انتظروا خروجه من المصرف وأمطروه بوابل من الرصاص

الضحية وابنته ديما التي توفيت بحادث سير
الضحية وابنته ديما التي توفيت بحادث سير


مسلسل قتل اللبنانيين في بلاد الاغتراب مستمر، هذه المرة كان" بطله" ابن صور، احمد صفي الدين الذي تربصت له عصابة في غانا اثناء خروجه من احد المصارف، امطروا سيارته بوابل من الرصاص قبل سرقة حقيبة الاموال التي كانت بحوزته.

مكمن محكم

قبل 22 عاماً غادر صفي الدين لبنان بحثا عن تأمين لقمة عيش كريمة لعائلته، عمل كما قال شقيقه رضوان لـ"النهار" في شركة "قطع غيار سيارات"، كان كل شيء يسير على ما يرام حتى ظهر امس حين نصبت له عصابة مؤلفة من 3 مسلحين مكمناً خارج احد المصارف، انتظر افرادها خروجه ومعه رواتب الموظفين وما ان صعد الى سيارته حتى وجهوا اسلحتهم الحربية اليه، اطلقوا النار عليه، سرقوا النقود ليفروا بعدها من المكان".

اصيب صفي الدين برصاصة قاتلة في ظهره، ولفت رضوان "فارق الحياة على الفور عن عمر ناهز 53 سنة". وعما إن تم التعرف إلى المجرمين وتوقيفهم، اجاب "حتى اللحظة لا، كما لا نعلم ان كان توجد كاميرات مراقبة في المكان، نتابع التفاصيل مع اقرباء لنا هناك، واليوم عند الساعة الثامنة والنصف مساء سيصل جثمانه الى لبنان ليوارى الثرى".

لم يبرد بعد جمر أحزان عائلة صفي الدين على ابنتها ديما التي لفظت آخر أنفاسها في تشرين الثاني من العام 2016 في منطقة ضبيه بعدما ترجّلت من سيارة تاكسي محاولة اجتياز الاوتوستراد، حتى وصل خبر مقتل والدها، لتتأجج نيران حرقة العائلة من جديد هذه المرة على سندها". وشرح رضوان "كانت زوجة احمد وابنته نور وابنه علي ينتظرون عودته بعد ثلاثة ايام ليطمئن إلى حال شريكة حياته التي اطلعته انها مريضة، لكن للأسف حتّم المجرمون عليهم استقبال جثمانه بعدما سرقوا روحه من اجل النقود".

قبل شهر ونصف شهر قصد صفي الدين الرجل المؤمن، الكريم، الذي احب فعل الخير ومساعدة المحتاجين، لبنان، امضى اياما مع اهله واحبابه، واشار رضوان "اعتاد شقيقي التواصل معنا مساء كل يوم، لا سيما والدته، وفي الامس تبادلنا الحديث كان كعادته سأل عن الجميع، لنفجع اليوم باتصال أطلعنا من خلاله على المأساة".

القائمة تطول

جريمة قتل صفي الدين ذكرت بالجريمة التي راح ضحيتها ابن دير قانون - صور الشاب حسان علي زيدان الوالد لثلاثة ابناء، الذي سافر الى انغولا ليكسب رزقه بعدما ضاقت به سبل العيش في لبنان، فترصدت له عصابة، اثناء خروجه من عمله، وفي جعبته الأموال التي جناها يومها، اردته قتيلاً وسرقت الأموال التي كانت في حوزته. كما ذكرت بمقتل ابن صير الغربية، رجل الاعمال اللبناني أمين بكري في أنغولا في شهر كانون الثاني من العام الماضي على يد عصابة هاجمت سيارته بعدما أنهى جولته في معمل الفرش الذي يمتلكه، حيث انتظرته على بعد أمتار على طريق ترابية في القارة الأفريقية وعندما حاول بكري الاستمرار في القيادة، كسر مجرم الزجاج مطلقاً رصاصة، أصابته في رأسه، وغيرها الكثير من الجرائم تتبادر الى الاذهان عند وصول خبر مقتل لبناني في بلاد الاغتراب.

وكأنه لا يكفي اللبناني الابتعاد عن الاهل والاحباب وتحمّل عناء الغربة حتى يقع ضحية مجرمين يسترخصون دماء الناس لأتفه الاسباب!



تعليقات: