جميل السيّد: انا مرشح مستقل.. لكن لست محايداً أو وسطياً

عندما تصوّت لجميل السيد فأنت تصوت لمواقفه في السنوات الست الماضية ولصورة المقاومة التي أعطاك اياها
عندما تصوّت لجميل السيد فأنت تصوت لمواقفه في السنوات الست الماضية ولصورة المقاومة التي أعطاك اياها


عقد اللواء جميل السيّد مؤتمرا صحافيا، قبل ظهر اليوم في فندق "الكورال بيتش" - الجناح، تحدث فيه عن ترشحه للانتخابات النيابية كمستقل في تحالف دائرة بعلبك الهرمل والظروف والحملات المتعلقة بهذا الترشيح، وذلك في حضور عدد من اهالي المنطقة وفاعلياتها.

واشار السيد الى انه في العامين 2005 و2009 اتصل به عدد من الاصدقاء متمنين عليه ان يترشح للانتخابات لكنه لم يرغب بذلك، "لان الظروف لم تكن مناسبة في نظرنا وان اختلفت بين العامين".

واذ نفى ان يكون قد قام باتصال مباشر في لبنان او خارجه من اجل هذا الموضوع، أكد انه كان معنيا بالترشح وكان لديه حلفاء يفكرون مثله وتجمعه بهم قناعات، وهو ما أنتج تحالفا على أساس هذه القناعات المشتركة، فكان الترشح مستقلا على لائحة بعلبك- الهرمل. وقال: "لن أكون عضوا في أي كتلة نيابية ستولد بعد هذه الانتخابات، لكني لست محايدا، بل ان ما يجمعنا هو الاستراتيجية الثابتة التي كنا وما زلنا نؤمن بها".

واذ شدد على ضرورة وجود جيش لبناني قوي، "الممنوع عليه اميركيا واوروبيا ان يملك اسلحة تردع اسرائيل او تؤمن الحد الادنى من التوازن العسكري معها"، اكد "ضرورة وجود هذا التكامل بين الجيش والمقاومة، فحيث يكون الجيش يكون هو المقاومة وحيث لا يكون تكون المقاومة".

وطرح معادلة "لا قوة لا حق"، وقال: "لان لبنان يملك كل عناصر القوة من جيش وشعب ومقاومة في هذه الظروف فانه لن يسمح لاسرائيل بالسيطرة على حدوده وعلى نفطه وغازه وهو ما جعل المساعي الدولية تتحرك باتجاهه"، مشيرا الى "السلاح المقاوم المتكامل مع الجيش".

واعتبر "ان عناصر القوة هذه تبقى مكشوفة اذا لم يكن لدينا دولة تقوم بواجباتها تجاه الناس"، مشيرا الى ان "الاستراتيجية سقف والدولة هي اعمدة، والاعمدة تكون بوضع المسؤول المناسب في المكان المناسب، المسؤول الذي يخدم الناس ويساهم في بناء الدولة. ومن دون ذلك سوف ينهار ذلك السقف على رؤوس الجيش والمقاومة والامن وجميع اللبنانيين".

ورأى ان "الفساد هو العدو الثاني للبنان يوازي ويفوق اسرائيل". وقال: "اسرائيل تعتدي كل عشر سنوات بتكلفة 3 مليارات، اما الفاسد فيكلف كل سنة 3 مليارات"، مؤكدا ان "الفاسد هو مشروع عميل حكما لانه يرفع مستوى معيشته الى مستوى فساده، واذا نقصت موارد الفساد يبيع نفسه لطرف آخر. الفاسد يعمل لنفسه وليس للوطن".

وقال السيد: "نصحت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لديه كل النوايا لقيام دولة قوية ان يمسك الامن والقضاء. الامن تعرفه، والقضاء بأن تعرف أنك ستحاسب وبذلك تكون قد أمسكت بالبلد".

وتوجه السيد الى أهالي بعلبك الهرمل بالقول: "انا منكم، انا لست غريبا عن المنطقة التي عملت فيها 15 عاما في المخابرات، وأعرفها بيتا بيتا في السلم والحرب، انتم لديكم مشكلة مع الدولة التي لا تعرفكم الا في المداهمات واصدار مذكرات التوقيف، هناك اهمال تاريخي للمنطقة اكثر من اي مكان آخر، هذه المنطقة التي دفعت الكثير من الشهداء في كل المراحل وعلى مدى سنوات".

اضاف: "في كل دول العالم، الدولة تحاول ان تحل مشاكل الشارع، اما عندنا فإن المشاكل تأتينا من الاعلى الى الاسفل. المشكلة تبدأ فوق وتنتهي فوق، الفتنة من فوق، التحريض من فوق، المشاكل من فوق، اللبنانيون بألف خير (ما حدا هاجم على الثاني). صورة الدولة هي نفسها في كل العالم، عندكم اهمال تاريخي اكثر من غيركم لكنني أشهد اثناء خدمتي وخلال جولاتي في المنطقة، ان شهداءها الذين بلغوا 700 في الحرب على الارهاب هم دين علي، وعلى كل لبناني، وعلى من يسكن في بيروت، لانه لم لو نربح الحرب ضد الارهاب لما بقي احد فيها. أدعو الى العدالة، صحيح هناك انجازات كثيرة، لكن هناك نقصا كبيرا، من الميكانيك الى الطرقات الدولية وغيرها".

وتابع: "اليوم، هناك سياسة وهناك اشخاص ضد المقاومة يهاجمونها. هؤلاء يدلون اهالي بعلبك الهرمل على النقص الموجود في المنطقة (جورة، مدرسة، طريق..) وذلك كي تنسى الدم الذي اهدر، انا اقول لهم ان المنطقة بقيت لست سنوات تحت الارهاب، فأين كانت الدولة؟ كان المطلوب منها ومن الجيش تحديدا ان يبقوا "شاهد زور"، الجيش كان يستطيع ان يحل المشكلة في 24 ساعة، لكن السياسة التي كانت تدير التآمر على سوريا من لبنان منعت ذلك وبقي الجيش مشلولا".

واكد ان "المقاومة دفعت شهداء بالمئات، عندها خجلوا من أنفسهم فطلبوا من الجيش اكمال المهمة لمنع المقاومة من قطف المجد والانتصار على الارهاب. هذه تجارة وليست حرصا على حياتك، انت ابن الفاكهة ورأس بعلبك والقاع ودير الاحمر والهرمل وبعلبك والعين. لو لم يمت هذا الشهيد في عرسال بالامس لما حصلت الانتخابات. اليوم، انا هنا اؤكد انني "شاهد حق" وليس علي دين لاسدده للمقاومة، لكن هذه هي الحقيقة. هذا المقعد الذي يرون فيه امتيازا اراه هما، لكني اقول لكم اني سأجرب "كرمال الناس" وسأجرب. وبعد سنة او سنتين سأرى الواقع، فإن وجدت نتيجة كان به والا سأعود الى الاجتماع بأهالي المنطقة لابحث معهم عن الحلول الممكنة للمنطقة وبالطرق الممكنة والمناسبة، ومهما كانت فأنا معكم. نحن لا نقطع طرقات بل ندخل الى المؤسسات، فاذا اردتم ثورة فأنا معكم واذا أردتم وجاهة ففتشوا عن غيري".

وختم السيد: "لا تنسوا ان معركة البقاع كانت معركة حياة وموت، ومن يدلك اليوم على "الجورة" في الطريق يريد ان ينسيك الدم والخوف والقلق الذي عشته لتعطي صوتك لاحدهم. ان التصويت للائحة "بعلبك الهرمل" هو تصويت للخدمات التي قدمت والتي ستقدم، والاهم هو التصويت للسنوات الست السابقة، بمعنى انه عندما تصوت لجميل السيد فأنت تصوت لمواقفه في السنوات الست الماضية ولصورة المقاومة التي أعطاك اياها، اي صورة الحياة والدم والاستشهاد. في اللائحة كثير من التنوع وعليك ان تضعها، لان اللائحة هي وفاء، والشخص هو المزاج، فكن وفيا واعمل بمزاجك. لا تسمح لهم بأن يدلوك على خيانة الوفاء، لا تسمح بأن يتاجروا بك، انا لا أجمل القبيح ولا أقبح الجميل حتى ولو كان عدوا لي. لكن الوفاء يقتضي قول الحقيقة، وعلينا ان نعمل من اجل قيام دولة لان لا احد يستطيع ان يعلمنا كيف نبني دولة وننشىء مؤسسات في وطننا، فاليتيم ليس يتيم الاب والام بل هو يتيم الدولة".

تعليقات: