اليونيفيل إحتفلت بالذكرى السنوية الاربعين لوصول أول جندي دولي إلى الجنوب


الناقورة/

إحتفلت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل" المعززة، في مقرها العام في الناقورة، بالذكرى السنوية الاربعين، على وجود قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان، ووصول اول جندي دولي الى هذه المنطقة في 19 أذار 1987. وشارك في الحدث، الى جانب القائد العام الميجور جنرال مايكل بيري، ضباط وجنود من قوات حفظ السلام، يمثلون مختلف الوحدات الدولية الواحد والاربعين ، التي تشكل قوة "اليونيفيل"، وزيرة الدولة للاصلاح الاداري د.عناية عزالدين، وزير الدفاع الايرلندي بول كيهو، قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن خليل الجميّل ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، وضباط لبنانيون وكبار مسؤولي اليونيفيل، وكبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية، ممثلو وكالات الأمم المتحدة، وسفراء ومسؤولين رفيعي المستوى في الدول المساهمة بقوات عسكرية في اليونيفيل، رجال دين ومسؤولين محليين من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات إجتماعية وإعلامية وتربوية.

وقد كانت مناسبة لتوجيه التحية لعشرات الآلاف من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة والمجتمعات المحلية الذين عملوا معاً من أجل السلام في جنوب لبنان على مدى العقود الأربعة الماضية، وكذلك للتأمل في التكلفة البشرية للنزاع وقيمة تعزيز الإستقرار والسلام.

ثم القى الجنرال بيري كلمة بالمناسبة ، الذي سلّط الضوء عن بعض الأيام الأكثر إيلاماً في تاريخ اليونيفيل، على ما يقرب من 12 عاماً من الاستقرار الشامل في جنوب لبنان ، وهو ليس بالأمر السهل الذي تحقق بالاشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية، والتزام الأطراف والمجتمعات المحلية."

وأضاف: "لدينا مسؤولية مشتركة لنتعلم من ماضينا وبذل ما بوسعنا للبقاء على طريق السلام. ان اليونيفيل ستعمل دون كلل بشكل استباقي من اجل عدم العودة الى النزاع والى دوامة خسارة الأرواح والى الأيام المظلمة التي عايشناها في الماضي. في هذا اليوم ندرك أن عمليات حفظ السلام التابعة لليونيفيل أتاحت المجال لجميع الأطراف للمضي نحو وقف دائم لإطلاق النار".

أحد أبرز النفحات في الحفل كانت تلك التحية العاطفية لحفظة السلام الذين فقدوا حياتهم والتي وجهها لهم جون أوماهوني، وهو أحد قدامى جنود السلام الايرلنديين الذي فقد اثنين من زملائه أثناء هجوم على موكبهم في الطيري في 18 نيسان 1980. وكان أوماهوني نفسه أصيب خلال الهجوم بعدة رصاصات.

وإذ أكد أن تضحياتهم لم تذهب سدى، استعاد أوماهوني ذكرياته بعد عودته الى الطيري في اليوم السابق، وقال: "لقد سررت برؤية متاجر وأعمال تجارية جديدة تمّ افتتاحها، وبرؤية الأطفال يذهبون إلى المدارس، والمزارعين في حقولهم - حياة طبيعية". وأضاف: "لقد كان ذلك تذكيرًا بأن صمود المجتمعات هنا والتضحيات التي قدّمها جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة على مرّ السنين ساعدت على تحقيق مزيد من الإستقرار والإزدهار.

ثم وضع الجنرال بيري، والعميد الركن الجميل، الى جانب اوماهوني إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لجنود "اليونيفيل" الذين سقطوا أثناء تأدية واجبهم، حيث قدم، منذ العام 1978، 312 ضابطاً وجندياً دولياً، حياتهم من أجل مهمة حفظ السلام في الجنوب، وكذلك أكاليل ممثالة باسم وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف، و الموظفين المحليين والدوليين في "اليونيفيل" على نصب الشهداء.

وخلال الاحتفال، قدّمت قيادة اليونيفيل وممثل قيادة الجيش ميدالية الأمم المتحدة الى 69 ضابطا من رتبة أركان عسكري لمساهمتهم في تنفيذ ولاية البعثة.

معرض صور

وعصر اليوم، افتتح الجنرال بيري معرضاً للصور الفوتوغرافية في صور مهدى الى جميع أولئك الملتزمين بتعزيز السلام في جنوب لبنان، الذي اشرف عليه المتحدث باسم القوات الدولية اندريا تينانتي الذي قال : انه يحاكي الواقع الميداني لانتشار القوات الدولية بدء من العام ١٩٧٨ وان المشاركين فيه هم القوات الدولية ومصورون من الزملاء الاعلاميين المحليين: محمد الزعتري وعلي حشيشو ومحمود زيات الذين تلقوا ميداليات شكر من الجنرال بيري، مشيرا الى ان الصور المعروضة تعبر عن واقع الحياة في منطقة عملياتنا ومدى تفاعل جنودنا مع الاهالي وتفاعل الاهالي معنا". كما ضمّ المعرض لوحات ملونة رسمها أطفال من 25 مدرسة في جنوب لبنان، والذي سيستمر حتى 23 من الجاري وهو اليوم الذي وصل فيه أول جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل الى جنوب لبنان في عام 1978

تجدر الإشارة، إلى أن "اليونيفيل" تشكلت من قِبل مجلس الأمن بموجب القرارين 425 و426 الصادرين بتاريخ 19 آذار 1978، للتأكد من إنسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، وإعادة السلام والأمن الدوليين، ومساعدة حكومة لبنان على ضمان بسط سلطتها الفعلية في المنطقة الحدودية، في أعقاب " عملية الليطاني ". التي احتلت في خلالها إسرائيل قرابة الألف كلم مربع، وأوقعت آلاف الشهداء والجرحى.

وتقوم قوات "يونيفيل" منذ انتدابها، بمراقبة الخط الأزرق، وهو الحد الفاصل بين لبنان وإسرائيل، الذي رسمته الأمم المتحدة في أعقاب إنسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، في 25 أيار من العام 2000. وقد تم تعزيز هذه القوات، بموجب القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، الصادر بتاريخ 11 آب 2006، الذي أنهى الأعمال العدائية التي قامت بها إسرائيل ضد لبنان على مدى 33 يوماً، وتشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء انتشارها في الجنوب لأول مرة منذ ثلاثة عقود، وحماية المدنيين المعرضين لخطر العنف، والعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لضمان خلو منطقة عمليات اليونيفيل من أي أفراد مسلحين وأصول وأسلحة غير مصرّح بها.

وتضم اليونيفيل حالياً حوالي 10,500 جندي حفظ سلام من 41 دولة يقومون بتنفيذ حوالي 13,500 نشاط عملياتي شهرياً، ليلا ونهارا، في منطقة العمليات وفي البحر. كما تضم اليونيفيل قوة بحرية تتألف من ست سفن.




تعليقات: