنوب؟


عناوين كثيرة يرفعها المرشحون المستقلون في معركتهم الانتخابية بمواجهة مرشحي الأحزاب المشاركة في السلطة .

وفي الجنوب بدأت تتبلور نواة لائحة في دائرة الجنوب الثانية ولائحة مماثلة في دائرة الجنوب الثالثة وستضم أحزاباً وشخصيات مستقلة ستقارع "أمل" و"حزب الله" وسط حديث عن مفاجآت.

بعد إعلان حركة "أمل" و"حزب الله" عن أسماء مرشحيهما للانتخابات النيابية في لبنان، بدأت القوى المعارضة للثنائي الشيعي تجميع قواها وخصوصاً في الجنوب لخوض الاستحقاق الانتخابي على الرغم من التفاوت الكبير بين الطرفين المتنافسين، علماً أنه لم يسبق تسجيل أي خرق لما كان يسمى المحادل في الجنوب منذ انتخابات العام 1992 .

إلا أن اعتماد النسبية قد يغير من ذلك الواقع بالاتكاء الى عناوين وشعارات انتخابية تبدأ من ضخامة الدين العام وصولاً إلى الاخفاق في حل ازمة النفايات مروراً بتلوث نهر الليطاني واستمرار أزمة الكهرباء وغيرها.

ولكن الهدف ليس المشاركة في النظام الحالي، وإنما محاربته من الداخل والاستمرار في تشكيل قوة شعبية حيوية ضاغطة بحسب ما يكرره اليساريون.

نواة لائحة

لا شك في أن تقسيم الدوائر الانتخابية في الجنوب وخصوصاً الدائرتين الثانية والثالثة تعطي الثنائي الشيعي غلبة واضحة وتقلل من احتمالات الخرق على الرغم من اعتماد النسبية، ففي دائرة الزهراني - صور تتمتع "أمل" بثقل انتخابي وازن وكذلك "حزب الله"، والأمر ينسحب على دائرة الجنوب الثالثة والتي تضم النبطية وبنت جبيل وحاصبيا مرجعيون وفي حال تشتت أصوات المعارضين سيكون من الصعوبة في مكان تجاوز الحاصل الانتخابي.

الأسعد: الخرق وارد

المرشح عن دائرة الزهراني المهندس رياض سعيد الأسعد سبق أن خاض الانتخابات النيابية أكثر من مرة في الجنوب وحصل على أرقام لافتة وصلت إلى 50 الف صوت، ويؤكد لـ "النهار" خوضه الانتخابات في 6 أيار المقبل وأن لائحة مكتملة ستنافس في الانتخابات وستضم يساريين وتحديداً من الحزب الشيوعي والحراك المدني ولديها إمكان الخرق وهذه الانتخابات مناسبة لتثبت كل قوة وجودها على الساحة الجنوبية ليس انطلاقاً من الخلاف حول المسائل الكبرى ولكن لانها تؤمن بمنطق آخر للانماء والاصلاح والخدمات بحيث لا تبقى الذرائع السابقة موجودة بعد الانتخابات المقبلة ".

ويضيف الاسعد "لدينا منطق آخر في الإصلاح وما نتطلع اليه هو ما بعد الانتخابات وليس فقط نتائج هذه الانتخابات من اجل تثبيت حالة الاعتراض على بعض السياسات المتبعة."

اما عن حرية حركة المرشحين المنافسين للثنائي الشيعي فيؤكد الأسعد أن الجميع يتحرك بحرية من دون أي مضايقات ولا تضييق على المرشحين حتى الان، وربما لان السبب يعود لعدم حماوة المعركة حالياً ويلفت الى بعض التعليقات السلبية في وسائل التواصل الاجتماعي، فقوى الاعتراض تتوجه بشكل رئيسي الى فئة منسية من الشباب وهي اصلاً لم تكن مكترثة بالانتخابات سابقاً، عدا عن تجربة الانتخابات البلدية في الجنوب والنتائج التي حققتها هذه القوى في بلدات ومدن جنوبية عدة .

ولا يخفي الاسعد أن مفاجآت ستظهر مع فرز النتائج في الجنوب لأن الخرق وارد .

"بدنا نحاسب"

الى ذلك علمت "النهار" أن المفاوضات مستمرة بين تحالف "وطني" وسائر مجموعات الحراك الشعبي مع الحزب الشيوعي وقوى اليسار وبعض المستقلين لتشكيل لائحة مقفلة في دائرة الجنوب، وعرف من المرشحين ناشطون في الحراك المدني ومنهم المحامي حسن بزي ونعمت بدر الدين ووسيم غندور والمحامي عباس سرور وفادي ابو جمرة.

وبدوره يؤكد الناشط في "بدنا نحاسب" بزي انه "لن يخوض الانتخابات الا في لائحة واحدة للمعارضة تجمع كل القوى التي تؤمن بالمقاومة وبمحاربة الفساد كخطين متوازيين".

ودعا الى "عدم تشكيل لوائح عدة مقابل السلطة لأن اياً منها لن يحصل على الحاصل الانتخابي الا اذا توحدت في لائحة واحدة"، وفي سياق متصل طلب "الدعم من جميع الاصدقاء على الصعد كافة لا سيما أن الدائرة كبيرة وتحتاج الى عدد كبير من المندوبين والى مصاريف كثيرة".

أما في حاصبيا فللمستقلين مرشحيهم أيضاً ومنهم المحامي اكرم قيس الذي اختصر اسباب ترشحه لـ "النهار" بضرورة مواجهة الفساد لأن "خطورته في لبنان لا تقتصر على الكم الهائل المطبق على صدور اللبنانيين بل ان الاخطر من الكم هو النوعية النادرة لذلك الفساد. فالفساد الاجنبي يقتصر على التلاعب الحسابي وبعض المشاريع، اما في لبنان فحتى كيس القمامة دخل سوق المحاصصة".

في المحصلة قد تكون آمال اليساريين والمستقلين كبيرة في إحداث خرق في انتخابات الجنوب وهذا ما يعززه اعتماد النسبية في القانون الحالي، ولكن العبرة تبقى في مدى استجابة الناخبين لدعوات التغيير من دون التقليل ابداً من أن الحجم الشعبي والانتخابي للثنائي الشيعي يمثل السواد الاعظم من الجنوبيين، ويبدو أن "امل" و"حزب الله" على ثقة شبه مؤكدة بفوز مرشيحهما.

تعليقات: