نبتات موجودة فقط في لبنان.. حقائق لا نعرفها عن ثروتنا النباتية!

حقائق لا تعرفونها عن الثروة النباتية في لبنان!
حقائق لا تعرفونها عن الثروة النباتية في لبنان!


نشرت أول دراسة من نوعها في لبنان حول تحديد الاماكن المهمة ذات ثروة نباتية غنية وفريدة، في مجلة "Journal of Nature Conservation" في كانون الثاني 2018، التي اجرتها رئيسة قسم علوم الحياة والأرض في كلية العلوم في جامعة القديس يوسف في بيروت الدكتورة ماجدا بو داغر خراط، ومول هذه الدراسة مشروع CEPF (Critical Ecosystem Partnership Fund) التي بدأت في العام 2013 وقد صنفت 582 57 نوعا من النباتات في لبنان، وهي اليوم أكبر قاعدة معلومات موجودة على الصعيد الوطني.

وكانت النتيجة، خريطة تظهر 31 نقطة تحدد أماكن النباتات المهمة والمناطق ذات الأولوية لحفظ التنوع البيولوجي لأصحاب المصالح، للمعنيين وللسياسيين المشاركين في مشاريع لحماية المناطق المهددة وتطوير استراتيجيات جذرية للحفاظ على البيئة في لبنان.

واشارت الدراسة الى ان لبنان يتميز، والذي يعتبر من أهم مناطق التنوع البيولوجي في حوض المتوسط، بثروته النباتية الغنية، ويحتوي على ما يقارب الـ2612 نوعا من النباتات، منها 108 أنواع مستوطنة (موجودة فقط في لبنان وليس في أي بلد آخر). ومع ذلك، فقد أدى التوسع العمراني العشوائي خلال فترة إعادة الإعمار بعد الحرب اللبنانية (1975- 1991)، إضافة إلى زيادة عدد السكان غير المسبوقة بنسبة 30% بين عامي 2011 و2013، إلى خسارة التنوع البيولوجي بشكل ملحوظ.

وأفادت بو داغر خراط "أنه من واجباتنا كمواطنين الحفاظ على تراثنا الطبيعي الفريد وحمايته". وكخطوة أولى، طور فريق عملها منهجية خاصة لتخطيط المناطق النباتية الهامة في طبيعة لبنان المتنوعة. جمعت طريقتهم ثلاث مؤشرات: تنوع وغنى أنواع النباتات، قيمة الحفاظ على الأنواع النباتية، بما فيها الأنواع المستوطنة والنادرة، وقيمة الحفاظ على الموائل الطبيعية".

وأشارت إلى ما خلصت إليه هذه الدراسة من نتائج مذهلة وغير متوقعة: "تغطي ال31 منطقة النباتية الهامة، 3% فقط من مساحة لبنان، إنما تحتوي على 79% من الثروة النباتية و80% من أنواعها المستوطنة".

وتضمنت المعلومات التي تم جمعها، بيانات تاريخية قديمة وأخرى حديثة. فقد تم الحصول على المعلومات القديمة بشكل رئيسي من عينات موجودة في المعاشب herbarium التي تم جمعها قبل 1980 ودونها "بول موتيرد" Paul Mouterde في كتاب "Flora of Lebanon and Syria" (ما يعني الثروة النباتية في لبنان وسوريا).

وساهم معشب المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا (French National Museum of Natural History) في تجميع وتدوين أكثر من 9000 نبتة لبنانية يعود تاريخها بين 1828 و1972. توفرت هذه المعلومات بفضل مشروع "هيربونوت" Herbonaute، وهو مشروع علمي تشاركي يهدف إلى تفسير المعلومات المدونة في المعشب مع أسماء الأعشاب من خلال دليل إلكتروني مخصص لهذا الموضوع.

سلط باحث في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا والمسؤول عن مشروع "هيربونوت" الدكتور جيرمينال روهان الضوء على أهمية المعلومات التاريخية، وأفاد ب"أنها أساسية إذ تساعدنا على تحليل التوزيع الجغرافي الحالي وتاريخ هذه النباتات، ومقارنتها. إن المجموعات التاريخية الطبيعية هي ثروة كبيرة تشكل قاعدة بيانات مهمة تساعدنا على دراسة توزيعها وموائلها".

لقد تم استخراج بعض البيانات من كتاب "الثروة النباتية اللبنانية بالصور" (Illustrated Flora of Lebanon) لطعمة وطعمة ومن قاعدة البيانات للموقع الإلكتروني "ليبانون فلورا" Lebanon Flora (موقع إلكتروني مختص بتصنيف النباتات والثروة النباتية في لبنان) على العنوان التالي http://www.lebanon-flora.org. يحتوي هذا الموقع على سجلات أكثر من 30 مساهم. لقد تمت إضافة 18925 مدونة جديدة في إطار هذا المشروع بفضل الإستكشافات الميدانية التي قام بها هشام الزين منسق المشروع.

وشدد هشام الزين على الصعوبات التي واجهها الفريق خلال الأعمال الميدانية وهي بالتحديد صعوبة الوصول إلى حقول الألغام والمناطق العسكرية إذ شكلت معوقات أساسية، مما جعل العديد من الأراضي اللبنانية غير مستكشفة بعد. لقد تم تصنيف 26% فقط من المناطق النباتية الهامة على أنها مناطق محمية.

وتقول خراط: "وبما أن هذه المناطق النباتية الهامة غير محمية رسميا، لذا ينبغي إتخاذ تدابير حفظ بسرعة، لأنها تواجه خطرا كبيرا اليوم بسبب أعمال التوسع العمراني العشوائي وغير المنظمة. جاءت نتائج المشروع في الوقت المناسب منذ أن التزم لبنان في الخطة الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي للتلاقي وأهداف "منظمة أيشي للتنوع البيولوجي" (Aichi Biodiversity Targets) بحلول العام 2030 لزيادة مساحة المحميات الطبيعية لتصل إلى 5% على الأقل من مساحة لبنان.

تعليقات: